إعلاميو مصر، تونس، لبنان، البحرين، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الصين، والعراق وغيرهم فى زيارة مبهرة لـ “بلد الفن”
رسالة جدة من فاطمة شعراوى:
بدعوة كريمة, استضافت “جدة التاريخية” عددًا كبيرًا من الإعلاميين من عواصم العالم، فى جولات متنوعة بمبادرة “بلد الفن“، التى تستمر حتى مارس المقبل, وشمل الوفد إعلاميين من بلدان عديدة، منها مصر، السعودية، تونس، لبنان، البحرين، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، الصين، والعراق وغيرها، قاموا بزيارات أبهرتهم جميعًا، تم تنظيمها ضمن برنامج “جدة التاريخية“، الذى يعد منصة فنية متطورة تقدم تجارب فنية وثقافية, وتأسس برنامج جدة التاريخية في عام 2018، تحت مظلة وزارة الثقافة بالمملكة العربية السعودية ويتولى الإشراف على الأعمال بمنطقة البلد “جدة التاريخية“، ويؤدي دورًا شاملًا لتحويل منطقة البلد إلى مركز حضاري تاريخي وثقافي متكامل، والحفاظ على التراث الثقافي والمعماري للمنطقة، وتعزيز النشاط المجتمعي والاقتصادي.
ويأتي تطوير المجال المعيشي في منطقة البلد لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال والمشاريع الثقافية، ومقصدًا لروّاد الأعمال، وهو الهدف الاستراتيجي للبرنامج؛ ما يسهم في تحقيق العديد من مستهدفات رؤية السعودية 2030.
كما يهدف البرنامج إلى إعادة إحياء منطقة جدة التاريخية بقيمتها الثقافية والتاريخية، بحيث تكون مثالاً نموذجيًّا لإعادة إحياء المدن القديمة، فقد تم تسجيل المنطقة في عام 2014 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي؛ ما يعكس القيمة العالمية للمنطقة وضرورة حمايتها، وتحفيز الجهود لحماية تراثها وتعزيزه.
وخلال إحدى الجولات أكدت إيمان حسن محرق مدير مشروع بلد الفن: أن مبادرة بلد الفن تركز على رعاية المواهب المحلية والدولية، وتنمية التعاون الفني، والاحتفال بمشاركة المجتمع في الأنشطة الثقافية، وتشمل معارض فنية وبرامج موسيقية وعروضًا مسرحية متنوعة، وورش عمل حرفية، وتجارب طهي من قبل مطاعم محلية وعالمية، حيث تعد منطقة البلد بمثابة ملاذ طبيعي للعقول المبدعة، وتوفر بيئة ملهمة ورعاية للفنانين والمفكرين، وتهدف إلى تطوير مبادرات تحتفي بتراث البلد الغني، بوصفه بوتقة تلتقي فيها الثقافات“.
وعن اختيار مكان مبادرة بلد الفن قالت: “تُقامعلىخلفيةفريدةمننوعهابمنطقةجدةالتاريخية،أحدمواقعالتراثالتابعةلليونسكو،وهيمتجذرةبقوةفيتراثالبلدالغني،كبوابةترحببجميعالثقافاتوالناسمنجميعأنحاءالعالم.
والبلد هي منطقة تاريخية قديمة في مدينة جدة، في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، والمعروفة باسم مدينة جدة القديمة أو منطقة جدة التاريخية (JHD) وتأسست البلد، والتي تعني “المدينة“، في أوائل القرن السابع الميلادي وكانت تاريخياً مركزاً لمدينة جدة, وتعد أقدم جزء من مدينة جدة الساحلية، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في غرب المملكة العربية السعودية.
كما تشكل المنازل القديمة جزءاً بارزاً من منطقة البلد. كما أنها تتميز بمعالم تاريخية مثل سور جدة القديم الذي تم بناؤه لحماية المدينة القديمة، والمساجد القديمة، والمنازل البرجية التي بناها التجار الأثرياء في أواخر القرن التاسع عشر، والأسواق التقليدية والأزقة المتعرجة الضيقة.
وتتمتع البلد بموقع استراتيجي بين البحر الأحمر ومكة المكرمة، وقد حصلت على لقب بوابة المدينة المقدسة. وأصبحت قبلة للحجاج الباحثين عن العزاء الروحي في مكة والمدينة من مختلف الأماكن. وفي الوقت نفسه، تطورت الطرق في جدة إلى مركز تجاري للسلع مثل التوابل والأقمشة والعطور والمعادن الثمينة، مما عزز الثقافات المتنوعة التي ازدهرت في السنوات التالية.
ويقع البلد في جدة، وهو أقدم جزء من المدينة التاريخية، مع تراث طهي غني يعود تاريخه إلى القرن السابع, وتضم منطقة جدة التاريخية، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، مجموعة من خيارات تناول الطعام. وتعد منطقة جدة التاريخية موطنًا لبعض أقدم المطاعم في جدة، بدءًا من المخابز العائلية التقليدية وبعض أقدم مطاعم الأسماك في المملكة العربية السعودية، إلى تلك التي تقدم المطبق الأصيل والمعصوب والفول.
ولطالما كانت منطقة البلد موطنًا للأطعمة المتعددة الثقافات في مطاعمها العديدة التي توصف بأنها مريحة ودافئة, ويمكن القول إن تاريخ الطهي في منطقة جدة التاريخية هو أحد أفضل الطرق لرواية قصة جدة وكيف أصبحت مدينة ساحلية مهمة.
ويجمع بلد الفن سبعة تيارات من المحتوى الفني باعتبارها الركائز الأساسية لبرمجة الحدث؛ الموسيقى والفنون البصرية والفنون المسرحية والطهي والحرف اليدوية والسينما والتصميم.
وعلى مدار الأشهر الثلاثة، سيضم بلد الفن معارض فنية معاصرة، ومجموعة من البرامج الموسيقية، والعروض المسرحية المتنوعة، وورش العمل الحرفية وتجارب الطهي من قبل المطاعم المحلية. وسيتضمن البرنامج مجموعة رائعة من المعارض، بما في ذلك النسخة الثالثة من معرض “سندباد: أستطيع رؤية الأرض“، تنسقه عهد العمودي، والذي يتعمق في الطبيعة المتعددة الأوجه للأرض وارتباطها بالتنقل البشري. بالإضافة إلى ذلك، يتناول معرض المدن الساخنة، برعاية أحمد وراشد بن شبيب، كيفية تكيف المدن في العالم العربي مع تغير المناخ، وسيعرض براعة المهندسين المعماريين والمصممين الحضريين.
وإلى جانب الفنون البصرية، يوفر بلد الفن أيضًا منصة للعروض الموسيقية والعروض المسرحية وتجارب الطهي, ويقدم برنامج Recall Sonic، برعاية تارا الدغيثر، طرقًا بديلة لتعلم الموسيقى من خلال العروض الحية وورش العمل والمساحات المجتمعية. وفي الوقت نفسه، يكرم برنامج الحرف زاوية 97، برعاية أحمد س. عنقاوي، تراث الحرفيين في جدة، ويعرض مهاراتهم الحرفية ويحتفل بتأثيرهم الدائم على ثقافة المدينة.
يذكر أن جدة، مدينة ذات تاريخ غني كنقطة التقاء للحجاج والتجار، وهي ميناء مهم على البحر الأحمر ومدخل تقليدي لمدينة مكة المكرمة. تبرز كواحدة من أكثر المدن تنوعًا وتطلعًا إلى المستقبل في المملكة العربية السعودية, ولعبت ذات يوم دورًا بارزًا كميناء تجاري، حيث سهلت التبادل الثقافي بين مختلف الدول التجارية في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا, ويعود تاريخ تأسيس جدة إلى حوالي 3000 عام مضت عندما استقر الصيادون في المدينة بعد رحلات الصيد.
ومن المعروف أن وزارة الثقافة بالمملكة العرية السعودية لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على الهوية السعودية والتراث الثقافي، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030, وذلك منذ أن فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها أمام السياح الدوليين أواخر عام 2019, حيث تلعب منطقة جدة التاريخية – موطن بعض أقدم المباني والمطاعم في جدة – دورًا مهمًا في مهمة وزارة الثقافة للحفاظ على الهوية والتراث الثقافي السعودي وتعزيزهما.
كما تقوم وزارة الثقافة باستثمارات كبيرة للحفاظ على الطابع الفريد والأهمية التاريخية لهذا الحي، وبشكل أكثر تحديدًا، الحفاظ على 20 من المطاعم الأكثر تقليدية واحترامًا من خلال التكنولوجيا المتطورة والترميم الدقيق لواجهات مبانيها.
وتعرف الضيوف من أنحاء العالم على الجهات المعنية في بلد الفن الذى تقدمه منطقة جدة التاريخية بالتعاون مع مؤسسة أثر, حيث تعاونت مؤسسة أثر مع العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية، بما في ذلك المعهد الملكي للفنون التقليدية (تريتا)، وزاوية 97، وصوت البلد, وذلك تحت إشراف وزارة الثقافة، ويقود برنامج منطقة جدة التاريخية جهود تجديد مركز جدة التاريخي (البلد) والهدف هو ترسيخها كمركز للثقافة والفنون، ووجهة للتراث العالمي.
كما زار الوفد معرضا لمؤسسة أثر التى تعد منظمة مستقلة غير ربحية مقرها في جدة، المملكة العربية السعودية وتأسست عام 2022، وهي تعتمد على تراث أثر جاليري وتهدف إلى تلبية الاحتياجات المتطورة لممارسي الفنون البصرية والممارسين الثقافيين، سواء من الفنانين الناشئين أو المعروفين، والاستجابة لها.