مطلع شهر يونيو من العام الجاري، خرج الطفل محمد حامد البالغ من 15 عاماً من منزله قاصداً البحث عن الرزق الحلال من خلال عمله كسائق علي مركبة تروسيكل اشتراه له والده بالتقسيط، ينقل به بعض أغراض المواطنين نحو السوق من أجل مساعدتهم علي ظروف الحياة القاسية، دون أن يدري أن أن هناك شرير ينوي أن يتخلص منه لسرقة تروسيكل.
عقارب الساعة تشير إلى الخامسة مساءاً، هنا داخل قرية سنرو بنطاق مركز شرطة أبشواي، حل الظلام ولن يأتي الطفل كعادته للمنزل، لتقرر أسرته البحث عنه في أرجاء القرية، لكن دون جدوى فام يعثر أحد عليه كأنه « فص ملح وداب»، لم يحصل أهل الطفل علي إجابة تخمد نيران القلق علي نجلهم الغائب منذ ساعات، فقرر الأب التوجه نحو مركز الشرطة لتحرير محضر بتغيب نجله.
48 ساعات مرت على اختفاء الطفل، عكف خلالها رجال المباحث الجنائية كشف اللغز، من خلال فحص كاميرات المراقبة وجمع التحريات وفحص المشتبه بهم والمشهور عنهم إرتكاب وقائع السرقات، حتي جاءت فك لغز اختفاء الطفل علي لسان أحد أهالي قرية الحريشي بدائرة مركز الفيوم ببلاغ لضباط المركز « فيه جثة في الترعة»، وعلي الفور انتقل رجال المباحث والأهالي وعقب انتشال الجثمان تبين أنها جثة الطفل وعثر عليه مكبل اليدين والقدمين وجسده ممزق وملقى في مجرى مائي.
خلال دقائق أبلغ مأمور المركز، رجال المباحث أن الجثة للطفل المتغيب، وهنا بدت الصورة جلية وأكثر وضوحاً لفريق البحث، وبعمل التحريات تبين أن سائق صديق الطفل المجني عليه وراء مقتله وسرقته، حيث دلت التحريات أن القاتل استدرج الضحية إلى منزله، وفاجأه بضربه بشومة على رأسه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم سدد له عدة طعنات للتأكد من وفاته، وانتظر حتى حلول الظلام، وتخلص من الجثة بمكان العثور عليها، بنطاق “محل سكن المتهم”، ثم باع التروسيكل مقابل 4 آلاف جنيهًا، لحاجته للمال لاقتراب موعد زفافه.
وعقب تقنين الإجراءات القانونية، نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الفيوم، في ضبطه وبالعرض علي النيابة العامة إحالته محبوسا إلي محكمة جنايات الفيوم المنعقدة بالدائرة الأولى، والتي قضت بمعاقبته بالإعدام شنقًا، بعد ورود رأي المفتي.