مقالات الرأى

أمجد مصطفى يكتب: فن الإدارة..وإدارة الفن

الخميس الماضى، كتب الدكتور سمير فرج الخبير الاستراتيجى فى الشئون العسكرية والمحلل العسكرى الشهير، فى جريدة الأهرام، مقال مهم جدا،بعنوان طريق النجاح،تحدث فيه عن فن ادارة المؤسسات،وكر فى مقاله ان نجاح القائد أو المدير، يعتمد على عنصرين اساسين،هما مدى درايته ومعرفته بعلوم الادارةـثم الموهبة،والقدرات الشخصية،والدكتور سمير فرج حصل على دبلوم ادارة الاعمال فى واحدة من اعرق أكاديميات ولاية كاليفورنيا.و فى الحقيقة الذى اقترب من الدكتتور سمير فرج خلال فترات عملة المختلفة سوف يجد انه يحظى دائما بثقة من حولة فى العمل،و اتذكر انه عندما جاء الى مقعد رئاسة دار الاوبرا المصرية،هاجمه البعض تحت عنوان عسكرة الاوبرا،ووقتها ترك الرجل الامر وحق الرد الى انجازاته فى هذا المكان الحيوى،و نجح الدكتور سمير فرج فى جمع المنتقدين قبل المؤيدين له حوله،وتحولت الاوبرا الى مركز اشعاع فنى وثقافى،و قام بجولات فى كل ربوع مصر بكامل فنانى الاوبرا،خرج الى الصعيد وسيناء شمالا و جنوبا، قدم للاوبرا اهم مشروع للمواهب ووقتها لم تكن هناك برامج لاكتشاف المواهب، وهو مشروع صناعة النجم،قدم من خلال ما يقرب من 30 صوت،اغلبهم الان نجوم منهم مى فاروق و ريهام عبد الحكيم،و مروة ناجى، واميرة احمد،وغيرهن،استعان خلال هذا المشروع بأهم نجوم مصر فى التلحين،جمال سلامة و محمد على سليمان وعمار الشريعى وحسن ابو السعود وغيرهم،كما قام بتطويرمسارح الاوبرا، ووقتها ألتف الاعلام حولة،وتحول هذا الرجل ذو الخلفية العسكرية الى صانع للنجوم و مبرمج لاحداث فنية، اختار فريق عمل على اعلى مستوى بعضهم كان مهمل فى اداراته، لكنه كان بمثابة المكتشف لهم ،و بالمناسبة ادارة المؤسسات الفنية فى مصر او ادارة الفنان فى مصر يحتاج الى فن، فن ادارة الفنان، لان الفنان دائما بطبعه متمرد،يريد ان يكون هو الوحيد فى الصورة ولا احد غيرة، لدرجة تصل لبعضهم الى درجة الانا فقط،لكن مع الدكتور سمير فرج الامور اختلفت تماما، لانه كان يجيد فن الادارة،استخرج من كل فنان افضل ما فيه، بل انه صاحب استطاع استقطاب عدد من الفنانين المهاجرين ابرزهم نادر عباسى،حيث اسند له ادارة قيادة وادارة اوركسترا اوبرا القاهرة،ووقتها كان نادر يعيش فى سويسرا،لكنه عاد، لانه شعر بمصداقية الرجل،الان نادر هو اهم مايسترو فى مصر.فى وجود سمير فرج عاد مسرح سيد درويش اوبراالاسكندرية حاليا الى الوجود،واتذكر انه قبل ان يتم انطلاق مرحلة الترميم واعادة المسرح الى ما كان عليه،قام بدعوة عدد من الصحفيين الى الاسكندرية لمشاهدة الواقع الذى كان عليه المسرح،وشاهدنا وقتها شئ بشع،المسرح تحول الى مرحاض عام و مأوى للخارجين عن القانون، و مدمنى المخدرات،الأن اصبح مركز تنوير،أعاد للوجود تحفة معمارية.دكتور سمير فرج عندما ذهب الى الاقصر حولها من مجلس أعلى الى محافظة،وهى تستحق هذا الانجاز الكبير،وهو أول من بدأ العمل فى اعادة وجه الاقصر الحضارى.الدكتور سمير فرج قدم لوطنه الكثير بفضل فن الادارة الى كان يتمتع به، وثقافته المختلفة،والاستعانة بالخبراء وقت الحاجة اليهم ،ودائما كما كان يذهب الى رقم واحد فى مجالة، لأن المسئول مهما كانت قدرتة فهو دائما محتاج الى عين خبيرة تنير له الطريق، هكذا كان الدكتور سمير فرج.أنسان ملم بثقافات مختلفة،لذلك هو دائما لدية الجديد فى كل مهام تسند الية.

زر الذهاب إلى الأعلى