السيسي خلال خلال افتتاح مدينة المنصورة الجديدة: المواطن المصري بطل قصتنا القومية.. والكنز الباقي لهذه الأمة
كتبت - خديجة حمودة :
– الشعب يثبت عبقريته وقدرته في الحفاظ على وطنه ومقدراته.. ومصر قادرة على صناعة المستقبل من تحديات الحاضر
– بناء المدن ليس رفاهية.. «المنصورة الجديدة» جزء من خطة لبناء 30 مدينة جيل رابع
– خطة لتوطين الصناعة وتقليل الواردات.. ولدينا مالا يقل عن 5 ملايين أسرة مستفيدة من تشغيل شركات الدولة في مشروعات محددة
– القضاء على البناء غير المخطط مسؤولية مشتركة بين المواطنين والدولة.. وقادرون على تخطي الأزمات بتكاتف الشعب والمؤسسات
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّه فضل أن يفتتح المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة على أرض الواقع مع أهالي المحافظة، بدلا من الفيديو كونفرانس، وهذا ما سينطبق على عدد من المحافظات الأخرى خلال الفترة المقبلة: «نبدأ هذا البرنامج من الدقهلية، وسنستمر فيه»، مضيفًا: «أوجه التحية والتقدير لمجموع الشعب المصري العظيم، الذي يثبت كل يوم عبقريته الوطنية ويؤكد قدرته الجبارة، ويفرض إرادته في الحفاظ على وطنه ومقدراته، ويسعى دوما للبناء وتحقيق السلام والتنمية».
وتابع «السيسي»، خلال كلمته الرسمية خلال افتتاح مدينة المنصورة الجديدة: «يظل المواطن المصري هو بطل قصتنا القومية على مدار تاريخ أمتنا الوطنية، فهو وحدة بناء هذه الأمة وكنزها الباقي بلا فناء أو نهاية إن شاء الله، وبعزيمته وإرادته حقق الوطن البقاء، وبعقله وساعده تتحقق على أرض مصر الطيبة معجزة البناء»، مؤكدًا أن افتتاح المرحلة الأولى من مدينة المنصورة الجديدة يعتبر مشهدًا جديدًا من مشاهد الإنجاز التي تتحقق بسواعد المصريين، وبجهودهم الحثيثة المخلصة والتي تعيد رسم خارطة مصر كي تتسع لأحلام المصريين وتليق بتضحيات أبنائها من أجلها.
وأضاف الرئيس «نحتفل معًا بمدينة جديدة تزين دلتا مصر الطيبة الأصيلة وقد تمّ مراعاة كل متطلبات التحديث والتطوير اللازمة للمستقبل، كما تمّ تنفيذها طبقًا لتخطيط علمي دقيق ومدروس ومعدلات تنفيذ غير مسبوقة وبشكل كامل لبناء مجتمع متكامل»، موضحًا أن افتتاح مدينة المنصورة الجديدة يأتي كجزء من خطة شاملة نفذتها الدولة على مدار السنوات الماضية لبناء 30 مدينة ودولة من مدن الجيل الرابع على مستوى الجمهورية في الدلتا والصعيد والقناة.
وقال إنّ الهدف من المبادرة الوطنية لدعم وتوطين الصناعة المصرية «ابدأ» تقليل حجم الاستيراد، من خلال إنشاء صناعات لهذه المنتجات في مصر؛ لتحقيق الكفاية للسوق المصري، ثم التصدير إن كانت هناك فرصة لذلك،: «أنا على ثقة كاملة ويقين مطلق في أن مصر بقدراتها وقدرات أبنائها قادرة على تحويل كل أزمة إلى فرحة وصناعة المستقبل من تحديات الحاضر»
وتابع: «لعلكم تذكرون معي بفخر، كيف كانت مصر قبلة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، والذي كان بمثابة شهادة عالمية لمصر بأنّها الرقم الصحيح في المعادلة العالمية شديدة التعقيد»، موضحًا أن بناء المدن الجديدة لا يمثل رفاهية بل هو ضرورة قصوى، والحاجة الملحة لامتدادات عمرانية متكاملة، وكان هناك عدد من الظواهر السلبية في مقدمتها البناء على الأراضي الزراعية والتوسع غير المخطط للكتلة العمرانية.
وأضاف السيسي «يواجه العالم ومعه مصر أزمات متلاحقة على الصعيد الاقتصادية كانت بدايتها الآثار التي خلفها انتشار جائحة كورونا، ولم يلبث العالم أن يتعافى منها إلا واندلع الصراع الروسي الأوكراني والذي شارف على قرابة العام منذ اندلاعه، مضيفًا: «انعكست آثار هذه الأزمات على الاقتصاد العالمي، بآثار لم تكن مصر منها ببعيد، إلا أننا بفضل الله وقدرات المصريين واجهنا هذه الأزمات بخطى واثقة وقدرات راسخة، وقد تجاوزنا الآثار الواقعة على المواطنين بحزمة من إجراءات الحماية الاجتماعية تشابكت فيها جهود الدولة والمجتمع في نموذج مصري فريد».
وأوضح السيسي: «بالتوازي مع تلك الإجراءات يتمّ تنفيذ خطة إجراءات اقتصادية على مستوى الدولة قائمة على توطين الصناعة وتقليل الفاتورة الاستيرادية وجذب الاستثمارات المباشرة، مؤكدًا أنه رغم الأزمات والتحديات التي تواجه العالم بأسره إلا أنّنا قادرون على تخطيها، من خلال التلاحم والتكاتف بين الشعب المصري العظيم وجميع مؤسسات، مؤكدًا أن مصر الوطن الكبير الضارب في جذور التاريخ والبادئ للحضارة، هو الوطن الذي تعهدنا معا على الحفاظ عليه بأرواحنا وبنائه بأيدينا لنزرع له الأمل ونصنع له المستقبل.
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الدولة قامت بإنشاء مدينة المنصورة الجديدة، كأحد المشروعات التي تنفذها الدولة للتطوير الشامل، لتلبية احتياجات المواطنين وتنمية مصر، ومنها على سبيل المثال حماية الشواطئ، وكان هناك مسارين لحماية الشواطئ، الأول يتضمن بناء حاجز مياه بتكلفة قد تصل إلى ملايين الجنيهات، وقد تتجاوز التكلفة أكثر من ذلك، أما المسار الثاني يشمل بناء آخر يحقق عدة أهداف عبر تطبيق إجراء واحد فقط.
وأضافالرئيس أنَّه تمّ إنشاء شاطئ ارتفاعه متر وإنشاء طريق أيضًا ارتفاعه متر في مدينة المنصورة الجديدة، لافتًا إلى أنَّه إذا كانت الشواطئ المصرية وخاصة الدلتا معرضة للخطر نتيجة انخفاض منسوبها عن المعدلات المحتملة، فمن المتوقع أن تشهد الخمسون سنة المقبلة انخفاضًا بمعدل متر أو مترين، لذا يمكن إنشاء حواجز على امتداد 200 أو 300 كيلو بتكلفة قد تصل إلى عشرات أو مئات المليارات بالجنيه أو الدولارات، وكل هذا من أجل حماية الدلتا فقط، لكن ما حدث وتمّ تطبيقه بالفعل كان مختلفًا واتخذ مسارًا مغايرًا.
وأوضح رئيس الجمهورية، أن المدن الجديدة ليست عبارة عن شكل جميل فقط، لكنها مجموعة أهداف تتحقق، إذ تستهدف الدولة المصرية توفير فرص عمل للناس، كما أن البناء العشوائي في الفترة السابقة جاء نتيجة غياب دور أجهزة الدولة، مضيفًا: «والله ما حد هيقدر يعمل أكتر من اللي إحنا بنعمله ده، البلاد اللي زي حالاتنا دي عاوزة واحدة من 3 حاجات، يا إما صبر وعمل وشغل بس وهذا مسار هنشوف نتائجه بعد سنوات طويلة مش إحنا، ولكن الشباب الصغير».
وأكد السيسي، أنّ إنشاء محطات تحلية في المدن الجديدة ليس وليد اللحظة، «هذا كان موجودا والدولة كانت تفكر فيه، لكن الظروف لم تكن تسمح، لكننا نحتاج لبناء محطات لتحلية المياه، العلمين فيها محطة بقدرة 150 ألف متر مكعب في اليوم، وشرق بورسعيد بها محطة بقدرة 150 ألف متر مكعب مياه في اليوم، وكذلك الجلالة بقدرة 150 ألف متر مكعب في اليوم»، موضحا أن المدن الجديدة بها محطات تحلية كلفتنا كثيرا، مشيرا إلى أن هذا ليس زيادة في الأموال وإنما أمور حتمية، كي لا نقصر في حق الحاضر والمستقبل، مشددًا على أن جميع مؤسسات الدولة يجب أن تعمل سويًا، موضحًا «لازم تبقى معانا، مقصدش معايا أو مع رئيس الوزراء، إحنا مش في جنب، إحنا واحد، دي بلدنا كلنا، لينا فيها زي بعض».
ونبه الرئيس إلى أن مسؤولي الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نظموا جولة لفحص المباني المحيطة بالطريق الدائري، متسائلًا «كيف يمكن أن يعيش المواطن في مثل هذه العمارات؟»، موضحًا أن القضاء على البناء غير المخطط مسؤولية مشتركة بين المواطنين وجميع مؤسسات الدولة، شارحًا أنَّ حجم المباني الموجودة على الدائري أكبر من الطلب الموجود في السوق، فهناك إحساس بـ«الغنى الزائف»، موضحا أن البعض يمتلك نحو 10 عمارات تصل لـ10 أدوار سعرها قد يتراوح بين 2 مليون و3 ملايين جنيه، في حين أنه لو تم الاكتفاء ببناء سكني على أرض مساحتها قيراطين فقط مع تشغيلها والحفاظ عليها لحققت عوائد حقيقية، وطالب الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحكومة، بإطلاع الإعلام المصري، على مخططات الدولة قبل 2010، في المدن السكنية والزراعة والطرق وشبكة النقل، وما حدث الآن.
مخططات وأحلام الحكومة
وأشار الرئيس إلى أن المخططات التي حلمت بها الحكومات السابقة، نجحنا في تحقيقها، حيث حالت الظروف في الماضي بين تنفيذ هذه المشروعات، لكن الآن الفرصة أصبحت موجودة وبدأ التنفيذ،
وتابع: «الخطة الاستراتيجية الخاصة بمصر اتعملت قبل ما أنا آجي، وقبل اللي قبلي يجي، ولو متعملتش يبقى إحنا بنضيع البلد والناس، نحن في خيرٍ ونعمة»، مضيفًا: «الجهد اللي إحنا بنعمله مخلص وأمين ومبدع، وبمنتهى القوة، اتقال نخف الأعمال بتاتعنا شوية، قلت إن حجم الشركات العاملة في الدولة المصرية في مشروعات محددة ليست أقل من 5000 شركة، وهناك شركات بها 70 ألف عامل، والمتوسط 1000 عامل، أي أننا نتحدث عن 5 ملايين إنسان ما بين عامل وكل الوظائف، أي 5 ملايين أسرة مستفيدة».