يبحث العلماء على نطاق واسع عن أدوات جديدة في المعركة ضد معدلات السمنة المتزايدة، ومؤخرًا ظهر مرشح واعد من أكوام الرمال النقية.
فقد عززت دراسة جديدة إمكانات جزيئات السيليكا المصنوعة من الرمل المنقى من خلال إظهار كيفية منع نشاط الإنزيم لعرقلة امتصاص الجسم للدهون والسكريات، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Pharmaceutics.
السيليكا المُهندسة
أجرى البحث علماء في جامعة سازرن أستراليا، الذين استندوا في تجاربهم إلى دراسة سابقة استكشفت كيف يمكن لجزيئات السيليكا المُهندسة أن تؤثر على الطريقة التي يمتص بها الجسم الطاقة من الأطعمة الغنية بالدهون. أظهرت دراسات سابقة أن جزيئات السيليكا ميسوبوروس يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن لدى الفئران البدينة عند إضافتها إلى نظامها الغذائي، ويمكن أن تتحملها أجسام البشر بأمان كمضافات غذائية. كما ألمح أحد الأبحاث عام 2020 إلى أفضل شكل وحجم للجسيمات للحث على تأثيرات مضادة للسمنة.
علاج آمن
من جهته، قال الباحث الرئيسي في الدراسة بول جويس: “حظيت السيليكا المسامية باهتمام متزايد بسبب قدرتها على مكافحة السمنة، حيث أظهرت التجارب البشرية أنها علاج آمن”. ولكن استعصى على الباحثين معرفة الطريقة، التي تعمل بها السيليكا بالضبط، في حين أن نتائج الدراسة الأخيرة توضح كيف تعزز السيليكا المسامية تأثيرًا مضادًا للسمنة من خلال العمل بشكل موضعي في الأمعاء للحد من هضم وامتصاص الدهون والكربوهيدرات. ومن المتوقع أن تقدم الآلية المبتكرة نتائج فعالة سريريًا لفقدان الوزن، دون آثار سلبية”.
الإنزيمات الهضمية
لم يكن من الواضح سابقًا كيف يمكن لجزيئات السيليكا المسامية بالضبط أن تتدخل في عملية التمثيل الغذائي، لكن العلماء افترضوا سابقًا أنها تؤثر على سلوك بعض الإنزيمات الهضمية. لاستكشاف هذه الفكرة عن كثب، صمم دكتور جويس وفريقه البحثي نموذجًا متقدمًا للهضم في المختبر مكنهم من مراقبة هضم الدهون والكربوهيدرات خلال وجبة محاكاة عالية الدهون وعالية الكربوهيدرات.
أقطار 6 إلى 10 نانومتر
أظهرت هذه التجارب أن جزيئات السيليكا المهندسة المصنوعة من الرمل النقي تمنح آثارها المضادة للسمنة من خلال إعاقة نشاط إنزيمات الجهاز الهضمي المسماة α-Amylas وهرمون ليباز البنكرياسي في الجهاز الهضمي. كما هو الحال مع الدراسات السابقة، توصل الباحثون إلى أن هذه التأثيرات تتأثر بشدة بحجم المسام وحجم الجسيمات نفسها. من خلال اختبار جزيئات السيليكا المتعددة، وجد الفريق أن جزئيات السيليكا ذات المسام التي يتراوح قطرها بين 6 و10 نانومتر حققت أفضل النتائج.
فيما أضاف جويس: “حدد هذا البحث معايير محددة للسيليكا المسامية لتفعيل تأثيرات مضادة للسمنة”. تتمثل الخطوات التالية في التحقق من صحة هذه النتائج بنماذج حيوانية للسمنة حتى نتمكن من تحديد أي اختلافات للظروف المثلى لمكافحة السمنة. إن السمنة مرض يمكن الوقاية منه بشكل تام. وتعد هذه التجربة خطوة هائلة لمعالجة واحدة من أكثر الحالات الصحية التي يمكن الوقاية منها في العالم”.