خطر خفي على سطح القمر.. هل تستعد ناسا لكارثة محتملة؟

كشف بحث علمي حديث عن خطر خفي على سطح القمر قد يهدد البعثات المستقبلية، وهو الزلازل القمرية، أو ما يعرف بـ«Moonquakes». فقد اعتُبر تأثير النيازك لعقود طويلة العامل الرئيسي الذي يشكل تضاريس القمر، لكن نتائج الدراسة الجديدة أظهرت أن النشاط الزلزالي تحت سطح القمر يساهم أيضا بشكل كبير في تغير شكل التضاريس القمرية.
وأوضحت الدراسة، التي تحمل عنوان «النشاط الزلزالي القديم في وادي تاوروس-ليترو بناءً على سقوط الصخور والانهيارات الأرضية»، أن الزلازل القمرية أدت إلى سقوط الصخور وانزلاق التربة في مناطق عدة، بما في ذلك الوادي الذي هبط فيه رواد أبولو 17 التاريخيون، ما يعكس قوة هذه الزلازل وأثرها على تشكيل المشهد القمري عبر ملايين السنين.
وأشار الباحث نيكولاس شمر إلى صعوبة قياس النشاط الزلزالي على القمر مباشرة، وقال: «لا تتوفر لدينا أدوات قوية لقياس الزلازل على القمر كما هو الحال على الأرض، لذا اعتمدنا على مؤشرات غير مباشرة مثل سقوط الصخور والانهيارات الأرضية». وبيّنت الصور والبيانات أن بعض الصخور الكبيرة تحركت نتيجة زلازل قوية وقعت قبل ملايين السنين، ربما ناجمة عن صدع لي-لينكولن، وفقا لموقع dailygalaxy.
وأحد أبرز النتائج هو اكتشاف صدوع نشطة، مثل صدع لي-لينكولن، قد تشكل خطرا على القواعد القمرية المستقبلية. فهذه الصدوع، النشطة منذ ملايين السنين، قد تتسبب في حدوث زلازل قمرية حتى اليوم، خصوصا وأن العديد منها يقع بالقرب من مواقع الهبوط المحتملة ومناطق الاستكشاف المستقبلي.
وقال توماس واترز، عالم كبير متقاعد في مؤسسة سميثسونيان: «يجب أخذ التوزيع العالمي للصدوع الشابة، وإمكانية استمرار نشاطها، واحتمال تكوّن صدوع جديدة نتيجة الانكماش المستمر في الاعتبار عند تخطيط مواقع المنشآت الدائمة على القمر».
ورغم أن احتمالية وقوع زلزال قمر كارثي منخفضة، فإنها ليست معدومة. وأوضح الباحثون أن احتمال وقوع زلزال ضار بالقرب من صدع نشط يقدر بحوالي واحد من كل 20 مليون يوم. لكن مع البعثات طويلة الأمد، تتزايد المخاطر؛ فقد يرتفع احتمال حدوث زلزال خطير خلال عقد كامل إلى واحد من كل 5,500.
وتشير الدراسة إلى أن بعثات قصيرة المدى، مثل أبولو، تواجه مخاطر محدودة، بينما قد تتأثر البعثات الطويلة الأمد، خصوصا التي تشمل مساكن دائمة للرواد، بشكل كبير. وأكد الباحثون ضرورة التخطيط الدقيق لتقليل المخاطر، بما يشمل اختيار مواقع بعيدة عن الصدوع النشطة، لضمان سلامة المنشآت القمرية على المدى الطويل، مع الأخذ بعين الاعتبار البنية التحتية الحيوية للمستعمرات المستقبلية ومحطات البحث.
وتعد هذه النتائج تحذيرا مهما لبرنامج ناسا «أرتميس» الذي يخطط لإنشاء حضور بشري مستدام على القمر، حيث تبرز أهمية دراسة الزلازل القمرية كعامل أساسي في التخطيط للبعثات المستقبلية وضمان سلامة الرواد والمرافق.