أخبار المحروسة

فاديم زايتشيكوف مدير المراكز الثقافية الروسية : “نُقدّر الرئيس عبد الفتاح السيسي لدوره الكبير في ترسيخ مكانة مصر على الساحة الدولية والدبلوماسية الشعبية أقوى من السياسة

حاورته:أنس الوجود رضوان

0:00

حين تتحاور مع مسؤول أو فنان روسي، تكفيك نظرة إلى ملامح وجهه وهو يتحدث عن مصر؛ ففي الابتسامة يلمع بريق الإعجاب، وفي النبرة دفء المحبة الصادقة. هذا ما لمسته خلال لقائي مع الدكتور فاديم زايتشيكوف المدير الجديد للمراكز الثقافية الروسية بالقاهرة والإسكندرية، الذي جاء محمّلاً بالحماس والرغبة في فتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر وروسيا.

بداية الحديث.. وسحر اللغة العربية

● بحكم خبرتكم الطويلة في العمل الثقافي والدبلوماسي بعدة عواصم عربية.. هل كانت هذه الخبرة وراء إتقانكم للغة العربية؟
يبتسم زايتشيكوف قائلاً:
“تعلمت العربية من السينما والأدب المصري، وأيضًا من خلال عملي. عندما كنت في المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية منذ نحو عشرين عامًا، انبهرت بالحضارة والتاريخ المصري، وأُعجبت بإبداع نجيب محفوظ. اللغة بالنسبة لي ليست مجرد أداة تواصل، بل جسر لفهم الروح والثقافة. إجادتي للعربية جعلتني قريبًا من الناس، وهو أمر مهم جدًا في عملي”.

العودة إلى القاهرة

● كيف استقبلتم خبر تعيينكم مديرًا للمراكز الثقافية الروسية بالقاهرة والإسكندرية؟
“لقد كان خبرًا أثلج صدري. أشعر بفخر واعتزاز كبيرين، فمصر بلد عريق له مكانة خاصة في قلبي. اليوم أعود بعد سنوات طويلة، لأحمل مسؤولية كبرى وفرصة لتعزيز الصداقة بين الشعبين المصري والروسي”.

تعزيز العلاقات المصرية – الروسية

● برأيكم.. كيف يمكن تعزيز العلاقات المصرية الروسية؟
“نُقدّر الرئيس عبد الفتاح السيسي لدوره الكبير في ترسيخ مكانة مصر على الساحة الدولية، وحرصه على دعم علاقاتها الإستراتيجية مع مختلف دول العالم، وعلى رأسها روسيا. هذا انعكس في تنامي التعاون الثقافي والعلمي والتعليمي بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للشراكات المثمرة”.

محطات عربية لا تُنسى

● لكم خبرة طويلة في إدارة المراكز الثقافية بعدة دول عربية.. ما أبرز محطاتها؟
“عملت في الأردن مديرًا للمركز الثقافي الروسي لمدة ست سنوات، ثم في لبنان خمس سنوات، وبالتوازي كنت مديرًا للمركز في سوريا ثلاث سنوات. هذه التجارب منحتني معرفة عميقة بثقافة المنطقة وأهميتها في مد جسور التواصل مع روسيا. ولكل محطة ذكرى عزيزة في قلبي، فالشعوب العربية تتميز بالكرم والود”.

تكريم رئاسي من بوتين

● حصلتم هذا العام على شهادة تكريم من الرئيس فلاديمير بوتين.. ماذا مثلت لكم هذه اللحظة؟
“كانت لحظة مؤثرة وفخرًا كبيرًا بالنسبة لي. التكريم جاء تتويجًا لسنوات طويلة من العمل في الوكالة الفيدرالية للتعاون الدولي، وهو دافع قوي لمواصلة خدمة الدبلوماسية الشعبية والثقافية”.

الأولويات في مصر

● ما هي أولوياتكم خلال الفترة المقبلة؟
“هدفي تطوير الأنشطة الثقافية والفنية والتعليمية بالمراكز الروسية، وزيادة التعاون الأكاديمي، وتنظيم فعاليات مشتركة تعكس عمق الصداقة المصرية الروسية. أريد أن يشعر الزائر للمركز الثقافي الروسي بأنه في بيته الثاني. وسنواصل تعزيز الحوار والتبادل الثقافي بما يرسخ الشراكة التاريخية بين الشعبين”.

مستقبل الطلاب المصريين في روسيا

● هناك مشكلة تواجه بعض الدارسين المصريين في روسيا تتعلق بعدم الاعتراف بكلياتهم.. كيف ترون ذلك؟
“بالفعل، أتابع هذه المشكلة بجدية. فهناك نحو 18 ألف طالب مصري يدرسون في روسيا، وجميع كلياتهم معتمدة داخل روسيا. أبحث مع المسؤولين في وزارة التعليم العالي المصرية عن حلول تضمن الحفاظ على مستقبل هؤلاء الطلاب”.

الجامعات الروسية في مصر

● هل هناك خطط لإنشاء فروع جديدة للجامعات الروسية في مصر؟
“نعم، لدينا بالفعل الجامعة المصرية الروسية، ونسعى لافتتاح جامعات ومعاهد علمية روسية جديدة، إضافة إلى إنشاء تحالف للجامعات والبحث العلمي، مع التركيز على التعليم التكنولوجي والبحوث النووية”.

الدبلوماسية الشعبية.. كلمة السر

● كيف تنظرون إلى دور الدبلوماسية الشعبية في دعم العلاقات بين الدول؟
“الدبلوماسية الشعبية هي القلب النابض للعلاقات بين الشعوب، لأنها تتعامل مع الإنسان مباشرة. الثقافة والفن والتعليم أقوى من السياسة في بناء الثقة والتفاهم على المدى الطويل”.

بهذا الحوار، رسم الدكتور فاديم زايتشيكوف صورة صادقة لرؤيته حول العلاقات المصرية الروسية، مؤكدًا أن الثقافة والدبلوماسية الشعبية ستظل الجسر الأمتن بين الشعوب.

●● الدكتور فاديم زايتشيكوف
• خريج كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية من الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب عام 2004.
• حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال ودكتوراة في العلاقات الدولية.

• نائب مدير المركز الثقافي الروسي بالإسكندرية (2005-2007).
• مدير المركز الثقافي الروسي بالأردن (2010-2016).
• مدير المركز الثقافي الروسي في لبنان (2017-2022).
• مدير المركز الثقافي الروسي في سوريا (2017-2020) بالتوازي مع عمله في لبنان.
• حاصل على شهادة تكريم من الرئيس فلاديمير بوتين عام 2025 تقديرًا لنجاحه وتفانيه في العمل لسنوات طويلة.
• يعمل منذ 21 عامًا بالوكالة الفيدرالية للتعاون الدولي المشرفة على المراكز الثقافية الروسية حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى