الأمير عبد العزيز بن طلال: التعليم بعد كورونا يحتاج رؤية جديدة تشمل الأسرة والمجتمع والتكنولوجيا
كتب: حازم عبده

نجحت احتفالية تسليم جائزة المجلس العربي للطفولة والتنمية التي أُقيمت صباح اليوم 16 يونيو 2025 بالقاهرة، في تسليط الضوء على أهمية تطوير التعليم في عالم ما بعد جائحة كورونا، حيث أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس، أن المرحلة المقبلة تستوجب العمل على تحديث شامل لمنظومة التعليم.
وقال سموه في كلمته خلال الافتتاح إن المستقبل التعليمي العادل والشامل يتطلب توسيع نطاق التعلم الرقمي، وتحسين البنية التحتية، وتحديث المناهج، وتنمية مهارات المعلمين، إضافة إلى إشراك الأسرة والمجتمع بشكل أكبر في دعم العملية التعليمية، مشيراً إلى أن التحديات الكبرى التي فرضتها الجائحة يمكن أن تكون فرصة للتغيير الإيجابي إذا تمت مواجهتها بالابتكار والتكنولوجيا.
من جانبه، أشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور محمد أيمن عاشور، في كلمة ألقتها نيابة عنه الدكتورة رشا شرف، إلى أن جائحة كورونا كانت محطة فاصلة ألقت بظلالها على العالم بأكمله، وفرضت تحديات غير مسبوقة، وكان التعليم في صدارة القطاعات المتأثرة، مما استدعى تطوير أدوات العمل وربط التعليم باحتياجات المجتمع.
وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي، في كلمة ألقتها نيابة عنها المهندسة مرجريت صاروفيم، عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدة أن الوزارة تتبنى حالياً نهجًا يعتمد على التكنولوجيا لتقديم خدمات الدعم والرعاية، وتعزيز الحماية الاجتماعية في ظل التغيرات المتسارعة التي فرضتها الأزمات الكبرى.
من جهتها، أوضحت الوزير مفوض لبنى عزام ممثلة جامعة الدول العربية أن البحث العلمي في مجال الطفولة ليس ترفاً بل ضرورة، وأن جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية أصبحت منصة حقيقية لتشجيع الدراسات المعمقة حول التحديات التي تواجه الطفل في ظل المتغيرات العالمية.
وقدّم الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية عرضاً تناول فيه فلسفة الجائزة ومنهج المجلس في إدارة المعرفة، وقدرته على تطوير المحتوى المعرفي وتوطينه بما يخدم الطفولة والتنمية في العالم العربي.
وتضمنت الفعالية جلسة حوارية مهمة بعنوان “الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الطفل”، شارك فيها نخبة من المسؤولين والخبراء، وانتهت إلى التأكيد على الحاجة إلى محتوى رقمي عربي موجه للأطفال، وأهمية إعدادهم للتعامل الإيجابي مع هذه التكنولوجيا الجديدة.
في ختام الاحتفالية، كرم الأمير عبد العزيز بن طلال أعضاء اللجنة العلمية للجائزة في دورتها الثالثة، التي ترأسها الدكتور يسري الجمل، كما سلّم الجوائز للفائزين الأربعة الذين قُدِّمت أبحاثهم من ثماني باحثين من مختلف الدول العربية، بينما تم حجب الجائزة الأولى.
شملت الجوائز المقدمة أبحاثاً تناولت سبل دعم التعلم الذاتي، وتحقيق الإنصاف في التعليم، وتطوير البنية الرقمية، واستخدام الألعاب الإلكترونية لتعليم الأطفال، بما يعكس وعيًا متزايدًا بمتطلبات التعليم في المرحلة القادمة.
وشهدت الاحتفالية حضورًا دبلوماسيًا وبحثيًا واسعًا، من ممثلي السفارات، والجامعات، والمراكز البحثية، والمنظمات الدولية، والإعلام، في تأكيد على أهمية الجائزة في تعزيز المعرفة وربطها بمستقبل الطفل العربي.