اكتشاف مذهل.. التحدث مع نفسك قد يكون سرّ العبقرية!

كشفت دراسات علمية متعددة أن التحدث مع النفس، على الرغم من ارتباطه أحيانا بصورة نمطية سلبية، يُعد سلوكا طبيعيا يعود بفوائد كبيرة على الأداء العقلي والعاطفي وحتى البدني.
ويُشير باحثون إلى أن هذا السلوك، الذي يعرف بـ”الحديث الذاتي”، يمكن أن يساعد في تحسين التركيز، وتعزيز الذاكرة، وتنظيم المشاعر، بل ورفع مستوى الأداء في مهام معقدة مثل ممارسة الرياضة أو خوض مقابلات العمل، وفقا لـ StarsInsider.
الحديث بصوت مرتفع يفعّل الدماغ الحركي
وفقا لنظريات تعود إلى عالم النفس السوفييتي ليف فيغوتسكي، فإن التحدث بصوت مرتفع خلال مرحلة تعلم اللغة يعكس انفصالا أوليا بين الفكر والكلام، ومع تطور الفرد، تبدأ الأفكار بالتشكل في هيئة جمل داخلية، إلا أن الحاجة لاستخدام “الكلام الداخلي” أو “الحديث الخاص” تبقى قائمة.
وسيلة تعليمية وتحفيزية
الحديث مع النفس يُستخدم كأداة تعليمية خاصة لدى الأشخاص الذين يعتمدون على التعلم السمعي، حيث يُعيدون تكرار التعليمات بصوت مرتفع أو يتهجون الكلمات ليسهل حفظها، كما أظهرت تجارب أن قراءة النصوص بصوت مرتفع تُعزز من قدرة الدماغ على التذكر.
مفتاح لتحسين الأداء والتركيز
وفي دراسات تجريبية، طُلب من المشاركين التحدث بكلمات غير مفهومة أثناء أداء مهام مختلفة، ما أدى إلى تراجع أدائهم بسبب تشتيت الانتباه. بالمقابل، أظهرت نفس الدراسات أن توجيه الذات بالكلام خلال العمل ساهم في إنجاز المهام بكفاءة أكبر.
الحديث يحفّز الذاكرة البصرية
ADVERTISING
تؤكد الأبحاث أن النطق بالكلمات المرتبطة بأشياء نبحث عنها، مثل قول “دجاجة” أثناء محاولة تحديد موقعها في رسم مزدحم، يساعد على تصورها بصريا والعثور عليها بسرعة.
دعم نفسي ومهني
الحديث الإيجابي مع النفس ثبت أنه يُعزز الثقة بالنفس ويقلل من القلق، خاصة عندما يُستخدم بصيغة الغائب مثل “أنت تستطيع فعل هذا يا محمد”، هذه التقنية، المعروفة بـ”التباعد النفسي”، أثبتت فعاليتها في تهدئة التوتر، خصوصا قبل الأحداث المصيرية.
أداء رياضي أفضل بفضل التحفيز الذاتي
وفي ميدان الرياضة، كشفت دراسات على لاعبي التنس أن المجموعة التي مارست حديثا ذاتيا إيجابيا سجلت مستويات أقل من التوتر وأداءً أعلى مقارنة بالمجموعة الأخرى.
علاج ذاتي للمشاعر السلبية
يلعب الحديث مع النفس دورا في معالجة مشاعر الحزن والذنب من خلال التفسير والتقبل. وفي حالات القلق أو الاكتئاب، قد يكون الحديث الداخلي مفرطا أو مضطربا، ما يتطلب تدخلا متخصصا عند تجاوز الحدود الطبيعية.
تمييز الحديث المرضي
على الرغم من كون التحدث مع النفس أمرا شائعا، إلا أنه قد يُشير إلى اضطراب نفسي عندما يرتبط بهلوسات سمعية، كما هو الحال لدى مرضى الفصام، حيث يُسمع صوت داخلي غريب يتم التفاعل معه بصوت مرتفع.
في المجمل، يُعتبر الحديث مع النفس أداة نفسية فعالة يستخدمها الأفراد لتحسين الذاكرة، وتنظيم المشاعر، وتحفيز الذات، لكنه قد يصبح مؤشرا لمشكلة نفسية عندما يرتبط بالحديث السلبي أو بالهلاوس. وفي هذه الحالات، ينصح المختصون بطلب المساعدة المهنية