جديد الذكاء الاصطناعي

كيف تحمي وظيفتك في عصر الذكاء الاصطناعي

تحقيق كتبته: أمل شاكر

0:00

يمر العالم اليوم بثورة رقمية هائلة في عصر الذكاء الإصطناعى بما يؤثر بشكل كبير على الملايين الوظائف بطرق متعددة إيجابية وسلبية على السواء وهو ما يحذر منه عدد من المتخصصين في الذكاء الآصطناعى فما هو الذكاء ؟ والسؤال هل الذكاء الآصطناعى منافس الإنسان أم مكمل لعمله ومعاون له ؟ ما الذى يحدث في العالم من حولنا ؟ والوظائف و المهددة بالتلاشى أو التراجع وتتأثر سلبا ؟ وما النصائح الممكن تقديمها للتخصص الدراسى حاليا ومستقبلا التي سيخلقها االذكاء الإصطناعى ؟

في البداية تعرف د. رحاب الرحماوى أستاذ الذكاء الإصطناعى المحاضر بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية الذكاء الإصطناعى بأنه أحد علوم الحاسب الآلى يقوم بتصميم الآلات والمعدات حيث يتم تغذيتها ببرمجيات أو خورزميات محاكاة الذكاء والعقل البشرى بحيث تكون قادرة على الآستنتاج والتعلم وحل المشاكل وفهم البيانات عالية الآبعاد والحصول على البيانات الفعالة وتحليلها بهدف تحسين صنع القرار البشرى وتحسين المعيشة وسير العمل والحد من الخطأ البشرى و خفض التكاليف والمساعدة في ارتفاع النمو الاقتصادى في العالم حيث من المتوقع ان يصل الى 15 تريليون دولار بحلول عام 2030 .


– الذكاء الإصطناعى هو منافس أم معاون ومكمل الإنسان،
تقول د. رحاب هو حاليا حتى الآن معاون ومكمل له ذلك لآنه يقلل من نسبة الخطأ والعمل بسرعة وبكفاءة عالية ولم يدخل بعد في مرحلة المنافسة الإنسان ولكن هناك رأى للعلماء يقول انه بعد فترة سيكون منافس لعمل الآنسان، وتضيف أنه بالفعل كان زمان التطور بطئ اما الان فحدث تطور هائل جدا في الذكاء الإصطناعى وكل يوم هناك الجديد في شتى العلوم خاصة في المجالات الطبية والتعليمية والعسكرية، بالنسبة في مجال الوظائف.

وتابعت: هو في الحقيقة أضاف كم كبير من الوظائف الجديدة والتي ستحتاج عدد كبير من العاملين لشغلها، ولذلك يمكن القول بأن البطالة التي يخشى أن يتسبب الذكاء الإصطناعى في إحداثها ليست بالصورة المتوقعة لكنها ستكون منقسمة إلى نوعين الأول الذى سيحل فيه محل الوظائف التقليدية مثلا كان زمان هناك مهنة السقا قبل ان تدخل المياه البيوت لكنها هذه المهنة اندثرت نتيجة التقدم بالتالى عندما يحدث تطور تكنولجى قد يندثر بعض المهن لكنها عدد قليل، و الثانى في المقابل سينشأ عدد كبير من نوعية الوظائف الجديدة التي سيفرزها الذكاء الإصطناعى والتي قد تتسبب في البطالة نتيجة عدم وجود أفراد لشغلها حال عدم توفر أيادى عاملة مؤهلة ومدربة، وهو ما يجب ان نخشى منه والعمل عليه وتوفيره خلال الفترة الحالية ومستقبلاً.

في سياق متصل ، قالت أ.د/غادة عامر مهندس الذكاء الإصطناعى جامعة بنها، وعميدة كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقا، وخبير الذكاء الإصطناعى بمركز دعم واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء، وزميل ومحاضر بمعهد ناصر للعلوم العسكرية تقول: أن أهم تطورات الذكاء الإصطناعى عديدة وتتسم بالسرعة ومن ضمنها ما يعرف بـ”الذكاء العام” AGI الذى يسعى مطوروه نحو إنشاء أنظمة ذكاء إصطناعى يمكنها التفكير والتعلم مثل البشر، مما يثير مخاوف حول السيطرة الأمان، كذلك تطور خوارزميات الذكاء الإصطناعى بما يولد المحتوى مثل أنظمة ChatGPT، وdall-e التي يمكنها إنشاء نصوص وصور واقعية مما يثير عدة قضايا في مقدمتها حقوق الطبع والنشر والمعلومات المضللة، وبصفة عامة فإن من التأثيرات الخطيرة لتطور للذكاء الإصطناعى انشاء اخبار كاذبة والتاثير على الراى العام من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، كذلك استخدامه في تطوير برماجيات خبيثة او تحسين تقنيات الإختراق، ولجمع البيانات وتحليلها وإستخدامها في مراقبة الافراد وتحليل سلوكهم مما يثير المخاوف حول الخصوصية، إضافة إلى تطوير الذكاء الإصطناعى لإستخدامه في المجال العسكرى لتطوير أنظمة قادرة على اتخاذ قرارات قتالية دون تدخل بشرى مما يتسبب في كارثة للبشرية.

الدكتورة غادة عامر
الدكتورة غادة عامر

أما على الصعيد المهنى تقول د. غادة أنه بالفعل هناك بعض المهن المهددة بالتلاشى او التراجع وأخرى سوف تتأثر سلبا في عصر التكنولوجيا المتقدمة حيث أصبح الذكاء الإصطناعى جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ويؤثر بشكل متزايد على مختلف جوانب العمل والإقتصاد وعلى الرغم من انه يفتح أفاقا جديدة من الفرص في مجالات مهولة مثل تطور البرمجيات وتحليل البيانات وإدارة الأنظمة الذكية لكنه سوف يهدد بعض المهن التقليدية والروتينية التي ليس فيها ابداع فعلى سبيل المثال لا الحصر من الوظائف المهددة سائقو الشاحنات والسيارات فمع تقدم تكنولوجيا القيادة الذاتية قد يتناقص الطلب على السائقين كذلك موظفو الاستقبال سوف يتم استبدالهم بأنظمة الرد الآلى والمساعدين الإفتراضيين أيضا وبسبب قدرة تقنيات الذكاء الإصطناعى على تحليل البيانات هذا سوف يقلل الحاجة الى المحاسبين التقليديين، وأيضا عمال خطوط الإنتاج مهددون لان الآتمتة (التشغيل الآلى) والروبوتات قد تؤدى الى تقليل الحاجة الي العمال في المصانع كذلك يمكن ان تحل الأنظمة المدعومة بالذكاء الإصطناعى محل مندوبى المبيعات من خلال توصيات مخصصة للعملاء كذلك تقوم الآن خوارزميات الذكاء الإصطناعى بكتابة الآخبار والتقارير وهذا بالطبع سوف يؤثر على فرص العمل في هذا المجال وبالتالي سوف تتأثر وظيفة محررى الآخبار ومعدى البرامج كذلك مع توفير المعلومات عبر الإنترنت قد تقل الحاجة الأمناء في المكتبات التقليدية أيضا قد تؤدى الطائرات بدون طيار والتوصيل الذاتي الى تقليل الحاجة الي خدمة التوصيل.

تنصح د. غادة عامر بأهمية الآستثمار في التعليم والتركيز على الابتكار و تطوير المهارات والتعلم المستمر يمكن الآفراد من تعزيز فرصهم في سوق العمل المتغير فيجب الرجوع وبقوة الى فكرة التعلم المستمر وتحديث مهارتهم بانتظام من خلال الدورات التدريبية وورش العمل لتعلم تقنيات جديدة مرتبطة بالذكاء الإصطناعى والتكنولوجيا وهذا لابد ان يصاحبه التركيز على الابداع والابتكار لتطوير الأفكار الجديدة بالتالى العمل على مشاريع مبتكرة تميز الشخص عن الآلات والمهارات التي يصعب على الذكاء الإصطناعى محاكاتها مثل التعاطف والابداع في الفترة القادمة، وتوسيع نطاق الخبرات فى مجالات متعددة لزيادة فرص العمل حتى تساعد الفرد على التنوع المهنى وتعلم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة بدلا من مقاومتها ومن المهم تحسين مهارات الاتصال والتعاون مع الاخرين وتعزيز القدرة على التفكير النقدى وإيجاد حلول مبكرة للتحديات وعمل علاقات مهنية عن طريق التواصل مع محترفين اخرين في مجالك وللتبادل ومن المهم ان يكون الشخص لديه المرونة والاستعداد للتغيير المسار المهنى اذا لزم الآمر ومن المهم الانتباه الى يدور في العالم و ما يتم من تطورات في مجال الذكاء الإصطناعى.

د. عصام لطفى أستاذ إدارة الآعمال يرى ان التكنولوجيا هي أحد سمات العصر الحالي حيث انها تميز عصرنا عن اى عصر اخر من العصور السابقة ويرجع ذلك الى الاعتماد الكبير على علوم الذكاء الإصطناعى والبرمجة وهى سلاح ذو حدين ويؤثر بطرق متعددة إيجابية وسلبية ورغم انها سهلت حياة البشر فان لها أضرار ليست عادية يمكن التعايش معها، فإن هذه الأضرار كفيلة ان تقضى على كل البشر ، كما لها أيضا تأثيرات على الوظائف التقليدية القابلة للإستبدال بالتكنولوجيا مثل مهنة ساعى البريد والصراف والكمسرى وعسكرى المرور، او ستؤدى الى عدم المساواة في العمل مما يؤدى الى تقليل الاعتماد على هذه القوى العاملة، وعلى النقيض ستكون المهن الأقل عرضة للتأثير السلبى من الذكاء الإصطناعى هي التي يمتلك أصحابها التقنية التكنولوجية، والمهن التي تتطلب مهارات إنسانية معقدة مثل التفاعل والتواصل الشخصى والعلاقات الإنسانية مثل الرعاية الصحية، ومهنة الطب والتمريض و المعلمين وأساتذة الجامعات، وهناك مهن تعتمد على الذكاء العاطفى و الآبداع والآبتكار مثل الكتابة والمصممون والفنانون والملحنون والمبدعون وهى وظائف تتطلب الخيال البشرى ولا يمكن للذكاء الإصطناعى على محاكتها فالكتابة الآدبية والنقد والتأليف وصناعة المحتوى ومهنة الطهى تتطلب لمسة إنسانية، وان فعلها الذكاء الإصطناعى كانت غير مستثاغة وبلا روح، كما أيضاً من الأعمال التي يصعب على الذكاء الإصطناعى محاكاتها أو إستبدالها المستشارون في مجال تقديم النصائح للشركات ولتوجيهه الآعمال واتخاذ القرارات الاستراتيجية ، ومهن القضاة والمحاماة حيث تتطلب تفسير للقوانين وفهم التفاعلات البشرية ، ووظائف إدارة الأزمات مثل رجال الإطفاء و الشرطة حيث تعتمد هذه المهن على اتخاذ قرارات سريعة في ظروف غير متوقعة وتتطلب مهارات بشرية عالية، وأيضا مهن كإدارة الموارد البشرية وبعض مجالات خدمات العملاء رغم ان الذكاء الإصطناعى يمكن ان يحل محل بعض الجوانب الا ان بعض الشكاوى قد تتطلب حلا فرديا وتعاطفا سيظل بحاجة الى التواصل الآنسانى، أيضا مهنة الترجمة الفورية فلن ينجح الذكاء الإصطناعى في الترجمة الفورية بين الزعماء والقادة والتي تعتمد على عدة مدخلات مثل لغة الجسد كذلك في الترجمة الإبداعية للروايات وماشابهها، وينصح د.عصام لضمان النجاح والاستمرار في سوق العمل بأهمية التغلب على تأثيرات التطور التكنولجي السريع في المهن مثال مجال الطب واستخدام تقنيات التشخيص الدقيقة والمتقدمة بدلا من الاقتصار على الأدوات التقليدية و في مجال ريادة الآعمال والتسويق الرقمى والتجارة الالكترونية وفى قطاع التعليم لابد للمعلمين من اتقان الأدوات الرقمية بدلا من اعتماد أساليب التدريس التقليدية والاتجاه الى التعليم عن بعد، لذا على الأبناء والشباب طوير مهاراتهم وقدراتهم باستمرار كى يكون مستعد للتكيف مع التغييرات وتجاوز التحديات بسوق العمل.

الدكتور عصام لطفى

لوائح وقوانين الحماية ؟
أ.د/ طارق الشيخ أستاذ القانون المدنى كلية الحقوق جامعة الزقازيق من الاثار السلبية على المجتمع نتيجة الاندثار و التلاشى لبعض المهن التقليدية وارتفاع معدلات البطالة المتوقعة، مؤكداً توقع العالم أن تؤدى التطورات المتسارعة للذكاء الإصطناعى الى فقدان ملايين البشر حول العالم لوظائفهم وهو ما يترتب عليه ازدياد معدلات البطالة والحقيقة أن قانون التأمينات الاجتماعية سواء بمصر أو أغلب بلدان العالم قد وضع قواعد لتأمين البطالة فقانون التأمينات المصرى خصص المواد من 85 الى 93 لتنظيم أحكام البطالة ووضع شروطا لاستحقاق مبلغ التأمين أهمها ألا يكون العامل فقد وظيفته بأرادته أو بسبب الحكم عليه في جناية أول انتحال شخصية أو تقديم أوراق مزورة كما ينبغي أن يقيد اسمه بسجل المتعطلين وألا تقل مدة اشتراكه بالتأمينات عن سنة ويحصل المتعطل على التأمين الذى يتراوح بين 45% و 75% من مرتبه لمدة تتراوح بين 12 و 28 أسبوع وينقطع الصرف بألتحاقه بعمل جديد ، لكن تأمين البطالة تم تخطيطه ليغطى أعداد معقولة من المتعطلين ولكن الذكاء الإصطناعى قد يسبب بطالة بأعداد تفوق قدرة أي نظام تأمينى على التغطية والمتوقع حينئذ أن يعجز النظام التأمينى على مواجهتها بطالة الذكاء الإصطناعى وبالتالي تحتاج المواجهة لحلول أذكى تتمثل في منع الوصول الى الأزمة والاهتمام بتعديل التشريعات الحماية الإجتماعية لهذه التطورات والقفزة الهائلة وتعديل المناهج لإعداد الخرجين المؤهلين لشغل الوظائف والمهن المستحدثة بالمسارعة بتشجيع انشاء مشروعات كثيفة العمالة و الأسر المنتجة.

طارق الشيخ أستاذ القانون المدنى كلية الحقوق جامعة الزقازيق
طارق الشيخ أستاذ القانون المدنى كلية الحقوق جامعة الزقازيق
زر الذهاب إلى الأعلى