اليوم انتخاب رئيس مفوضية ونائبه في القمة الافريقية 38 في إثيوبيا
كتبت- أنس الوجود رضوان
![](https://misralan.net/wp-content/uploads/2025/02/646cb365-4e00-43df-a76d-4839e2a0064c.jpg)
تُنعقد اليوم الدورة العادية الثامنة والثلاثون للقمة رؤساء الدول الأفريقية في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، لمدة يومين و تأتي هذه القمة في ظل تحديات إقليمية ودولية معقدة، مما يعكس أهمية جدول أعمالها المكثف والطموح ، و يُتوقع أن تشكل هذه الدورة محطة مفصلية في تعزيز التكامل الإفريقي وتحقيق الاستقرار في القارة.
و ستشهد القمة في جلسة المغلقة انتخاب وتعيين رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي ونائبه، بعد تقديم المرشحين وعرض رؤاهم المستقبلية. يُعتبر هذا الحدث محوريًا نظرًا للدور الذي تلعبه مفوضية الاتحاد في تنفيذ سياسات الاتحاد الإفريقي وتحقيق أهدافه.
يتنافس على منصب رئيس المفوضية ثلاثة مرشحين بارزين من اقليم شرق افريقيا هم و محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي منذ عام 2005 ، و رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا السابق (2008-2013) والممثل السامي السابق للاتحاد الأفريقي لتطوير البنية التحتية 2018-2023 ، وريتشارد جيه راندريامانداتو وزير مالية مدغشقر السابق.
و رغم ان أداء الوزير الجيبوتي محمود علي يوسف المدعوم من الدول العربية و الاسلامبة الذي كان افضل المرشحين في المناطرة التي تمت سابقا بين المرشحين بمقر الاتحاد الافريقي وقد يفجر مفاجأة في إطار المنافسة الشرسة مع مرشح كينيا و لو فاز وزير خارجية جيبوتي السياسي المخضرم سيصبح اول عربي يفوز بمنصب رئيس المفوضية، إلا ان افريقيا السمراء تنظر الي جيبوتي علي الرغم انها تقع في شرق أفريقبا الي انها محسوبة علي دول الشمال الافريقي بحكم انتمائها لجامعة الدول العربية و في ذات الوقت ، و دول الشمال الافريقي هي المنطقة التي سيؤل له رئاسة المفوضية إجباريا في الدورة بعد القادمة .
والتقديرات تشير الي ان المرشح الكيني رايلا أودينجا هو فارس الرهان و أقرب المرشحين للفوز بالمنصب ، وقد أظهرت تحركاته واجتماعاته في أديس أنه متحالف مع الجزائر و جنوب أفريقيا ، ومع ذلك هناك شكوك حول استطاعته الحصول علي نسبه 33 صوتًا من أصوات الدول ، وهو العدد المطلوب للفوز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ويمثل ثلثي أصوات الدول الأعضاء بالمنظمة المؤهلة للتصويت وهم 48 دولة من أصل 55 دولة عضوًا في الاتحاد الأفريقي، حيث تم تعليق عضوية 7 دول هي بوركينا فاسو، مالي، غينيا، النيجر، الجابون، السودان، ومدغشقر مؤقتًا ، ويعد فرصة مرشح مدغشقر ريتشارد جيه راندريامانداتو للفوز ضئيلة إلا اذا حدثت مفاجأت أثناء الاقتراع ، و في حالة عدم حصول ايا من المرشحين الثلاثة علي نسبة ثلثي أصوات المصوتين من الدول حتي الجولة السابعة من الاقتراع ، سيتم تعليق انتخابات رئيس المفوضية ، و فتح باب الترشيح للدول الاعضاء من جديد و إجراء انتخابات في وقت أخر، مع مد فترة رئاسة المفوضية لمدة سنة الي موسي فقيه محمد رئيس المفوضية الحالي المنتهية ولايته .
وفي انتخابات نائب الرئيس تتصدر المنافسة د. حنان مرسي من مصر و التي تشغل حاليًا منصب نائب المدير التنفيذي للجنة الاقتصادية الأممية لإفريقيا ولديها خبرة تزيد عن 25 عامًا في منظمات دولية مثل البنك الأفريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي وتخصصت في مجالات إدارة الديون، كفاءة الإنفاق، تعبئة الموارد، والسياسات المالية ، ينافسها المرشحة سلمى مليكة حدادي من الجزائر وهي دبلوماسية جزائرية ذات خبرة واسعة في الشؤون الأفريقية وحاليًا سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ، و المرشحة لطيفة أخرباش من المغرب وهي وزيرة منتدبة سابقة في وزارة الخارجية المغربية، وتشغل حاليًا منصب رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب ، ونجاة الحجاجي وهي دبلوماسية ليبية ذات خبرة واسعة في العمل مع المنظمات الدولية ، وبدأت مسيرتها الدبلوماسية عام 1992 كوزيرة مفوضة لليبيا لدى بعثة الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية في سويسرا.
وفي إطار الإنقسام العربي لشمال افريقيا و الذي بات واضحا داخل المنظمة والصادم المستمر بين الجزائر و المغرب و الذي أدي أخيرا الي فشل انتخاب كل من الجزائر و المغرب و ليبيا في الحصول علي مقعد عضوية مجلس السلم و الأمن بالإتحاد الأفريقي في انتخابات الاخيرة التي اجراه مجلس التنفيذي للإتحاد وتم تعليقها و تأجليها ، لان الجزائر لم تستطيع الحصول علي نسبة ثلثي الدول اعضاء الدول المصوتين بفارق صوت و ذلك مع امتناع ١٢ دولة عن التصويت ؟
والجزائر لم تكتفي بتأييد أودينجا بل صار هناك تنسيقا و تحالفات وتربيطات وإجتماعات ثنائية في أديس أبابا بين أودينجا وبين السفيرة الجزائرية مليكة حدادي المرشحة لمنصب نائب الرئيس من أجل تبادل التأييد كفريق انتخابي واحد علي المنصبين ، و قد انعكست الخلافات السياسية المزمنة بين الشقيقتين الجزائر و المغرب و تصاعدت إلي حروب الإنتخابية علي منصب نائب الرئيس المفوضية بين سفيرة الجزائر سلمى مليكة حدادي والذي لديها ميزة نسبية كبيرة عن باقي المرشحات بأن لها حضور و خبرة طويلة ووجه سياسي معروف للدول الافريقية حيث كانت تشغل منصب نائب سفير الجزائر في المنطمة قبل ان تعينها الجزائر في خطوة استراتيجية و تكتيكية سفيرة لها في أديس أبابا ، وقد شغلت مناصب متعددة منها سفيرة الجزائر في كينيا.
بينما تعد المرشحة المغربية الوزيرة السابقة، لطيفة أخرباش ذات خبرة دبلوماسية طويلة أيضا لكنها لم تخدم في إثيوبيا فقد تولت منصب سفيرة المغرب في كل من تونس وبلغاريا.
لكن الدول الأفريقية قد سئمت الخلافات الجزائرية المغربية وهو مايدفعه و يرفع من أسهم و حظوظ المرشحة المصرية الدكتورة حنان مرسي ويعزز فرصها بالفوز في المنصب مع حملة انتخابية الضخمة الذي قادتها وزارة الخارجية المصرية و د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية الذي اصطحب المرشحة المصرية لتقديمها في كل مقابلاته مع الوزراء الافارقة ويدعم موقفها هذه الميزة النسبية بانها وجه معروف أيضا لدي للدول الافريقية خصوصا انها المرشحة الوحيدة التكنوقراط الفنية ذات الخلفية الاقتصادية فهي تعمل خبيرة إقتصادية في الأمم المتحدة بأثيوبيا و لم تعمل بالسياسية في مواجهة ثلاثة مرشحات تعملن بالسياسية كدبلوماسيات ، و قد يكون مؤشرا للتفاؤل في توقع فوز حنان مرسي نتيجة انتخابات أخري انعقدت علي مقعد نائب رئيس جامعة عموم افريقبا في هذه الدورة بفوز مرشحة مصر أ.د . أماني الشريف علي المرشحة الجزائرية المنافسه لها بتصويت قدره ٣٣ مقابل ١٦ صوتا ، و تشير التقديرات ان السفيرة نجاة الحجاجي المرشحة الليبية لديها فرصة محدودة وضئيلة علي منصب نائب رئيس المفوضية فلم تكن لديها حملة انتخابية كافية مثل باقي المرشحات .
وبخلاف الانتخابات فأن أبرز مايتضمنه جدول أعمال القمة الأفريقبة ٣٨ تقديم عدة تقارير استراتيجية تشمل مناقشة الوضع في ليبيا ومذكرة تفاهم حول استخدام القوة الاحتياطية الإفريقية ، ومشاركة الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين ، وإصلاحات الاتحاد الإفريقي المؤسسية، والتي سيعرضها الرئيس الكيني ويليام روتو، بهدف تعزيز فعالية مؤسسات الاتحاد ، و منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، في تقرير يقدمه الرئيس السابق للنيجر، محمدو إيسوفو، ويستعرض التطورات والتحديات في تنفيذ أكبر منطقة تجارة حرة في العالم.
وتشمل اعمال مؤتمر القمة الافريقية تقرير لجنة العشرة (C-10) بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولي، التي تواصل جهودها لتأمين تمثيل عادل لإفريقيا في مجلس الأمن ، ومناقشة دعم مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا، وهو محور رئيسي لتعزيز الأمن الصحي في القارة ، و تقرير لجنة رؤساء الدول والحكومات المعنية بتغير المناخ (CAHOSCC)، في إطار الجهود المبذولة لمواجهة التحديات البيئية ، و إحاطة حول تنفيذ المبادرات الرئيسية لبنك التنمية الإفريقي (AfDB)، بما يعزز مشروعات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية ، و مناقشات تقرير المفوضية عن الوضع في فلسطين، تأكيدًا على التزام الاتحاد الإفريقي بالقضايا الدولية العادلة ، و سيتم تعيين خمسة أعضاء جدد في مجلس السلم والأمن، بالإضافة إلى أعضاء لجنة الحكماء، لتعزيز دور الاتحاد في حفظ السلم والأمن في القارة.
و يشمل جدول الاعمال بنود مقترحة من الدول الأعضاء: وتشمل وتشمل تسريع الوصول إلى حلول الطهي النظيف في إفريقيا، بمبادرة من تنزانيا ، و إعلان تضامن الاتحاد الإفريقي مع هايتي، ودعم بعثة الأمم المتحدة بمقترح من كينيا ، و جائزة الحسن واتارا للتغذية والأمن الغذائي، والتي تقترحها كوت ديفوار لتعزيز الأمن الغذائي في القارة ، باستضافة مؤتمر الشراكة الإفريقية للمياه في زامبيا، بهدف معالجة تحديات المياه ، و التحضير للمنتدى الإفريقي للثقافة والسلام في أنغولا، لتعزيز التفاهم الثقافي والسلام ، و العدالة الاجتماعية في إفريقيا، بمبادرة من تونس لتعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ، و تصنيف العبودية والترحيل والاستعمار كجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، بمبادرة من توغو، لإعادة الاعتبار للتاريخ الإفريقي.