ثقافة وابداع

جمال الكشكي يؤكد: العرب لم يخرجوا من التاريخ

كتبت- أنس الوجود رضوان

تقام ندوة لمناقشة كتاب “في قلب اللحظة” للكاتب الصحفي جمال الكشكي، ضمن فعاليات الدورة السادسة والخمسين، من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يناقشه المفكر السياسي دكتور مصطفى الفقي، والكاتب السياسي ورئيس مجلس إدارة الأهرام د. محمد فايز فرحات، ويدير الندوة الإعلامي والصحفي عمرو خفاجى، وذلك يوم الأحد 26 يناير في الثالثة عصرا، بقاعة فكر وإبداع بلازا 1.

“لا بد أن نكون في “قلب اللحظة” فالعرب لم يخرجوا من التاريخ أو يفعلوا، كما كتب المفكر المصري الشهير فوزي منصور لحظة يأس ذات مرة” هذا ما يدعو إليه الكاتب الصحفي جمال الكشكي – رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي – في صدر كتابه الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعنوان “في قلب اللحظة.. حدود ملتهبة ونظام عالمي جديد”.

ويشير في الوقت ذاته إلى أن البعض من الممكن أن يردد أن فلسطين تنزف منذ ثمانية عقود، واشتد نزيفها منذ السابع من أكتوبر 2023، وتتعرض للإبادة، وطمس قضيتها من قبل مجموعة إسرائيلية متطرفة، مع وجود مجلس أمن دولي عاجز، وقوى دولية ترعى المعتدي. يرى الكشكي أن لكل بداية نهاية، وفلسطين الدولة والشعب تقترب، فكيف يكون الخروج من كل ما يجري حولنا ولنا، هنا يشير إلى تجربة مصر في 30 يونيو 2013، وتأمل كيف نهضت، وكيف صارت مثلا فريدا، وكيف كتبت خطابا مختلفا، قرأته المنطقة العربية بعناية، وسوف تتعافى بهذا الخطاب قريبا.

يتوقف الكشكي كثيرا عند ما يجري في السودان وليبيا، وكيف يغرقان في بحار من الحروب والعنف، ويعانيان من التدخلات الخارجية، وهبوط الميليشيات بمظلات خارجية وإقليمية، وهنا يجيب قائلا: إن هذين البلدين يشكلان بجانب مصر، أضلاع المثلث الذهبي، ومهما يكن من أمر جرى أو يجري، فإن مصر هي النواة الصلبة لهذا المثلث، كما أنها النواة الصلبة للإقليم ككل، وستواصل مثالها الفريد، انعكاسا طيبا على هذين الشعبين الشقيقين، ليعودا طاقة متجددة من الإبداع الإنساني.

الغربال لا يحجب ضوء الشمس. ويكشف بتحليل سياسي دقيق أن “الشمس تقترب من الشروق في الإقليم العربي، وسنرى العراق، وسوريا واليمن ولبنان، ومنطقة القرن الإفريقي وهي عائدة، سنرى المغرب العربي قوة جديدة، تضاف إلى ميراث العرب المتجدد، سنرى تطور الخليج العربي كقوة اقتصادية واجتماعية، تسهم في فتح شرايين الإقليم، كضرورة وحتمية”. هل يمكن أن نتفاءل قليلا؟ هكذا يتساءل الكاتب الصحفي جمال الكشكي، موضحا أنه متفائل بظهور نظام عالمي مختلف، ومتفائل بطبعة جديدة من العدالة الدولية، وإن بدت للعيان بعيدة، ومتفائل بإنتاج هندسة جديدة للإقليم العربي. في هذا الكتاب، محاولة للإبحار في تيارات الأمم السياسية، ونظرة فاحصة على الدور الأمريكي المترامي على المسرح الدولي، وتأمل في مآلات الحرب الأوكرانية- الروسية، وقد توقف الكاتب طويلا عند القضية الفلسطينية بتعقيداتها الدولية، وتساءل عن ماهية النظام العالمي المحتمل، وقد اقترب.

الكتاب محاولة جادة تغوص تحت جلد السودان وليبيا، وضرورة إنقاذهما من الغرق المرتب بفعل متغيرات وتيارات داخلية وخارجية، وأولا وأخيرا هو قراءة دقيقة في لحظة مصر، أمة ودولة وإقليما، وارتباطها الوثيق بكل ما يجري في الإقليم والعالم، وكيف أنها تمتلك رؤية إستراتيجية للإقليم، تقوم على إدراك معرفي عميق، بأهمية إعادة هندسة الإقليم طبقا لمصالحه الإستراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى