تاريخ لم يهمله التاريخ .. الدور الثقافى لدارالمعارف وعصر التنوير فى مصر
كتب - أحمد خليفة:
منذ تأسيس دار المعارف على يد الناشر اللبناني نجيب مترى عام 1890، وكانت في بدايتها مطبعة تجارية في الطابق الأرضي من منزل كبير كان يحمل رقم 70 شارع الفجالة ، والذى إشتهر آنذاك باسم شارع المطابع وقد كان هذا المبنى ملكا لخليل الزهار وإشتراه السيد عبد الرحيم الدمرداشى باشا.
ودار المعارف المصرية هى دار مصريه للنشر تعتبر من اقدم المؤسسات الثقافية الصحفيه المصرية، يتولى مجلس إدارتها حاليا المهندس رزق عبدالسميع، وتشهد المؤسسة تطور كبير يتجلى فى قطاع الطباعة والنشر، وزيادة عدد السلاسل عن الدار، وجذب كتاب وقراء جدد لإعادة المؤسسة الى سابق عهدها، فى قطاع النشر والتسويق، وذلك بأفكار و آليات حديثةمثمرة لتوصيل الثقافة للجمهور المستهدف، لعودة الدور التنويرى والثقافى الذى تلعبه المؤسسة فى الثقافة العربية منذ 135 عاما.
وتستعد المؤسسة بعشرات العناوين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2025، وذلك فى إطار خطط دار المعارف فى الانتشار والتوسع فى افرع جديدة فى المحافظات، وتكثيف التعاون مع المؤسسات المختلفة لتنشيط التوزيع، من خلال إقامة معارض كتب جديدة ، بهدف توصيل الخدمة الثقافية إلى الجمهور المستهدف، وقد تم تكليف المهندس رزق عبدالسميع بتولى رئاسة مجلس إدارة دار المعارف منذ شهر إبريل الماضى، بعد رحلة عمل لمدة 30 عام بمؤسسة الأخبار، وذلك من أجل التطوير، والاصلاح والاستفادة من الكوادر البشرية، بتقييم مهنى لاعادة النشاط للمؤسسة، وقد صدرت عن المؤسسة حديثا عدد من الإصدارات والمؤلفات والموسوعات وكتب الأطفال فضلا عن كنوز دار المعارف من روائع سلسلة إقرأ وذخائر العرب والمكتبة الخضراء والمغامرون الخمسة والكتب الدينية وغيرها من الكتب الأدبية، بالاضافة الى كتاب جديد مهم بعنوان “وهم الإسلام السياسى” ، وهو أحدث إصدارات دار المعارف للمفكر المغربى الكبير سعيد بنسعيد العلوى، وتأتى أهمية الكتاب من كونه يوضح أكاذيب كثر الترويج لها والعمل على غرسه فى الأذهان والعقول سنوات كثيرة ويأتى الكتاب فى شكل بحث مكثف يقدم تعريفات وافيه بحقيقة الإسلام السياسى ويرسم ملامحه الأساسية، ويعد منجز ثقافى أستاذ الفلسفة الإسلامية، والعميد الأسبق لكلية الآداب بجامعة محمد الخامس.
ويشرح الكتاب الهدف الذى تنبنى عليه هذه الأيديولوجيا، وينتهى المؤلف إلى أن القول عن الدولة الإسلامية على النحو الذى ترتسم به، كما ترتسم فى خطاب الإسلام السياسى، أنها دولة الوهم وأنها بعيدة عن التصديق والواقع وما تقضى به طبيعة الاجتماع البشرى وتحكم به سنن الله تعالى.