دكتور عماد عبد البديع يكتب : النفوس الخيرة في حياتنا رزق !
في أحد الحلقات لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في تفسير أول ايات سورة يوسف كان يتحدث عن النفوس الخيره والنفوس الشريره فقال: ان النفوس الخيره حتى في تعرضها لمواقف الشر نجد أن الخير يغلب عليها، فبعد أن يبلغ الشر زروته نجد أنه يتهاوى حتى يصل الى أقل مراتب الشر، وذلك بتغلب الصفات الجيده والخيره على النفس، فاخوة سيدنا يوسف عليه السلام حين غاروا من حب أبيهم الشديد لأخيهم يوسف لانه هو من كان سوف يورث النبوه بعد ابيه حيث كانت النبوه تورث في بني اسرائيل شعروا بالغيره والحقد فقرروا التخلص من أخيهم، فقال احدهم نقتله ثم تهاوت انفسهم من ذروة الشر وقالوا بل نلقي به في أي أرض بعيدة عن أبينا، إلى أن استقر رايهم على الالقاء به في كنف البئر وبذلك يضمنوا ان يلتقطه بعض السياره يذهب به بعيدا وبذلك يخلو لهم وجه ابيهم ويكونوا من بعد ذلك قوما صالحين …
فما هي النفس الخيره؟! في العاده يقسم علماء الدين والفقه النفس الى ثلاثه انواع والتي نعلمها جميعا: النفس المطمئنة، والنفس اللوامة، والتفس الأمارة بالسوء. فالنفس الخيرة هي النفس المطمئنه، هي النفس الراضيه دوما بقضاء الله وقدره، ولا تيأس من روح الله … لذلك سيدنا يعقوب عليه السلام في عز محنته وضياع ابنه لم يفقد الأمل، وحتى بعد مرور أربعون سنة على فراق ابنه لم يفقد الأمل وقال لبنيه: يا بنيي لا تياسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون.
النفس الخيره هي نفس طيبه ربيت على فعل الخير، تحب الجميع، وتحب الخير للأخرين كما تحبه لنفسها، هي نفس ايجابيه وليست سلبيه، تحب مساعدة الأخرين بدون اي مقابل.. سوف يمر عليك يا سيدي في مراحل حياتك المختلفه بل وفي تعاملاتك اليوميه الكثير من النفوس الطيبه التي تمد لك يد المساعده بدون جزاء او مقابل، تقدم لك الخير وتقف بجانبك دون سبب أو داع!! واذا قابلت هولاء في حياتك فربما يكون هذا بسبب دعاء احد والديك لك، أو ربما هو رزقك وقد صدق القائل اذ يقول رب اخ لك لم تلده أمك…
هؤلاء الخيرون يحملون طاقة ايجابيه، والحديث معهم ممتع، بعكس فئه من الناس عندما تجلس معهم يا صديقي لا تجد الا التشاؤم واليأس والحقد على الأخرين والتعليق على تصرفات الاخرين والنقد الدائم للاخرين وكأنهم هم ملائكه ودون غيرهم من البشر شياطين .. وما أكثر هؤلاء حولنا في هذه الايام الذين يحملون الطاقة السلبية والعلاقات السامه لمن يجلسون معهم !!!
الخير موجود الى يوم القيامه فكما قام المصطفى صلى الله عليه وسلم الخير في وفي امتي إلى يوم القيامه، حتى وان غلب العنصر السيء أو الجوانب السلبيه على الظاهر الا ان الباطن يحمل كل الخير فأما الولد فيذهب جفاءا … لذلك فحينما نقابل في حياتنا النفوس الخيرة ويرزقنا الله بها نكون فعلا قد أوتينا من الرزق والحظ العظيم ..
