أحمد فرغلي رضوان يكتب : عاشق.. الرومانسية القاتلة
بعيدا عن الأكشن والكوميديا يأتي فيلم ” عاشق” من تأليف محمود زهران وإخراج عمرو صلاح في ختام موسم سينمائي حافل بالإيرادات ،الفيلم دراما نفسي يعتمد طوال أحداثه على الغموض وقليلا من التشويق والإثارة ، ويعتبر من الأفلام المقبولة جدا في هذا النوع منذ فيلم “الفيل الأزرق” وبدأ تأثر الفيلم بأفكار الأحلام والهلاوس والجن في جزء من الأحداث.
السيناريو كان تركيزه على الغموض وخاصة حول حقيقة الشخصيات ليترك الجمهور غارفين في الأسئلة ونجح في ذلك بشكل كبير، ولكن تشعر أن السيناريو كان مترددا بين الإثارة والغموض وبين الرعب !
من أبرز نقاط الضعف في العمل شخصية البطل من بداية الأحداث وخاصة علاقته السريعة وغير المنطقية مع المريضة حتى بعد كشف السبب في نهاية الفيلم لكن كان يجب إعادة النظر أثناء كتابة الشخصية، خاصة كم التضحيات التي قدمها الدكتور مالك من أجل فريدة بها مبالغة ، ثم تطور شخصية الطبيب في الجزء الثاني لا تشعر أن هذا هو الطبيب مالك ! حتى في طريقة حديثه في عدد من المشاهد كان المفترض يظل محافظا على كاركتر شخصية الطبيب.
أيضا لم يوضح السيناريو غرض الانتقام هل إدخالها في دائرة المرض النفسي حتى الانتحار أم انتزاع اعتراف منها بالجريمة وإدخالها السجن ؟!
في المقابل شخصية فريدة الفتاة المدمنة مكتوبة بشكل أفضل منذ البداية مرورا بصراعها النفسي وتحولات الشخصية.
من أضعف أجزاء السيناريو الجزء الأخير وكذلك النهاية لم تكن قوية كما توقعت بسبب الدافع الذي اكتشفناه من أجل انتقام الطبيب وتحول شخصيته، كما أنه المفترض طبيب في مصحة للإدمان ويعرف الأدوية التي تساعده على تنفيذ مخططه.
التمثيل تفوقت أسماء أبو اليزيد بشكل كبير في أداء دور فريدة الفتاة المدمنة والمريضة النفسية ومن أفضل أدوارها التي قدمتها حتى الآن ونجحت بشكل لافت في تقديم مشاعر الشخصية المختلفة ما بين القلق ، والخوف ، من أفضل مشاهدها مشهد اعترافها للطبيب بجزء من تاريخها و كذلك مواجهتها مع الأب.
أحمد حاتم أداء جيد خاصة في الجزء الأول أم في النصف الثاني في أكثر من مشهد تحولت الشخصية وتنسى إنه الطبيب ، تشعر وكأنه كان يتظاهر إنه طبيب في الحقيقة! هو ممثل جيد ولكن ثبات اللوك الخاص مع جميع الشخصيات التي يقدمها منذ سنوات ! لا يجعلك تشعر أنه يقدم أدوارأ جديدة .
محسن محي الدين حضور كبير وهو ممثل موهوب بلا شك وأضاف للشخصية كثيرا رغم مساحة الدور الصغيرة، وكان يجب إعطاء مساحة أكبر لعلاقته مع ابنته.
أيضا محمود الليثي مشاهد معدودة ولكن ظهر بشكل جيد وبعيدا عن الكوميديا.
كذلك كان واضحا الاهتمام بالعناصر الفنية التصوير والمونتاج ،وأيضا المؤثرات البصرية كانت مقبولة وساعدت على التشويق
وكذلك الموسيقى والتي كانت جيدة ومناسبة لسيناريو الأحداث منذ التترات تكتشف أن الموسيقى حاضرة بقوة في هذا العمل مع ملاحظة ارتفاعها بشكل غير مناسب في عدد من المشاهد.
في النهاية هو فيلم دراما نفسي مقبول وشيء جيد أن نشاهد كل عام مثل هذه النوعية في السينما بعيدا عن الأكشن والكوميديا ، ولكن المبالغة في الغموض يأتي بنتائج عكسية أحيانا.
تقييمي للفيلم 6/10