صدر عن “بيت الشعر” في دائرة الثقافة بالشارقة العدد 59 من مجلة “القوافي” الشهرية؛ المتخصّصة بالشعر الفصيح ونقده – في عامها السادس- التي تحتفي بالمواضيع ذات الصلة بلاغةً ولغةً وتراثاً. كما تحتفي بالشعراء من مختلف العصور.
وجاءت افتتاحية العدد التي استهلت بها القوافي عددها الجديد بعنوان “الشعر العربي.. ارتباط بالموسيقا والتنغيم” وذكر فيها : منذ أن عرف الشعر العربي، وهو محافظٌ على شكله وتفاعيله وتنغيماته، فبحوره حددت شكله الذي سار عليه الشعراء إلى الآن، وانبثقت عن هذه الأشكال والتفاعيل قصيدة التفعيلة، التي لم تخرج عن السياق التنغيمي الموسيقي، بل تصرّفت في عدد التفاعيل، ولم تلتزم بعدد معين في شطر واحد ضمن بحر معيّن، كما هو في قصيدة الشطرين. ومنذ ولادة الشعر العربي، كان للاستهلال نصيب وافر من الاهتمام بصفته مدخلاً إلى الدهشة التي تقود السامع أو القارئ إلى فضاءات النصّ، وكان التصريع أحد هذه الاهتمامات والتقنيات في فنيات القصيدة العمودية لدى الشعراء.
إطلالة العدد جاءت تحت عنوان ” التصريع.. بنية فنية ومظهر وجداني “وكتبها د. محمد محمدعيسى.
وفي باب “آفاق” كتبت الشاعرة الدكتورة حنين عمر عن “الشجاعة في الشعر العربي”.
وتضمن العدد حواراً في باب “أوّل السطر” مع الشاعر السعودي الدكتور عبدالله الخضير، وحاوره الشاعر الإعلامي أحمد الصويري.
واستطلعت الشاعرة جمانة الطراونة، رأي مجموعة من الشعراء حول “الشرارة الأولى للقصيدة”.
وفي باب “مدن القصيدة” كتب الشاعر عبدالرزاق الربيعي، عن “واسط العراقية”.
أما في باب “حوار” فقد حاور الشاعر مخلص الصغير، الشاعر السنغالي محمد الأمين جوب.
وتنوعت فقرات “أصداء المعاني” بين بدائع البلاغة، ومقتطفات من دعابات الشعراء، و”قالوا في…”، وكتبتها الدكتورة وئام المسالمة.
وكتب الإعلامي أحمد حميدان في باب “مقال” عن ” اللُّغة المبصرة”.
أما في باب “عصور” فكتب الشاعر الناقد د. محمد عيسى الحوراني عن “قيس بن الخطيم”
وكتبت الشاعرة سمية دويفي في باب دلالات عن “القلم.. رفيق الشعراء”.
وفي باب “تأويلات” قرأ الناقد د. سلطان الزغول، قصيدة “شاعرة من بياض” للشاعرة نجوى عبيدات.
كما قرأ الناقد د. رشيد الإدريسي ، قصيدة “الصحراء” للشاعر د. سلطان السبهان.
وفي باب “استراحة الكتب” تناولت الباحثة لامعة العقربي، ديوان “أبناء الشجر العاري” للشاعر بحر الدين عبدالله.
وفي باب “نوافذ”، أضاء الناقد د. أحمد شحوري، على موضوع “شعراء.. أصحاب المهن ومؤسسو المجالس الأدبية.”
واحتفى العدد بنشر مختارات متنوعة من القصائد الشعرية، امتازت بجمال المبنى والمعنى، في مختلف الأغراض والمواضيع.
واختتم العدد بحديث الشعر لمدير التحرير الشاعر محمد عبدالله البريكي، بعنوان “الشعر مضمار سبق”، وجاء فيه: “شدة القلب في البأس تعني الشجاعة” قال ابن منظور، لكنها في القصيدة تعني المروءة، فالشعر مضمار سبقٍ، وإني أرى أن من يكتب الشعر للناس حبّاً، يسخّرُ فيه القضايا، ويلمسُ إحساسهم، ويشاركهم همهم، ثم يصنع من همهم فرحاً وسروراً، ويكرم معناه من نبضه هو في نظري “فارسٌ”، في يديه الحروف التي تتعاضد بين السطور هي “الخيلُ” يطلقها في الميادين، يفخر حين تفوز.