“مستقبل مصر “.. “مصر الآن” في قلب أكبر مشروع تنمية زراعية في الصحراء المصرية
الضبعة - محمد مخلوف

العقيد الغنام ل “مصر الآن” : منتجاتنا جودتها عالية ونوفرها للمواطنين بأسعار مناسبة ونصدر الفائض للخارج لتقليل الاستيراد وجلب العملة الصعبة ونستهدف تحقيق التنمية المستدامة وتوفير آلاف من فرص العمل
مدير الادارة الزراعية للمشروع: هدفنا الاكتفاء الذاتي من معظم المحاصيل ونعتمد على أحدث أساليب الري لترشيد استهلاك المياه والأسمدة وللحصول على أجود انتاج
مهندس زراعي بالمشروع: نجني ثمار الخير بحصاد محصول القمح والبطاطس والبنجر والبصل والقطاع الخاص من أهم شركاء النجاح ونشكر القيادة السياسية
اجرت ” بوابة مصر الآن”، جولة ميدانية في قلب مشروع عملاق يعد أكبر مشروع تنمية زراعية في الصحراء المصرية، حيث حولت أيادي المصريين الصحراء الجرداء إلى أرض خضراء، تتنفس التنمية، حيث تفقدنا عدد من مشروعات جهاز مستقبل مصر، الذي يعد نموذجاً ناجحاً للتنمية الزراعية المعتمدة على التكنولوجيا الحديثة والمبتكرة، حيث من المقرر في هذا المشروع استصلاح مليون وخمسون ألف فدان من إجمالي مساحة الدلتا الجديدة البالغة 2,2 مليون فدان .
يبعد مشروع مستقبل مصر، نحو 30 دقيقة من مدينة السادس من أكتوبر، يقع على امتداد طريق محور روض الفرج والضبعة الجديد، وهو الطريق الذي أنشئ ضمن المشروع القومي للطرق، يهدف المشروع إلى توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين، وتصدير الفائض للخارج ما يساعد في تقليل الاستيراد وتوفير الاف فرص العمل للمواطنين.
شهد القطاع الزراعي المصري الكثير من التطورات والإنجازات خلال الأعوام الماضية، في ضوء ما يمثله القطاع من ركيزة أساسية في الاقتصاد القومي المصري، لذا أولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إهتماماً كبيراً بقطاع الزراعة منذ عام 2014، فهذا القطاع يسهم بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي، ويستوعب نسبة كبيرة من القوى العاملة في مصر، بالإضافة إلى المساهمة الملموسة في تعظيم الاحتياطي النقدي الأجنبي، من خلال زيادة الصادرات الزراعية.
التقت “مصر الآن ” المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، العقيد دكتور بهاء الغنام، ليوضح لنا تفاصيل اكثر عن المشروع وأهميته، حيث يقول: في يوليو 2017 كانت بداية التفكير في مشروع “مستقبل مصر” للإنتاج الزراعي، بتوجيه من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالبدء في تنفيذ المشروع لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية وبأسعار مناسبة للمواطنين، وتصدير الفائض للخارج ما يساعد في تقليل الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع ” يعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدي العاملة، إذ يوفر نحو آلاف من فرص العمل المباشرة وعشرات الآلاف من فرص العمل غير المباشرة، كما يتم تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل لسلامة العمّال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع، بالإضافة لسهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات، وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى مواني التصدير البرية والجوية”.
أشار العقيد الغنام، إلى أن التوجه والرؤية لهذا المشروع تهدف إلى الحفاظ الدائم على التعليمات والتوجيهات الصادرة من الرئيس المصري لتحقيق الأمن الغذائي وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي، والحرص التام على المساعدة في القضاء على البطالة وتوظيف المدنيين في تخصصات مختلفة حتى يستشعر المواطن المصري بحجم العمل المبذول وخطة رئيس الجمهورية في التوسعات الاقتصادية التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، والعمل بنظام المشاركة مع المستثمرين الزراعيين الجادين بمحددات وضوابط وخبرات في التعامل مع هذا النوع من اقتصاديات تعظيم العائد.
أوضح الدكتور الغنام، أن القيادة السياسية وجهت بمواصلة التنفيذ المُحْكَم لكافة مكونات المشروع الحالية والمستقبلية، بما يضمن استيعابه لمسار التنمية والتطور العمراني، وما يتبع ذلك من كثافة لحركة النقل والتجارة، مشيراً إلى أن مشروع الدلتا الجديدة بوجهٍ عام، يهدُف إلى إحداث إضافة نوعية للرقعة الزراعية في مصر، ليسهم بشكل كبير في سد الفجوة في المحاصيل الاستراتيجية المختلفة، وتحقيق الأمن الغذائي، فضلاً عن توفير الآلاف من فرص العمل في التخصصات المختلفة، بما يضيف إلى جهود تعزيز التنمية الشاملة في البلاد.
خلال الجولة التقينا مهندس شاهين حامد، مدير الادارة الزراعية بجهاز مستقبل مصر، حيث قال ل “مصر الآن” استطاع المشروع بالتعاون مع الشركات الزراعية الكبرى الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية للمشروع، والتي تشهد تمهيد الطرق الداخلية، وحفر آبار مياة جوفية، ومحطات وشبكات كهرباء ومخازن مستلزمات الانتاج ومباني إدارية وسكنية، لافتا إلى أنه يتم الاعتماد على أفضل أنواع الري الحديث لترشيد استهلاك المياه والأسمدة وللحصول على أجود انتاج.
تابع: كما سعى المشروع لتوفير الميكنة الزراعية بأحدث المعدات والتقنيات لإتمام العمليات الزراعية المختلفة بجودة وسرعة عالية، حيث يتعاون المشروع مع شركات القطاع الخاص الجاد، فمشروع مستقبل مصر هو نواة للدلتا الجديدة، نحاول أن نصل للاكتفاء الذاتي في معظم المحاصيل، ونفتح فرصة للتصدير وجلب عملة صعبة، بالميزة في الموقع الجغرافي والمناخ وتراكم الخبرات الزراعية بتصدير الحاصلات الزراعية للسوق الأوروبي والسوق العربي.
أشار إلى المهندس حامد، إلى أن ما يظهر أهمية هذا المشروع هو الحرب الروسية- الأوكرانية، وما ترتب عليها من وقف استيراد بعض المحاصيل، وتحقيق الأمن الغذائي حيث تنعكس الزيادة في مساحة الأراضي الزراعية بشكل إيجابي على الأمن الغذائي، خاصة في ظل وجود حالة من انعدام الأمن الغذائي في دول العالم، مثال ذلك خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، وما ترتب عليها من تشكيل خطر غذائي.
من جانبه، يوضح أحد العاملين في الادارة الزراعية بالجهاز، مهندس يوسف صقر، أن الوصول لهذا الحجم الكبير من المساحات المزروعة بهذه السرعة لم تأتي من فراغ، بل نتيجة عمل متواصل على مدار الساعة، حيث يتم العمل بنظام التناوب ثلاث ورديات يومياً، موجهاً الشكر للقيادة السياسية على هذه المشروعات الاستراتيجية، لتوفيرها آلاف من فرص العمل للمواطنين.
أشار المهندس صقر، إلى أن يجري حالياً جني ثمار هذه المشروعات، حيث يتم حصاد محصول القمح والبطاطس والبنجر والبصل ، لافتاً إلى أن القطاع الخاص من أهم شركاء النجاح، حيث يوجد العديد من المستثمرين الوطنيين المشاركين باستثماراتهم في المشروع، ويحق لأي مستثمر الحصول على أراضي كحق انتفاع لمدد تصل إلى خمسة عشر عاماً أو لموسم زراعي أو موسمين حسب رغبته، بشرط الجدية، لافتاً إلى أن استخدام الأساليب الحديثة في الري يرشد من استهلاك المياة.