محمد صبحي الغنيمي يكتب : عندما تصوم الجوارح
أنعم الله تعالي علي أمة محمد صلي الله عليه وسلم بشهر رمضان المبارك وجعل فيه من الفضائل العظيمة ما يرفع به درجات عباده المؤمنين ومن أعظم السمات التي يتحلي بها المسلم خلال الشهر الكريم بذل المعروف والكرم والعطاء وحب الخير للناس والإكثار من الصدقة وقراءة القرآن والعمل الصالح وجبر الخاطر وإغاثة الملهوف.
جري علي ألسنة بعض الناس أن الصوم هو إمساك عن الطعام والشراب والشهوات والحقيقة إن الصوم لايكون بالامتناع عن المأكل والمشرب والشهوات فحسب وإنما جوهر الصوم الحقيقي بحفظ اللسان من القيل والقال والغيبة والنميمة وحفظ الجوارح من النظر الي المحرمات ” رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش ” ويكون الإنسان دائما ذاكرا لله ” أذكروني أذكركم ” ويحيي الليل بالقيام وإطعام الصائمين ولو بشطر تمرة وأن يكون الصيام حافزا للمسلم علي إنجاز الأعمال وعدم التكاسل..
فمعظم الانجازات التاريخية علي مدار التاريخ حدثت في شهر رمضان بدءا من غزوة بدر وإنتهاء بانتصارات اكتوبر.
ان النفس البشرية في هذا الشهر الفضيل تعلو وتسمو وتتصالح مع ربها ونفسها ومن حولها لذلك نتمني أن نتجاوز خلافاتنا وننبذ الفتن والحقد والغل ولنغلب السماحة والتسامح والعفو.
الصوم عن الكذب والحقد والكراهية والغيبة والنميمة وإيذاء الناس أهم من الصوم عن الطعام والشراب.
قيل لأعرابية ما الجرح الذي لايندمل قالت: ” حاجة الكريم الي اللئيم “.