التسامح قوة لا يمتلكها إلا العظماء: استلهام من حكاية الجمعة للدكتورة سوزان القليني
كتبت - حوراء صالح
في عمق التجارب الإنسانية والأحداث التاريخية التي تترك أثرًا لا يُنسى، تأتي حكاية الجمعة التي شاركتها الدكتورة سوزان القليني، أستاذة الإعلام، على صفحتها في فيسبوك، لتروي قصة تمثل قمة العفو والتسامح.
تبدأ القصة برئيس جنوب إفريقيا السابق، نيلسون مانديلا، الذي يسترجع في مذكراته لحظة كانت بمثابة درسًا حيًّا في العفو عند المقدرة. يروي مانديلا كيف طلب من أفراد حمايته مرافقته في نزهة مترجلين داخل المدينة، لينتهي بهم المطاف في أحد المطاعم.
أثناء انتظارهم للطعام، لفت انتباه مانديلا شخص يجلس بمفرده، ليطلب من أحد أفراد حمايته دعوة الرجل للانضمام إليهم. بدا الرجل شديد القلق، يتصبب عرقًا ويده ترتجف، لدرجة أنه لم يقو على تناول الطعام بشكل طبيعي.
بعد انصراف الرجل، علّق الحارس الشخصي لمانديلا على حالة الرجل العصبية، فكشف مانديلا حقيقة الأمر التي كانت غائبة عن الحارس. كان ذلك الرجل هو نفسه حارس السجن الانفرادي الذي كان يقبع فيه مانديلا، والذي كان يسيء معاملته ويتعدى عليه بأفعال مهينة.
لم يكن خوف الرجل من العقاب دون سبب، لكن مانديلا، بروحه العظيمة، لم يفكر في الانتقام. رد مانديلا على استفسار حارسه كان درسًا في الكرامة والمروءة، مؤكدًا أن عقلية الثأر لا تبني دولًا، بينما التسامح يبني أممًا.
وتختتم الدكتورة سوزان القليني حكايتها بعبرة عميقة مفادها أن العفو عند المقدرة يعد قمة القوة، مشيرة إلى أن العقلية الثأرية هي في الحقيقة قمة الضعف والفشل، بينما التسامح يعتبر من سمات النفوس الكبيرة.
القصة المروية ليست مجرد حكاية، بل هي دعوة للتأمل في قيمة التسامح والعفو، وإدراك أن القوة الحقيقية لا تكمن في القدرة على الانتقام، بل في القدرة على العفو والتحلي بالسمو الأخلاقي.
———————-
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الإصطناعي