عرب وعالم

عاهل الأردن: الحرب في غزة أحد أكثر النزاعات تدميرا في التاريخ الحديث

بوابة مصر الأن

0:00

خلال قمة عقدها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد الملك عبد الله الثاني، العاهل الأردني، أن الصراع في قطاع غزة، الذي وصفه بأنه “واحد من أكثر النزاعات تدميرا في التاريخ الحديث”، لا يزال مستمرا.

وعبر عن عدم قدرة المجتمع الدولي على الاستمرار في مشاهدة التدهور المستمر للأوضاع دون اتخاذ إجراءات عاجلة.

وأكد العاهل الأردني على أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا ويتفرج على هذه المأساة، ويجب علينا أن نتخذ خطوات فورية لوقف هذا النزاع الدامي”.

وأشار الملك عبد الله الثاني إلى أهمية التدخل السريع لوقف إطلاق النار بشكل دائم، معربا عن قلقه البالغ تجاه الأزمة الإنسانية الحادة التي تشهدها المنطقة، وخاصة بالنسبة للنساء والأطفال الذين يشكلون غالبية الضحايا في هذا الصراع. وأكد على أن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني وتصاعد الكارثة في المنطقة، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذا النزاع وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.

وأخيرا، أبدى الملك عبد الله الثاني قلقه من احتمال تهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة والضفة الغربية، وأكد أن الأردن لن يتم السماح بتكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية، مؤكدا على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمنع حدوث أي تدهور إضافي في الأوضاع الإنسانية في المنطقة.

خلال تصريحاته، حث الملك عبد الله الثاني على ضرورة التحرك بشكل فوري وملح لضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة بكميات كافية وبصورة مستمرة عبر جميع المداخل الحدودية وباستخدام جميع الوسائل الممكنة، مؤكدا أهمية هذه الجهود وشكره لدعم الولايات المتحدة في هذا الصدد.

كما أشار الملك إلى القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية، والتي أدت إلى تفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة، مؤكدا أن الحفاظ على استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” للدعم اللازم يعتبر ضروريا لتمكينها من القيام بدورها الإغاثي والإنساني في المنطقة.

ولفت إلى أهمية عمل “الأونروا” في مواقع أخرى أيضا، خاصة في المملكة الأردنية، التي تستقبل حوالي 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل.

وشدد الملك عبد الله الثاني، خلال تصريحاته، على أهمية عدم تجاهل الوضع الصعب في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس، مشيرا إلى أن ما يقارب 400 فلسطيني قد فقدوا حياتهم في الضفة الغربية منذ 7 أشهر فقط، بينهم حوالي 100 طفل، وأكثر من 4 آلاف آخرين أصيبوا.

وأكد الملك عبد الله على أن التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس، وتوسعهم في بناء المستوطنات غير القانونية، سيؤدي إلى زيادة الفوضى والتوتر في المنطقة بأكملها.

وشدد على أن الوضع في المسجد الأقصى يثير قلقا كبيرا، حيث لا يسمح للمسلمين بالدخول إليه بحرية، وأن الكنائس أيضا قد أعربت عن قلقها بشأن القيود المتزايدة والتهديدات في الأماكن المقدسة.

وأضاف الملك أن الفصل بين الضفة الغربية وغزة غير مقبول، مؤكدا أن الحلول العسكرية والأمنية لن تؤدي أبدا إلى السلام، وأنه يجب أن يكون هناك أفق سياسي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بعد سنوات من الاحتلال والقتل والدمار الذي أثبت عدم جدواها.

أكد الملك عبد الله الثاني، خلال تصريحاته، على أن الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر وأسفرت عن مقتل مدنيين أبرياء، لا يمكن أن يقبل بها أي مسلم، مشددًا على ضرورة ضمان عدم تكرار رعب الأشهر الماضية والذي يجب ألا يقبل به أي إنسان.

وأشار الملك إلى أهمية تكثيف الجهود مع الشركاء العرب والمجتمع الدولي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء على الفور بالعمل لإيجاد حل سياسي يؤدي إلى تحقيق السلام العادل والشامل وفقًا لحل الدولتين.

وأكد الملك عبد الله الثاني على أن الحل الوحيد الذي سيضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها هو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام.

وأشار الملك إلى الدور المحوري للرئيس الأمريكي في التعامل مع هذا الصراع، مؤكدًا أن الأردن كما هو دومًا مستعد “للعمل معكم لتحقيق السلام”، وذلك في إطار الجهود المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى