أحمد فرغلي رضوان يكتب : أولاد حريم كريم .. الكوميديا بين جيلين
استقبل الكثير من الجمهور خبر إنتاج جزء جديد من فيلم حريم كريم بحفاوة الفيلم يعتبر من أنجح أفلام البطولات الجماعية في مطلع الألفية ، المعالجة الدرامية الجديدة قفزت بنا للأحداث بعد مرور 18 عاما لنشاهد أبطال الجزء الأول بعد الزواج والإنجاب مع جيل الأبناء الشباب وهي فكرة جيدة ومقبولة دراميا وتصنع أحداث كثيرة ، هو محاولة جيدة لصناعة كوميدية بين جيلين.
السيناريو بدء سريعا و بدون فلاش باك في تقديم الشباب عام 2023 وبعضا من مشاكلهم الحالية السيناريو ركز فقط على نقطة الارتباط العاطفي لدى هؤلاء الشباب و كيف جمعت الصدف الأبناء في علاقات متشابكة ، كذلك أعتمد السيناريو كثيرا على أسلوب المبالغة في صناعة المواقف الكوميدية مثل تعلق البطلات بفتى أحلامهم كريم الحسيني لا يزال كما هو رغم مرور 18 عاما ، وهنا كانت أفضل الشخصيات في تقديم الكوميدية القائمة على أسلوب المبالغة في ردود الأفعال داليا البحيري بمساعدة خالد سرحان الذي قدم شخصية الزوج الغيور وظهر الثنائي بشكل جيد.
أيضا تم استخدام الصدفة منذ بداية الأحداث لإعادة التعارف بين الأبطال عن طريق الأبناء وجميعها صدف متشابهة وكانت مناسبة بشكل كبير للكوميديا الساخرة في الفيلم .
من العناصر الإيجابية للفيلم اعتماد سيناريو المؤلفة زينب عزيز بشكل كبير على الأبناء و علاقتهم ببعضهم البعض و كذلك مع أبطال الجزء الأول، الأبطال الشباب كانوا حاضرين بقوة في الأحداث وأضافوا بوجودهم روحا جديدة للفيلم ، ولكن كان من الممكن اختيار ممثلين شباب أفضل لبعض الأدوار وربما المرحلة العمرية كانت عائقا! في بعض الاختيارات .
الممثلين الشباب الذي أدوا بشكل لافت هم هنا داود و تيام قمر و كريم كريم و نجح المخرج علي إدريس في توظيف إمكانياتهم في تقديم كوميديا الموقف وباقي الممثلين الشباب كانوا مقبولين أيضا.
اختيار أماكن التصوير كان مناسب جدا وخلق صورة مبهجة تناسب أجواء الفيلم ونجح المخرج في صناعة عدد من المواقف الكوميدية كعادته مثل مشهد خالد سرحان وهو يأكل المانجو مع الابن في الطريق العام، وكذلك مواقف علا غانم و عمرو عبدالجليل و علا قدمت أداء كوميدي كان مفاجأة في ردود أفعالها على تصرفات عمرو عبدالجليل.
بسمة ظهرت بشكل جيد ولكن شخصيتها وخاصة الخط الدرامي لعملها و مشاكلها مع صاحب العمل كانت تحتاج لتكملة ولكن السيناريو ركز فقط في صراع الحريم على كريم !
الفيلم أضاف شخصية نسائية جديدة يحبها كريم بعيدا عن حريم الجزء الأول وهي من النقاط الدرامية الجيدة أيضا و أعطت روحا جديدة للصراع بينها وبين حريم الجزء الأول،
و جسدت الشخصية بشرى بخفة ظل وأداء جيد.
البطل مصطفى قمر من المطربين الممثلين الناجحين ولديه رصيد كبير في السينما ربما أفضلها مع نفس المخرج علي ادريس ، يعتبر الفيلم عودة جيدة بعد غياب وجسد شخصية الأب الغيور على ابنته الشابة ويريد أن يختار هو العريس لها حسب هواه، ولكن من العلاقات التي كانت تحتاج بطلة أخرى رغم موهبة رنا رئيس ولكن أداءها كان “عادي” في هذا الدور ، الجمهور كان ينتظر عنصر فني هام من عناصر الجزء الأول لا يزال يتذكرها وهي الأغنيات ولكنها ظهرت بشكل متواضع جدا وربما الأفضل أغنية الأب لأبنته، ولا أعرف كيف لم يهتم بطل الفيلم وهو مطرب كبير بتقديم أغنيات من المفترض أن تنافس أغنيات الأفلام التي ظهرت في الموسم!
المخرج على إدريس قدم عمل اجتماعي كوميدي خفيف الظل بأبطال ليسوا من نجوم الكوميديا ونجح في تقديم ممثلين شباب بشكل جيد ، من مكاسب العمل عودته مرة أخرى هو من المخرجين المهمين وقدم أفلام ناجحة مع أهم النجوم وحضرت كواليس تصوير أفلامه مع النجم الكبير عادل إمام وشاهدت كيف كان يثق فيه و أتعجب من ابتعاده في الوقت الذي يعاني الإخراج السينمائي كثيرا!
أخيرا من الأمور الجيدة إهداء الفيلم لواحد من أهم مخرج السينما الكوميدية المصرية المخرج محمد عبدالعزيز .