Uncategorizedمقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : لاقينى ولاتغدينى

0:00

مَثل من أوقع الأمثلة الشعبية التى لها الأثر الكبير على علاقات الناس مع بعض فى نطاق الأهل والمجتمع عامة حيث تُحدد هذه العلاقة مدى وقوة هذه التفاعلات الإنسانية والأجتماعية سوياً ويعنىِ هذا المثل حرفياً حُسن إستقبال الضيف أفضل كثيراً من تقديم الطعام أو الشراب له…!!!
ولنعلم تماماً بأن مراسم تطبيق هذا المثل بجناحيه الاثنتان حُسن اللقاء وأطعام الطعام يتم بصورة كاملة فى قرى صعيد مصر فتجد الضيف بمجرد طرق الباب فالترحاب به بطريقة الصعايدة هى البداية الواضحة وعندما يمتد وقت الزيارة فالغذاء أو العشاء يكون جاهز على طبلية تحتوى على أشهى أنواع المأكولات(البيوت الصعيدية مُنتجة لكل أنواع الخير من الطيور والدواجن) والترحاب بالضيف لهو تراث مقدس يتوارثه الأبناء عن الآباء والاباء عن الأجداد وهكذا.!
لكن أجعلونا نعرف ماهى قصة هذا المثل الشهير…!!!
يُحكى أن رجل أصابه مرض أقعده فى فراشه وتوافد بعض رجال القرية لزيارته وكان عنده أبن فتى أضطر إلى إستقبال الزائرين والقيام بواجبهم ولما خرج الجميع سأل الابن أباه قائلاً : كان كل رجل عندما يدخل يُبدى أهتماماً بصحتكَ ويريد أن يطمئن إلى سلامتك ثم تسأله أنت بدورك عن صحة زوجته وسلامة أولاده فهل كان هؤلاء جميعهم يريدون الإطمئنان فعلاً على سلامتك…هل كنت أنت تهتم فعلاً بصحّة زوجاتهم وسلامة أولادهم
قال الأب : هذه مجاملات ومبادلة المجاملات بالكلام تقوى روابط المحبة بين الناس ثم سأل الابن أباه قائلاً : إنه جاء بصينية القهوة وعليها عدد من الفناجين وتقدم بها أولاً إلى أقرب رجل إلى الباب فما كان من هذا إلا أن تناول فنجاناً قدمه إلى رجل آخر ثم تناول له فنجانا آخر فلماذا أعطى الرجل فنجانه إلى سواه…!!!
قال الأب : هذه لياقة واللياقة تقضى بأحترام الأكبر سناً أو الأرفع مقاماً لأن الناس مقامات واللياقة تقضى بإعطاء كل ذى مقام حقه من الأحترام وأعلم يابُنى أن اللياقة أرفع قدراً
من المجاملة لأن المجاملة هى كلام بكلام أما اللياقة فهى سلوك يناسب المقام بمعنى “لاقيني ولا تغدينى” ومن هنا أنطلق المثل
ويقول شيوخ الصعيد من تعلمنا منهم الكثير والكثير أن الترحاب بالضيف والوجه البشوش الضاحك عندما يطرق بيتك هو أهم من أى شىء آخر مثل الطعام أو الشراب وأستدراكاً لهذا المثل الشعبى بمثل شعبى آخر يعتبر متمماً له وهو (بصلة المحب خروف)ويعنى أنه لايهم أى شىء من الطعام والأهم هو اللقاء وحسن الاستقبال والمعاملة وأستطيع أن أجزم بأن معظم الشعوب العربية هى خير شعوب الأرض فى حُسن الإستقبال وضيافة الضيف شكلاً وموضوعاً…!!!
فلذا أن تطييب النفوس أفضل بكثير من تطييب البطون وبناءاً على هذا فإن الشخصية المصرية تملك من عزة التفس بأن تقابلها بحفاوة ووجه بشوش لأفضل كثيراً من أن تقدم لها الطعام بوجه عبس…!!!
ويقول علماء الأبراج أن هناك أربعة أبراج يتبنون المثل المصرى الشهير لاقينى ولاتغدينى حيث ذكر هولاء العلماء إن تلك الصفات لم تتوافر فى الاثنى عشرة بُرجاً بأكملهم ولكن لكل برج طريقة وطاقة فى الضيافة…!!!
فبرج الجوزاء يُعرف أصحاب هذا البرج بشخصيتهم الإجتماعية وذلك إلى جانب شخصيتهم المنفتحة على الأخرين فهم يستغلون ذكاءهم وطبيعتهم الثرثارة فى توطيد الصداقات والعلاقات الإجتماعية والأسرية فعندما يقررون دعوة أحد إلى منزلهم فهم بذلك يكونون قد أختاروك لإنشاء علاقة قوية غير سطحية فسوف يبهرونك بضيافتهم لك وقد تشعر أنك أنت صاحب المنزل وليس هم هذا رائع من أصحاب هذا البرج الجميل…!!
والبرج الثانى وهو برج الأسد يحب أصحاب برج الأسد الإقتراب من الناس وتوطيد العلاقة بهم فهو يرى أنه ملك ويجب أن يهتم بالجميع كما أن مولود برج الأسد يرفع شعار “لاقيني ولا تغدينى” أى أنه يهتم بمقابلة ضيوفه بشكل مثالى للغاية كما أنهم لديهم القدرة لمواكبة الأحداث فى كل المجالات ولسوف يكون لديهم الطريقة الصحيحة للحديث مع ضيوفه وفتح حوار راق فيما يفضله الضيوف كما أنه سيعطى لهم الترحيب والمحبة الواجب تقديمها دون أن يشعر بضغط أو حتى فرض…!!!
أما البرج الثالث وهو بُرج الجدى أصحابه معروفون بشخصيتهم الودودة المبهجة والتى تجذب الجميع إليها بتفاؤلها وبسمتها دون أى عناء وذلك إلى جانب شخصيتهم الذكية بالفطرة التى تجذب الأنظار إليهم وذلك إلى جانب شخصيتهم تلك والتى تستحوذ على أهتمام الضيوف كما أنهم لديهم القدرة على إخراج الأخريين من همومهم مهما كان مابداخله وهذا يندرج نحو الجناح الأساسى من المثل وهو حُسن اللقاء…!!!
أما البرج الأخير وهو برج الحمل من المعروف أصحابه أنهم شخصيات تسعى دائما إلى ترك إنطباع جيد ومميز عند أى شخص يتعامل معه فما بالك لو كنت ضيفاً فى منزله أو مكتبه فهم يتميزون بأسلوبهم السلس والراقى فى المحادثة مع المزيد من روح الدعابة والمرح بالإضافة إلى أنهم أذكياء وخبراء فى الثناء الإطراء وذلك من منطلق حسن اللقاء أفضل من أطعام الطعام…!!!
ولكن دعونى أقول قد كذب المنجمون ولو صدقوا وأعلم تماماً بأن هناك الكثير من الأبراج الأخرى لهم من أصحاب مبدأ لاقينى ولاتغدينى حفظهم الله وأدام صحتهم…!!!
والى مقال آخر دمتم بكل خير وسعادة

زر الذهاب إلى الأعلى