عرب وعالم

صحيفة بريطانية : المعركة الجوية ستحدد المنتصر في الحرب الروسية الأوكرانية

كتب : رامي سالم

اعتبرت صحيفة “تايمز” البريطانية أن المعركة الجوية هي التي ستحدد الطرف المنتصر في الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرة إلى أن الصراع لفرض السيطرة الجوية هو الجزء “الأكثر أهمية” في المعركة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن الهجوم الأوكراني الذي كثر الحديث حوله لا يمكن أن يكون بعيدا، مضيفة أن الروس سيعلمون ببدئه عندما تبدأ الألويات المدرعة والآلية التحرك بقوة تجاه مواقعهم”.

وتابعت أنه “حتى ذلك الحين يمكنهم فقط تخمين المكان الذي سيشهد الضربات الأولى، لكننا نعلم أن المرحلة التالية من الحرب باتت وشيكة؛ لأنها بدأت في الجو”؛ إذ زادت وتيرة العمليات في الأجواء الأوكرانية خلال الأسبوعين الماضيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قد لا يكون القتال من أجل السيطرة الجوية فوق وخلف خطوط المعركة مفاجئًا مثل قعقعة الدبابات القادمة، ولكنه عادة ما يكون أهم اشتباك منفرد في أي معركة وفي معظم الأحيان يحدد الجانب الذي سينتصر.

ورأت “تايمز” أن هذا هو السبب في أن الإعلان الأخير بأن الولايات المتحدة ستسمح للحلفاء بتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، قد يكون مهمًا، كما قد يكون السبب أيضًا في أن موجات الهجمات الصاروخية الروسية”غير المسبوقة” على كييف هذا الشهر، مؤشر أكثر أهمية عما سيحدث مقارنة بالمكاسب الإقليمية الأخيرة التي حققتها أوكرانيا وروسيا على الأرض.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه في غزو نورماندي عام 1944، كان التفوق الجوي للحلفاء أمرًا بالغ الأهمية للنجاح وكان واضحًا للجميع، وكانت السماء مليئة بطائرات الحلفاء وبالكاد ظهرت طائرة للقوات الجوية الألمانية.

وأوضحت الصحيفة أن التفوق الجوي في القرن الحادي والعشرين له نفس القدر من الأهمية، غير أنه أقل ديمومة، مشيرة إلى أن هناك عددا أقل بكثير من الطائرات وهي تعمل بشكل أساسي بعيدًا عن الخطوط الأمامية، كما أن هناك أقمارا صناعية، وصواريخ، وبطاريات دفاع جوي، وموجات إلكترونية، وأجهزة تشويش، وأفخاخ، وطائرات مسيرة.

وقالت “تايمز” إنها معركة داخل معركة حيث يهاجم فيها الطرفان ويدافعان بينما يلعبان في الوقت نفسه “لعبة القط والفأر” من أجل فرض السيطرة على المجال الجوي فوق دباباتهم وقواتهم وخطوط الإمداد الحيوية التي تجعلهم يواصلون القتال.

وكثفت روسيا وأوكرانيا هجماتهما الصاروخية بعيدة المدى، بحثا عن أهداف عالية القيمة بعيدة عن الخطوط الأمامية للقتال.

ونوهت الصحيفة بأنه بعد يوم واحد فقط من إعلان بريطانيا تزويد كييف بصواريخ “ستورم شادو” طويلة المدى، كان هناك صاروخان يعملان ضد أهداف في لوجانسك.

وتابعت: يبدو أن ذلك تم بتناغم مع صواريخ “مالد” الخداعية الأمريكية التي تطلق من الجو ، وهي عبارة عن صواريخ قادرة على أن تظهر نفسها وكأنها عدة طائرات مختلفة
حيث تشوش على المسار إلى الهدف من أجل صاروخ “ستورم شادو” الذي يحلق أسفلها.

وبينما تقول روسيا إنها ليست قلقة من مدى صواريخ “ستورم شادو” أو قدرتها على الاختراق، ترى “تايمز” أنه يجب عليها القلق إذ أن تلك الصواريخ تؤدي نفس عمل نظام الصواريخ التكتيكية التابعة للجيش الأمريكي، والتي لطالما طلبتها أوكرانيا، لكن واشنطن استمرت في رفض تزويد كييف بهذا النظام.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه بعد يومين من بدء تشغيل صواريخ “ستورم شادو”، بدا أن الغارة الروسية على مدينة خملنيتسكي، على الجانب الأوكراني من الحدود البولندية، ضربت مخبأ كبير للأسلحة.

وبينما يواصل كلا الجانبين البحث عن الحلقات الرئيسية في خطوط إمداد الخصم، فإنهم يلعبون من أجل إعطاب الدفاعات الجوية لبعضهما البعض.

ورأت “تايمز” أن نظام الدفاع الجوي “باتريوت” يمكن أن يغير اللعبة لأوكرانيا في هذه المنافسة المبهمة، وبدأت كييف في تشغيل بطاريتين تسلمتهما من أمريكا وألمانيا.

ونوهت بأنه يمكن لأنظمة باتريوت أن تضرب أي شيء بشكل أو بآخر، حتى الصواريخ الباليستية، ويُنسب لها الفضل في إسقاط صواريخ كينجال الروسية التي تفاخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستحالة إيقافها، على حد تعبيرها.

وأشارت إلى أنه ليس من المستغرب أن يبذل الكرملين جهودًا كبيرة لاستهداف بطاريات باتريوت الموجودة لدى أوكرانية، ولكن “دون نجاح كبير حتى الآن”، على حد قولها.

ورأت “تايمز” أن مقاتلات “إف-16” ربما تلعب دورا، مشيرة إلى أن المقاتلات الروسية الجديدة لديها صواريخ جو-جو ذات مدى أطول من النماذج السوفيتية الأقدم الموجودة لدى أوكرانيا، لذا يمكن لموسكو توجيه دوريات جوية قتالية أكثر فاعلية فوق ساحات القتال بمجرد أن تختار المخاطرة بالتحليق فوقها.

زر الذهاب إلى الأعلى