منوعات وسوشيال

رسالة ماجستير بمنحة من وزارة الأوقاف تفند الافتراءات والمزاعم بحق أمهات المؤمنين

كتب- حازم عبده

دعت رسالة ماجستير في الدراسات الإسلامية، وسائل الإعلام لتوعية بسير أمهات المؤمنين والتعريف بأدوارهن في خدمة الدعوة وتقديم نموذج القدوة للأجيال الجديدة.

وأوصت الرسالة التي نوقشت أخيراً بالمعهد العالي للدراساتِ الإسلاميةِ بالقاهرةِ، وحصل عنها الباحث السيد حسن خطاب، الإمام والخطيب بأوقاف الغربية، على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية، المساجد، والمدارس، و المراكز الشبابية إلى جانب وسائل الإعلام بالتوعية بسيرة أمهات المؤمنين العطرة وذكر مناقبهن وخصائصهن, وقدرتهن على تحمل الصعاب والمشقة في حياتهن،وإيجاد مناهج في الثقافة الإسلامية تعتني بسيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته.

شبهات المستشرقين

ودعا الباحث في رسالته التي أنجزها بمنحة من وزارة الأوقاف برعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعه، إلى الربط بين التكنولوجيا الحديثة وتوعية الشباب، من خلال بث رسائل توعية بمكانة زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم- وحقوقهن، وواجبات كل مسلم نحوهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كما أوصت الرسالة بجمع شبهات المستشرقين حول تعدد زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم-, والرد عليها في مؤتمرات دولية رسمية،وتخصيص سلسلة من الخطب لبيان أهمية دور أمهات المؤمنين في تبليغ القرآن الكريم والسنة النبوية، والحفاظ على كيان بيت النبوة, وإبراز القدوة في فن التعامل،وعمل دورات تدريبية للمقبلين على الزواج؛ لتبصيرهم بكيفية تعامل النبي – صلى الله عليه وسلم- مع أزواجه وبيان مسؤولية كل من الزوجين.

لجنة مناقشة الرسالة

تكونت لجنة الحكم على الرسالة التي حملت عنوان: “الأحكامُ المتعلقةُ بزوجاتِ النبيِّ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ– بينَ العمومِ والخصوصِ – دراسةٌ تحليليةٌ في ضَوْءِ القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النبويةِ الشريفةِ”من من كل من الدكتور محمد أبو الفتوح، أستاذِ النقدِ والأدبِ بكليةِ الآدابِ بجامعةِ المنوفيةِ، مشرفاً، والأستاذةِ الدكتورة ماجدة سليمان ياقوت، أستاذِ الدراساتِ الإسلاميةِ بكليةِ الآدابِ بجامعةِ الإسْكَنْدَرِيَّةِ، مشرفة، والدكتور محمد قاسم المنسي، أستاذِ الشريعةِ الإسلاميةِ بكليةِ دارِ العلومِ بالقاهرةِ،مناقشاً، والدكتور ياسر عطية الصعيدي، أستاذِ الدراساتِ الإسلاميةِ، ورئيسِ قسمِ اللغةِ العربيةِ بكليةِ الآدابِ بجامعةِ المنوفيةِ، مناقشاً.

أحكام بيت النبوة

وأوضح الباحث أن هناك أحكامًا كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية تتعلق بنساء النبي – صلى الله عليه وسلم- منها ما هو خاص بهن ولا يشاركهن فيها غيرهن, كحكم الأمومة لهن, وعدم جواز نكاحهن بعد النبي – صلى الله عليه وسلم- وتغليظ عقوبة قذفهن وسبهن, وعدم جواز مخاطبة الرجال إلا من وراء حجاب, وهناك أحكام أخرى يشاركهن فيها غيرهن من النساء, كطاعة الله ورسوله, واستدامة الطاعة، وعدم الخضوع بالقول, وتقوى الله.

تصحيح المفاهيم

وسعى الباحث إلى تصحيحُ المفاهيمِ في محاولةِ الوقوفِ على عظمةِ الإسلامِ في بيانِ الخصائصِ التي تميزُ زوجاتِ النبيِّ- صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – عن باقي نساءِ العالمينَ, وبيانِ حقوقِهِنّ وواجباتِهِنّ؛ ليعْرِفَ المجتمعُ قدرَهُنَّ، وحتى لا يخوضَ أحدٌ في حقِّهن بالباطلِ، وجمعُ الأحكامِ المتعلقة بزوجاتِ النبيِّ- صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – وبيانُ أنواعِها سواء خاصة بهن أو عامة لنساء الأمة, وأدلتِها وآثارِها، وبيانُ منهجِ الإسلامِ في التعاملِ معَ أهلِ بيتِ النبيِّ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – لاسيما في الأحكامِ المتعلقةِ بهن سواءٌ المتفقُ عليها أو المختلفُ فيها، والفرقُ بينهما.

الرد على التطاول

وعمدت الرسالة إلى الرد على تطاولُ البعضِ من حينٍ إلى آخرَ على مقامِ زوجاتِ النبيِّ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – وأنهنَّ لسنَ كسائرِ الزوجاتِ؛ فلهنُّ منزلتُهُنَّ عندَ اللهِ، ومواجهةُ التطرفِ والعنفِ والغُلُوِّ في الأحكامِ؛ حيث يحاولُ البعضُ تعميمَ الأحكامِ الخاصةِ بزوجاتِ النبيِّ – صلى اللهُ عليهِ وسلمَ – على نساءِ الأمةِ, ففي دراسةِ هذا الموضوعِ في هذا الوقتِ بيانٌ لوسطيةِ الإسلامِ، وبيانٌ للخطابِ الدَّعْوِيِّ الرشيدِ والفهمِ المقاصديِّ للقرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ في بيانِ الأحكامِ التشريفيةِ والتشريعيةِ وعمومِها وخصوصِها.

الأمومة وتبليغ الشريعة

وأكد الباحث في دراسته أن الزواج من النبي – صلّى الله عليه وسلّم-، والعيش معه تحت سقف واحد، هو عمل صالح يترتب عليه ثواب عظيم ومنزلة عالية رفيعة لا يمكن أن تبلغها امرأة أخرى، وأن الله تعالى شرع لنساء النبي – صلى الله عليه وسلم- أحكامًا دون بقية النساء، و من الأحكام الواجبة في حقهن الحجاب, والقرار في البيت, وأوجب الله تعالى لهن حق الأمومة, كما أوجب عليهن تبليغ الشريعة كما تلقوها من النبي – صلى الله عليه وسلم, واستدامة الطاعة والزهد.

الرد على الخوارج

ورد الباحث في رسالته على طعن الخوارج على أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وإنكارهم عليها خروجها إلى البصرة، وزعمهم أنها كفرت بأن الأمر باستقرارهن في البيوت والنهي عن الخروج منها ليس بمطلق، وأن سفرهن لمصلحة جائزًا. و أن خروجها إلى البصرة كان للإصلاح لا للحرب.

وأشارت الرسالة إلى أن دخول أزواج النبي – (صلى الله عليه وسلم) – في أهل البيت، لأنهن سببُ نزول قوله تعالى:﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ ، وسبب النزول داخلٌ فيه قولاً واحداً، إما وحده على قول، أو مع غيره على الصحيح.

وأوضح الباحث أن في تحريم الزواج من أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته حفظ لمكانتهن في قلوب المسلمين، وعدم انقطاع صلتهن بالنبي -صلى الله عليه وسلم -بعد موته، فهن زوجاته في الجنة.

خلاف أرض فدك

وحول الخلاف في أرض «فدك» قال الباحث في رسالته لم تكن فدك كما يصور البعض ملكًا للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بل كان على حكم ملك اليتامى والمساكين والفقراء، وأبناء السبيل، يصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يفيء إليه من غلاتها في مصارفها، وكان لأهل البيت وذوي القربى حظ مقسوم، ولما جرى الخلاف بين السيدة فاطمة رضي الله عنها-، لم يكن خلافا على الملكية، بل كان خلافًا على إدارتها، وصرفها في مصارفها.

زر الذهاب إلى الأعلى