منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | عاوز فانوس رمضان

حلقات إذاعية يكتبها | رشدى الدقن

عاوز فانوس رمضان …. عليك وعلى شارع نور الظلام فى بركة الفيل أو “تحت الربع” بالغورية .. الكلام ده بنسمعه لما بنسأل حد نجيب فانوس رمضان منين .
و”على رأى اللى قال” فرحة رمضان مش بتكمل إلا بالفانوس وخصوصا الفانوس” أبو شمعة” اللى هو إبداع مصري خالص .. و”سلو بلدنا” فى شهر رمضان نلاقى كل البيوت والشوارع والمحلات متزينة بالفوانيس .. وبعد الفطار نلاقى الأطفال الصغيرين بيخرجوا للشوارع شايلين الفوانيس .
حكايتنا النهاردة عن أول واشهر مكان بيعمل ويبيع فوانيس رمضان فى بر المحروسة .. واللى لحد النهاردة بنشترى منه أحلى فانوس رمضان .. المكان ده اسمه ” تحت الربع” … وده مكان مش هتلاقيه فى أى مكان تانى فى الدنيا كلها غير عندنا.
بس الأول عايزة اقولكم فانوس رمضان بيتعمل إزاى .. ودى بردو صنعة مصرية أصيلة .. اتنقلت مننا لدول كتير ؟
الفانوس بيمر بـ 5 مراحل لحد ما يوصل للشكل الجميل اللى احنا بنشوفه ..
الأول بيعملوا حاجة اسمها “الصندقة” اللى هى بيكسوا الازاز المتقطع بالصفيح حسب حجم وشكل الفانوس وكل جزء من دول بيسموه “مشتورة”.. وبعدين بتيجى مرحلة “التقفيص” يعنى تظبيط الازاز جوة إطار الصفيح .
المرحلة التالتة بقا اسمها “الكبس” أو “التجميع” وهى اللى بيعملوا فيها نقش الرسومات اللى هيفرغوها فى الصاج وبعدين يشبكوا الاجزاء فى بعضها وبكده يبتدى يظهر هيكل الفانوس يعنى القبة والقاعدة والجناب .
والمرحلة اللى قبل الأخيرة بقا اسمها “السمبكة” وفيها بيدقوا الرسومات بحاجة اسمها ” زُمبة” على الصفيح عشان يعملوا أشكال عليه زى جامع أو غيره .. وبعد كده يلحموا الفانوس ” بالكاوية” اللى هى شبه الشاكوش اللى بيحطوا فيها “الأزير” ودى مادة بيستخدموها فى اللحام بعد ما يسخنوها على النار .
وفى النهاية بيلونوا إزاز الفانوس بالألوان الطبيعية وبتترش تينر وورنيش عشان تستحمل وتعيش ودى بقا بيسموها “شبرونة”.
احفظوا معايا كدا مراحل عمل الفانوس تانى ” الصندقة ومشتورة والتقفيص والسمبكة وشبرونه”
نرجع بقا لحكايتنا النهاردة عن “تحت الربع” اللى صناعة فوانيس رمضان بدأت فيه فى القرن الـ 19 .. أيووة زى ما سمعتوا كده .
طيب المكان ده موجود فين بالظبط وليه اتسمى “تحت الربع” ؟
أنا اقولكم ..
“تحت الربع” مكانه فى الأزهر أول ما تروحوا عند شارع الغورية هتمشوا 500 متر لحد ما توصلوا لمنطقة “تحت الربع” الموجودة بنفس الإسم من ايام جوهر الصقلي واسمه جاى من ان السوق على شكل مربع ..
ومن الحوادث الشهيرة فى المكان ده … سنة 1221 م في عصر السلطان محمد بن قلاوون اتحرق المكان كله .. وفضل مهجور لحد ما وصل الظاهر بيبرس للحكم .. وبدأ تطوير المنطقة واتعمل سوق ضخم ومجمع سكنى وتجارى واتسمى على اسمه “الربع الظاهرى” .
طيب هو سوق “تحت الربع” مش موجود فيه غير فوانيس رمضان؟
لأ طبعا .. سوق “تحت الربع” طول عمره مشهور بالحرف والتجارة .. وكان بيتقال انه ملك أسواق القاهرة الفاطمية لانه من الأسواق الاساسية التي اعتمد عليها سكان القاهرة من مئات السنين .
والتجارة الأصيلة التي اشتهر بيها “تحت الربع” أنّه كان سوق للنحاسين .. وكمان موجود فيه سوق لتجارة المكسرات والأخشاب والأقمشة والمفروشات .. وكمان المسقط اللى هو (مخلفات الذبائح) والخيامية والخيش والرخام والمعادن ومستلزمات المصايف .
يعنى سوق هتلاقى فيه كل حاجة ممكن تحتاجها .. لكن هيفضل متميز ومشهور بأنه سوق لصناعة الصفيح اللى بيتصنع منه الفوانيس .
من الأخر كده وعلى رأى اللى قال “تحت الربع” هيفضل قلعة فوانيس رمضان وهيفضل يصنع لنا الفوانيس اللى بنزين بيها بيوتنا وشوارعنا كل سنة فى شهر رمضان.

زر الذهاب إلى الأعلى