ثقافة وابداع

«بغداد أرجوزة النشيج».. أحدث اصدرات مصطفى غريب

كتب : محمد حسن

صدر حديثًا عن دار النخبة العربية للنشر والطباعة والتوزيع، ديوان «بغداد أرجوزة النشيج» للأديب والشاعر العراقي مصطفى محمد غريب.

يقع الديوان في 122 صفحة من القطع المتوسط ويضم قصائد يرصد فيها الشاعر ما آلت له أوضاع وطنه العراق وقصائد رثاء وذكريات.

قصائد الديوان: (صومعة المدينة البحرية، سلام عادل، تباعد الرؤيا، حتمية إدراك الفكرة!، مسرح الحلم القادم، قلب الوجود، رغبة، سعاد خيري في ايار، نص- دهشة في التاريخ، الإدراك في التنويع، إسراف في الرؤيا، بغداد أرجوزة النشيج، مظفر النواب في رحلة الطواف، في الطواف الأخير، بغداد في عمق الجب، غبتُ مرارًا، التألق في الوجود، هلوسة التجريد، نص- التلاشي والخلق بين التفعيلة والحر، إشارات النصوص المنفصلة، خصلتان).

من قصائد «بغداد أرجوزة النشيج»
صومعة المدينة البحرية:

في الشارع القديم الملاصق للمحطة الشرقية

كانت قاطرة التهميش الصوري

تحملُ زرافات من مخلوقاتٍ نصف هلامية

ترسم كنيسةً قديمة على بحيرة تونافانا Tunevannet

ناقوسها الأحد والموتى

تُظهرها ظلال بناية قديمة الطراز

تقطنها حمامات المراقد..

وشرفات تطل على مناظر طبيعية تتلون بألوان الفصول

الابواب الخشبية عديدة لها مداخل اسطورية

الجدران تُظلل الساحة الخلفية بأشجار الصنوبر

والمزروعة بالتفاح القطبي

الدهشة في التشكيل

كما هي روايات الأسطورة تزور ذهني

يتوقف حدود الألم المتواصل بالبعاد غير الضروري وضروري بإلحاح مفرط،

قرب الصفصاف المتشابك بالشوحِ وبالصبارْ

نافذةٌ خضراء بلون العشب الشتوي أعيش عالم البصير الأعمى في الرؤيا.

من كوة صغيرةٍ تطل من صومعتي،

صومعتي التي تقوم في البناية القديمة تاريخها يعود للفايكنك*

القراصنة الذين حاربوا الطبيعة باللجوء اليها وإخضاعها للرغبات

قراصنة بحر الشمال الذين يرتدون جلود الدببة ويغطون الرؤوس بقرون غزال الرنة.

صومعتي تطل من مأوى يرتدي ثوباً من الاغصان قرب حديقة أشجار التفاح الخمسة..

في جانبها الشرقي مدينة السمك المالح، وحانة البحارة الحقيرة، وسكارى إدمان الغيبة

لم أكن يوماً فقهياً ولا مكتشفاً ولا عارفاً

بحياة البحار والخمور البيضاء والسمك السلمون

ميناء السفن المعطوبةْ..

آه يا ميناء العمر المملوء بسفن الإبحار

كيف لا أتذكر طرطوس واللاذقية البحر الذي كنت اغسل روحي كلما يشتد حزني وكآبتي

في ليل الامطار الدمشقية؟

آه يا عراقي المذبوح من الوريد إلى الوريد

عصافيرك الدوري

تختبئ هنا من الثلوج والامطار

من الافراد والاشرار

من المقولات في زمن الغبار

كيف يمكن ان أنسي أبو النوّاس وحانة الغاردينيا والسمك المسقوف؟!

زر الذهاب إلى الأعلى