يعتبر شهر رمضان من أهم أيام التواصل الإنساني في مملكة البحرين وتعميق وشائج القربى ومساعدة الفقراء والمساكين والأيتام، والتفرغ للطاعات وأداء العبادات في أجواء روحانية خاصة. ورغم ثورة المعلومات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، لا يزال البحرينيون يتمسكون بالعادات والتقاليد الأصيلة ومنها إقامة الإفطارات الجماعية سواء في المساجد أو البراحات والشوارع، وإشارات المرور قبيل آذان المغرب، إذ ينشط الكثيرون لا سيما الشباب في القيام بهذه المهمة.
وتزداد الزيارات بين الأقارب والجيران خلال الشهر الفضيل، وفيما تتعاون النساء في إعداد الوجبات الغذائية اللذيذة التي تميّز موائد رمضان، يفتح الرجال الدواوين لاستقبال الزوار من مختلف مناطق المملكة. ويحرص الأقارب على تناول وجبة الإفطار معاً، ومن ثم الذهاب لأداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد والعودة بعدها إلى المنازل للسمر وتبادل الأحاديث.
وتعتبر «الغبقة»، وتعني اللمة، من أبرز عادات رمضان في البحرين، وهي وجبة دسمة تقدم قرب وقت السحور، إذ يزور الرجال والنساء بيوت الأقارب والأصدقاء لتناول أشهى المأكولات، منها المحمر وهو أرز محلى بالسكر، والهريس، والثريد، والخنفروش، والكباب، والمحلبي، والفالودة، والطابي، إلى جانب الحلويات الشعبية. ومن الأطباق المحببة للبحرينيين في رمضان «المجبوس»، والذي يتصدر المشهد في المائدة الرمضانية، وهو طبق من الأرز، والتوابل، ويمكن طهيه باللحم البقري، أو لحم الغنم، أو الدجاج، أو الروبيان.
عادات
وتتميز الليالي الرمضانية بغناها بالعادات الشعبية الجميلة، منها «القرقاعون» والتي يخرج بها الأطفال ليلة 15 رمضان في مجموعات يحملون أكياساً وطبولاً، ويتجولون في الأحياء طلباً للقرقاعون، وهي عبارة عن مكسرات، وحلويات، وتين، مجفف، فيعطيهم أهل البيت المكسرات والحلويات ليعبروا عن شكرهم قائلين «عساكم من عواده لا تقطعون العادة». وينتظر البحرينيون مدفع الأفطار وهو موروث ثقافي قديم، وجزء تاريخي اعتمد عليه البحرينيون لمعرفة وقت الإفطار منذ زمن طويل، إذ بدأت شرطة البحرين استخدامه للإعلان عن موعد الإفطار في ثلاثينات القرن الماضي، فيما استخدمته في الإعلان عن المناسبات الدينية والأعياد، وأهمها قدوم الشهر الفضيل، وموعد الإمساك والإفطار، فيما يتم توزيع المدافع في جميع محافظات المملكة الأربع كل عام.