ذكر القرآن الكريم العديد من الشخصيات والأماكن، بعضهم وُردت أسماؤهم صراحة وبعضهم جاء ذكرهم إشارة ورمزا، ومنها بحيرة قارون نسبة إلى شخصية قارون، وذكرت دار الإفتاء، أن قصة قارون من القصص التي ذكرت في القرآن، لأخذ العبرة والاتعاظ من أحوال أقوام سبقونا.
وأوضحت دار الإفتاء، أن قارون كان من قوم سيدنا موسى عليه السلام، وقيل كان ابن عمه، وقد ضرب الله تعالى به المثل في عاقبة الجبارين المتكبرين، لأنه تكبرعلى قومه بعد أن أغناه الله وآتاه من الكنوز ما يثقل على الجمع من الرجال الأشداء الأقوياء حمل مفاتيح خزائنه، ولم يكترث لما منحه الله إياه من نعم.
قارون في القرآن الكريم
وذكر الله قارون في قوله تعالى: «إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ۞ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»، [القصص: 76-77].
ولفتت إلى أن قارون فتن جماعة من قومه، وغَرهم ما فيه من غنى وبذخٍ، مشيرة إلى أنه لما كانت قوة قارون اختبارًا من الله تعالى له ولغيره؛ فحين استمر في بغيه وتكبره وتفاخره بما لديه مما منحه الله إياه، جعله الله عبرة لقومه وللعالمين من بعدُ وجعل قصته تُروى في كل وقت وحين في القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُمِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ ۞ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص: 81-82].
وذكر أهالي محافظة الفيوم، أن قصر قارون يقع في الطرف الجنوبي الغربي لبحيرة قارون بمحافظة الفيوم، جنوب غربي مصر، يقال عنه إنه القصر الخاص بقارون الذي ذكر اسمه في القرآن وخسف الله به الأرض.
