صدر رد فعل من الكرملين، اليوم الأحد، على إعلان المستشار الألماني أولاف شولتس عزمه الاستمرار في محاولة العمل لأجل إنهاء الحرب ضد أوكرانيا في إطار محادثات مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اليوم الأحد بأنه ليس هناك خطط ملموسة حاليا لإجراء محادثة هاتفية أخرى بين شولتس وبوتين، ولكنه أكد بقوله: “بوتين يظل منفتحا لإجراء أية اتصالات”.
وأعلن المستشار الألماني في تصريحات لصحيفة “تاجس شبيجل” الألمانية في عددها الصادر اليوم الأحد: “سوف أتصل هاتفيا ببوتين من جديد أيضا- لأنه من الضروري التحدث مع بعضنا البعض”.
وتابع المستشار الألماني قائلا: “يعود الأمر لبوتين فيما يتعلق بسحب القوات من أوكرانيا وإنهاء هذه الحرب المروعة التي لا معنى لها والتي كلفت مئات الآلاف حياتهم”، وأشار إلى أن أعداد الضحايا المذكورة ربما تكون تقديرات فحسب.
وتابع شولتس أنه طالما أن روسيا ستواصل الحرب بعدوان لا هوادة فيه، فإن الوضع الحالي لن يتغير، وأضاف أنه صحيح أن المحادثات الهاتفية مع بوتين “لا تكون غير لائقة في لهجتها”، إلا أنه يتم التوضيح دائما أن رغبة (بوتين) في الإبقاء على أجزاء من دولة مجاورة له ليس مقبولا.
وتابع مستشار ألمانيا أنه أحيانا دارت المحادثات الهاتفية حول “قضايا ملموسة تتعلق بتبادل السجناء وصادرات الحبوب من أوكرانيا ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية”، وأكد شولتس: “من المهم بالنسبة لي أن تعود المحادثات دائما إلى تناول الموضوع الفعلي: كيف يخرج العالم من هذا الوضع المروع؟ الشرط لتحقيق ذلك واضح، وهو: انسحاب القوات الروسية”.
وفيما يتعلق بالمطالب الجديدة بتوريد مقاتلات لأوكرانيا، بعدما تعهدت ألمانيا بتسليمها دبابات ليوبارد، حذر شولتس من ” الدخول في حرب مزايدة مستمرة عندما يتعلق الأمر بأنظمة الأسلحة”.
وتابع المستشار الألماني قائلا: “يتعين على أي مستشار ألماني يتعامل مع اليمين الدستوري على محمل الجد، أن يبذل قصارى جهده لضمان ألا تتحول حرب روسيا ضد أوكرانيا إلى حرب بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)”، وأكد أنه هذا لن يحدث، وأنه “لن يسمح بمثل هذا التصعيد”. وأضاف أن هناك اتفاقا على هذا الأمر داخل الحكومة الاتحادية، وقال إن “وزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بيربوك) ترى ذلك أيضا”.
يذكر أن وزيرة الخارجية الألمانية أثارت ضجة بتصريحاتها يوم الثلاثاء الماضي في مجلس أوروبا بستراسبورج، ودعت للتكاتف بين الحلفاء الغربيين بالكلمات التالية: “إننا نخوض حربا ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض”. ولكن وزارة الخارجية الألمانية أكدت أن بيربوك لم تقصد بذلك مشاركة ألمانيا أو حلفائها في الحرب.