منوعات وسوشيال

مالك تويتر ينبهر بالحضارة المصرية.. تعرف علي أسرار “معبد دندرة”

كتب _ محمد فتحي

 كشف إيلون ماسك مالك تويتر ومؤسس شركتي سبيس إكس وتسلا عن إعجابه بحضارة مصر القديمة، بعدما علق على مقطع فيديو لمعبد دندرة بالأقصر، والذى نشرته إحدي صفحات تويتر التى تحمل اسم “غريب ومريب” أو Weird and Terrifying، حيث قال ” مصر القديمة كانت متوهجة،  وألحق التغريدة بصورة (إيموجي) للنار. وقد نشر حساب تويتر مقطع فيديو لمعبد دندرة  من الداخل ويظهر في الفيديو ممر داخل معبد دندرة به عدد من درجات السلالم المصرية القديمة وهو ما يسمى بالسرداب داخل المعبد ويعود إلى 2000 عام، وعلق الكثيرون على تلك التغريدة من جميع أنحاء العالم على هذا الفيديو، فيما حظى المنشور أيضا بإعجابات المصريين الذين قدموا مزيد من المعلومات عن المعبد في التعليقات.

تستعرض« بوابة  مصر الآن» خلال السطور التالية تفاصيل تاريخية لا يعرفها الكثيرين عن معبد دندرة بقنا .
معبد دندرة بقنا  يظل معبد “دندرة” الواقع علي بُعد 2,5 كم شرق مدينة قنا هو الأفضل حالا ضمن مجموعة أثرية قديمة تحوى معبد “حتحور” وكنيسة قبطية وبحيرة مقدسة وبقايا لمعبد إيزيس وبقايا مباني رومانية.
موقع المعبد
يقع معبد دندرة على بعد 2.5 شرق مدينة قنا بقرية تحمل اسم المعبد وكانت معروفة قديما بـ” تنترة” وأطلق عليها اليونانيون “تنتيرس” وموقعها مليء بمقابر تعود إلى عصر الأسرات الأولى حيث كانت عاصمة الإقليم السادس في مصر وأشهر هذه المجموعة هو معبد حتحور المحاط بسور عظيم من الطوب اللبن على مساحة 280 متر .
تاريخ المعبد
يعود تاريخ المعبد للعصر البطلمي فقد بناه بطليموس الثالث وظلت عمليات البناء متواصلة من تجديدات وغيرها حتى عصر الإمبراطور الروماني أغسطس واستمر العمل من عام 54 إلى 20 ق م وبُني فوق معابد سابقة عليه بعضها يعود تاريخه إلى الدولة القديمة وأخرى شيدها تحتمس الثالث ورمسيس الثاني والثالث وقد عثر على اسم بطليموس الثاني عشر في الجزء الخلفي من المعبد وهو جزء بني في العصر البطلمي وكان أكثر العمل في عهد كليوباترا السابعة والتي حكمت مصر لمدة 21 عاما.
ويعرف معبد دندرة لدى علماء الآثار بمعبد الإلهة “حتحور” إلهة الحب والجمال والأمومة عند قدماء المصريين وزوجة الإله “حورس” إله معبد إدفو حيث تم بناء المعبد لعبادتها وقد اتخذ تمثال الإلهة حتحور شكل رأس بقرة جميلة أو تحمل قرون بقرة على الرأس.
واجهة المعبد
واجهة المعبد عرضها 35 مترا وارتفاعها 12.5م وبها 6 أعمدة ذات رؤوس حتحورية على شكل “شخشخيات موسيقية” وداخل المعبد تجد دهليزا به 18عامودا على شكل شخشيخة ويلاحظ تلاعب الضوء والظلال على الأعمدة في الدهليز وعلى الجانب الأيسر من الجدار الأمامي نحتا يظهر الإمبراطور مرتديا تاج مصر الدنيا وهو يغادر القصر لإتمام مراسم تتويجه بالمعبد ويظهر الآلهة حورس وجحوتي ثم تقوم عدة أرباب بتتويجه.
إلى حتحور.
سقف المعبد
سقف المعبد مزين بمناظر فلكية تشتمل على ربة السماء نوت وعلامات للبروج ومن وراء الدهليز قاعة عواميد صغيرة بصفين من ثلاثة أعمدة تُسمى قاعة المناظر وقواعد العواميد مصنوعة من الجرانيت بينما أساطينها أو منتصفها وتيجانها مصنوعة من الحجر الرملي في السقف أيضا فتحت مجموعة صُروف مُعدة لتوجيه مياه الأمطار إلى فتحات تصريف وأسفل كل فتحة مباشرة عامود رأسي من النصوص السحرية ينساب عليه الماء وتشكل مناظر رائعة لمجموعة دندرة.
جدران المعبد
المناظر على الجدران في النصف الأيمن من القاعة تُقرأ في عكس اتجاه عقارب الساعة من المدخل إلى الباب الخلفي ومثل تلك التي في الدهليز تحكي قصة إرساء الأسس والبناء وتكريس المعبد لحتحور أما المناظر في النصف الأيسر من القاعة تُقرأ في اتجاه عقارب الساعة من المدخل وتظهر الملك وهو يقدم المعبد إلى حتحور وحورس حول قاعة العواميد تقع 6 غرف صغيرة ومن ورائها حجرتين أماميتين تقف الواحدة منهما وراء الأخرى إحداهما تسمى قاعة القرابين وكانت تُغلق بباب هائل ذي ضلفتين من الخشب والمعدن وعلى جانبي الغرفة الأمامية الأولى سلالم تصعد بك إلى سقف المعبد والغرفة الأمامية الثانية قاعة تسمي “التاسوع الإلهي” محاطة بسلسلة من الغرف الصغيرة التي كانت بها ثياب وزينة الآلهة. الغرفة الأولى على اليسار تسمى غرفة “الكتان” حيث يحفظ فيها القماش والكتان الذي كان يأتي من الوجه البحري أما تلك التي على اليمين فهي “الكنز” وبالمشي إلى الكنز نتجه إلى فناء صغير في ظهره سلم يصعد إلى دار العبادة الطاهرة المعروفة بـ “واعبت” وكانت تُؤدى المراسم التي تضم حتحور والإله الشمسي في عيد ميلادها وفى رأس السنة الجديدة يقدم الكهنة القرابين في الفناء الصغير وهؤلاء يظهرون على جدرانها بتفاصيل رائعة.
السلالم
السلالم على الجانب الأيسر تأخذك مباشرة إلى السقف أما تلك التي على اليمين فتأخذك بصورة حلزونية إلى أعلى وهى نفس السلالم التي استخدمها الكهنة القدامى في عيد السنة الجديدة وجدران السلالم مزينة بمناظر للمواكب الكهنوتية صاعدين على السلالم حاملين تماثيل حتحور للاحتفالات فوق السقف أو نازلين بعد إتمام المراسم وسقف المعبد مبني على عدة مستويات تعتمد على ارتفاع الغرفة الواقعة أسفله.
المراسم المراسم كانت تتضمن مواكب آلهة من مصر العليا على اليسار، ومصر الدنيا على اليمين وفي الغرفة الأمامية الثانية تقع إحدى عشرة غرفة أخرى حول محيطها وفي المركز يستقر الهيكل حيث الكرسي العظيم الذي كانت تحفظ فيه مراكب حتحور وحورس و”حرسوم توس” ابن حتحور وحورس وإيزيس وهذا هو الجزء الأقدس من المعبد والمعروف بـ “قدس الأقداس”ولا يحق لأحد الوصول إليه سوى الملك والكاهن الأعظم وفي أيام قليلة فقط من كل عام.
الأوجه الخارجية من جدران المعبد يظهر عليها الملك وهو يضع خطة المعبد ويضع أحجارة الأولى ويكرسه لحتحور وعلى الجدار الخلفي تقف كليوباترا وابنها في منظرين أمام حتحور وأرباب أخرى وخلف المعبد يوجد مبنى صغير لـ”إيزيس” بُني من قطع أخذها الإمبراطور أغسطس من مباني سابقةً كانت في الموقع وإلى الجوار بحيرة مقدسة بها أشجار.
بيت ولادة روماني  وأمام معبد حتحور يقع بيت ولادة روماني كبير يسار الباب الرئيسي في الجدار المحيط، وقد بُني في عهد أغسطس وزُيّن في عهد “تراجان وهادريان”

وكان مكرسا لـ “حر سوم توس” تصور المناظرُ بالداخل ميلاد “حر سوم توس” وتظهر صوراً للإله “بِس” الذي له شكل قزم ورأس أسد وله علاقة بالزواج والولادة وبجانب بيت الولادة الروماني نجد بقايا كنيسة قبطية ترجع إلى القرن الميلادي الخامس ويُعتقد أنه كان هناك خمسون ألف راهب يأتون سنويا للاحتفال بعيد الفِصح هناك وبين الكنيسة ومعبد حتحور يقع بيت ولادة آخر بدأ البناء فيه في عهد “نيكتانيبو” الأول من الأسرة الثلاثين وحظي بإضافات طوال العصر البطلمي على جدرانه تصور المناظر ميلاد “حر سوم توس”وفي أماكن أخرى في سور معبد حتحور تقع بقايا مبانٍ رومانية أخرى من الطوب وآثار المدينة القديمة .






زر الذهاب إلى الأعلى