د. سوزان القلينى تكتب: علامات استفهام؟!!
الدرس الأول الذي يتلقاه الطلاب في كليات الإعلام أن ألف باء الإعلام هو الالتزام بكل تفاصيله. في الوقت، المظهر، الأداء، اختيار الكلمات والألفاظ والأهم احترام خصوصية الأفراد والمجتمعات. وقد تعلمنا أنه لا إعلام من دون رسالة ولا رسالة من دون هدف.
ومن هذا المنطلق يُثار في ذهني علامات استفهام كثيرة ومتعددة، ماهي الرسالة التي تقدمها المذيعة على إحدى القنوات غير المصرية التي تثير جدلاً هذه الأيام؟ وما هو الهدف من وراء المضمون الذي تقدمه والذي لا ينطبق عليه وصف رسالة من قريب أو من بعيد؟
لقد أثار فضولي البحثي القيام بتحليل محتوي لهذا الشيء الذي لم أجد له مسمي في دراسات الإعلام سواء على مستوي الشكل أو المضمون، وقد هالني ما رأيت من شكل ارتجالي تستخدم فيه المذيعة الكثير من لغة الجسد التي تعطي بها من الإيحاءات ما يثير الاشمئزاز وأيضاً الغرائز لدي ضعاف النفوس من جمهور الرجال الذي تخاطبه بشكل مباشر، وإن كان الكلام المرتجل موجه للمرأة! ناهيك عن الملابس التي لا تتوافق مهنياً ولكنها مكمّلة للإيحاءات المثيرة بشكل ضمني.
كما أن الشكل الفني الذي يُقدم به البرنامج لا علاقة له بالأشكال التليفزيونية المعروفة أو حتى المستحدثة، لا هو حوار ولا حديث مباشر ولا أي شيء! إنما يقع تحت إطار ما يسمي بالهزلية، وإذا بحثنا عما يقدم من محتوي لا يستطيع المتلقي أن يتبين إذا كان هذا الكلام المرسل والكلمات الوصفية الإيحائية التي تنصح بها السيدات والفتيات هل هي من بنات أفكار تلك المذيعة؟ والذي يبدو أنها تتخيله وتطبقه في عالم خيالها أو أحلامها، أو إنه من كلام معد لا يمكن أن يكون قد مر على باب جامعة أو حتى بجانب مدرسة ثانوي! أو أنه يضرب بكل المعايير الأخلاقية والمهنية عرض الحائط ليحقق له وللمذيعة ما يسمي (ترند عالي).
بحثت كثيراً عن الهدف من وراء الكلام العجيب ولم يتبين لي سوي أنه إهانة للمرأة المصرية والتقليل من شأنها هو الهدف المختبئ وراء النعومة المصطنعة وحركات إثارة الرجال! ويبدو أن تدمير الأسرة المصرية بالتقليل من شأن العمود الرئيس لها وهي المرأة هو المستهدف، ولكنه هدف أكبر من قدرات وتصورات وفهم المذيعة التي يجب أن تُعاد إلى صفوف الفرقة الأولي بكلية الإعلام حتى تتعلم وتعرف ما معني الإعلام.
إن هذا الشيء لا يمت للإعلام بصلة إنما ينطبق عليه مقولة (إذا لم تستح فافعل ما شئت)