ثقافة وابداع

الأم رمز العطاء في “حكاية الجمعة” للدكتورة سوزان القليني

كتبت - حوراء صالح

نقدم لكم اليوم قصة مؤثرة من قلب “حكاية الجمعة”، التي نشرتها الدكتورة سوزان القليني، استاذ الإعلام، على صفحتها في الفيسبوك بمناسبة شهر مارس، شهر المرأة. قصة تعكس صورة الأم كمثال أعلى للعطاء اللامحدود، والتي لطالما كانت موضوعًا متجددًا في الأدب والحكايات الشعبية.

في قديم الزمان، كان هناك شجرة تفاح ضخمة، وكان هناك طفل صغير يلعب حول هذه الشجرة كل يوم. كان يتسلق أغصان الشجرة ويأكل من ثمارها ثم يغفو قليلا لينام في ظلها. كان يحب الشجرة وكانت الشجرة تحب أن تلعب معه.

مر الزمان، وكبر الطفل وأصبح لا يلعب حول الشجرة كل يوم. في يوم من الأيام، عاد الصبي وكان حزينا. فقالت له الشجرة: تعال والعب معي. فأجابها الولد: لم أعد صغيرا لألعب حولك، أنا أريد بعض اللعب وأحتاج بعض النقود لشرائها. فأجابته الشجرة: أنا لا يوجد معي نقود، ولكن يمكنك أن تأخذ كل التفاح الذي لدي لتبيعه ثم تحصل على النقود التي تريدها.

كان الولد سعيدا للغاية، فتسلق الشجرة وجمع كل ثمار التفاح التي عليها وغادر سعيدا. لم يعد الولد بعدها، فأصبحت الشجرة حزينة.

وذات يوم، عاد الولد ولكنه أصبح رجلا. كانت الشجرة في منتهى السعادة لعودته وقالت له: تعال والعب معي. ولكنه أجابها: لا يوجد وقت لدي للعب، فقد أصبحت رجلا مسؤولا عن عائلة ونحتاج لبيت يأوينا، هل يمكنك مساعدتي؟ عذرت الشجرة فقالت: آسفة فأنا ليس عندي بيت ولكن يمكنك أن تأخذ جميع أغصاني لتبني بها بيتا لك.

أخذ الرجل كل الأغصان وغادر وهو سعيد. كانت الشجرة مسرورة لرؤيته سعيدا ولكن الرجل لم يعد إليها، فأصبحت الشجرة وحيدة وحزينة مرة أخرى. وفي يوم حار من أيام الصيف، عاد الرجل مرة أخرى. وكانت الشجرة في منتهى السعادة. قالت له الشجرة: تعال والعب معي. فقال لها الرجل إنه قد تقدم في السن ويريد أن يبحر إلى أي مكان ليرتاح. فأجابته الشجرة: خذ جذعي لبناء مركب وبعدها يمكنك أن تبحر به بعيدا وتكون سعيدا.

فقطع الرجل جذع الشجرة وصنع مركبا، فسافر مبحرا ولم يعد لمدة طويلة. أخيرا عاد الرجل بعد غياب طويل ولكن الشجرة قالت له: آسفة يا بني، لم يعد عندي أي شيء أعطيه لك. وقالت له وهي تبكي: كل ما تبقى لدي جذور ميتة. فأجابها: كل ما أحتاجه الآن هو مكان لأستريح فيه، فأنا متعب بعد كل هذه السنين.

أجابته: جذور الشجرة العجوز هي أنسب مكان لك للراحة. تعال… تعال واجلس معي لتستريح.

جلس الرجل إليها…. كانت الشجرة سعيدة، تبسمت والدموع تملأ عينيها.

العبرة: هل تعرف من هي هذه الشجرة؟ إنها الأم، أعظم مخلوقات الله على الأرض، العطاء الذي لا يتوقف حتى آخر يوم في العمر. بارك الله في أمهاتنا وجزاهن الله عنا خير الجزاء ورحم الله من رحلن منهن وجعل عطاءهن في ميزان حسناتهن.

———————-
هذا المحتوى تم بمعرفة وحدة الذكاء الإصطناعي

زر الذهاب إلى الأعلى