*أغنيـة الحـريـة **أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما ، إلا إنهم ـ فى البيت ـ يصــرون على أن يجيئـــوا لى ـ هُم ـ بكســوة الشتاء والصيف و … العيـد ! **ويختاروا لى لـون حـذائى ، وساعات نـومى هـم أيضا من يحـددونها ، وكذلك الأشخاص المسموح لى بمصاحبتهم والجلوس معهم !*
*حتى العروس التى سأزف عليها يــوم الخميس ، هــم أيضـا الذين إختـاروهـا واختاروا لى ـ أيضا ـ معها العفش والفرش و… الحُلي ! *
**** *
*ـ هيا … هيا … قُم … قُم … لا داعى للسهر الليلة … نريدك أن ترفــــع رأسنا غـــدا يا أمـيــر .*
*هكذا أشــار علىّ أحـدهـم ، وهـو يدس فى يــــدى قطعـة من الورق على شكل مثلث قائلا …. *
*ـ حجاب يحميك ويمنع عنك الحسد … اربطه فى ذراعك .*
*وعلى الـرغـم من أنـنـى لـم أنـــم إلا فى الثـلـث الأخـيــــر من اللـيـل ، إلا أننى استيقظت مبكرا ، وفى رأسى أشياء كثيره تـدور .*
*نـزعـت من النتيجــة ورقـــــة الأربعاء ، وابتسمت وأخرجت بسخريــة لسانى للخميس . *
**** *
*كانت السيارة المزدانة بالـورود والبالونات تنتظر فى الخـارج … دلفــــوا إلى حجرتى ، يتقدمهم كبير البيت … كنت لم أدخل فى ثياب العرس بعد … *
*ـ هيا …. هيا … هيا ياعريس … اليوم يومك .*
*ـ أجل اليوم يومى . *
*هكـذا هتفت ، وأمـــام الجميـع أعلنت تـمردى وعصيانى وأمليت عليهم ، قبـل أن أدخـل فى ثياب العـرس شـروطى .*
*عـقــدت المفاجأة ألسنتهم ، وأقبـل بعضهم على بعض يتشاورون … قال كبير البيت … *
*ـ ألم أقل لكم … إنه ولد عاق !*
*وجــرى بعصبيـة نحــــو الباب … أمسك المقبض بيــد وبالأخــرى أشــار إلى الخــارج … *
*ـ إلقــوا بـه وإلا …. !*
*وقـبـل أن يكـمـل تهـديـده كنت مثـــل الجــوال ملقيــا بى فى قارعة الطريق !*
*( هامش ) *
*على الرغم مـن أن القذف بى ، وإلقائى على الأرض قد آلمنى ، إلا أننى أحس أننى أريــد أن أقبض على الهـواء … أحتـويـه بين ذراعي ، وأطـيـر وأرفرف أسابـق ذلك العصفــــور الطليــق ، وأنا أتنفـس وأرقـص وأغنى بصوت عــال أغنيــة الحريـــة .*