المرأة والأسرةمنوعات وسوشيال

اختراق طبي غير مسبوق.. تحويل كلية من فصيلة A إلى O

0:00

في خطوة تاريخية، تمكن فريق من العلماء من تحقيق اختراق طبي غير مسبوق بتحويل كلية بشرية من فصيلة A إلى فصيلة الدم O، مما يجعلها صالحة للزراعة لأي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه.
يمثل هذا الإنجاز طفرة كبيرة في مجال زراعة الأعضاء، ويعد أملاً حقيقياً لملايين المرضى حول العالم، خاصة مرضى الفصيلة O الذين غالباً ما يواجهون أطول قوائم الانتظار للحصول على كلية مناسبة.
أزمة نقص الأعضاء وفصائل الدم
تعتبر مطابقة فصائل الدم واحدة من أكبر التحديات في عمليات زراعة الأعضاء. المستضدات الموجودة على سطح خلايا الدم والأنسجة تحدد الفصيلة، وإذا تلقى المريض كلية بفصيلة غير متوافقة، يهاجم جهازه المناعي العضو الجديد، مما يؤدي إلى رفضه بسرعة. المرضى من الفصيلة O هم الأكثر تضرراً، لأنهم لا يستطيعون قبول كلى من الفصائل A أو B أو AB، وهو ما يزيد من طول قائمة الانتظار وصعوبة الحصول على عضو مناسب. في الولايات المتحدة وحدها، هناك أكثر من 90 ألف شخص على قائمة انتظار زراعة الكلى، نصفهم تقريباً من الفصيلة O، ما يجعل الابتكار الجديد بالغ الأهمية ، وفقاً لمجلة” nature.”
التجربة الأولى: كلية عالمية مؤقتة
في أول تجربة بشرية من نوعها، تم استخدام كلية من الفصيلة A، وتم تعديلها لتصبح من الفصيلة O باستخدام إنزيمات خاصة قادرة على إزالة المستضدات الموجودة على سطح خلايا الكلية.
بعد الزراعة في مريض دماغه ميت، عملت الكلية بشكل طبيعي لمدة يومين دون أي علامات رفض. إلا أنه بعد اليوم الثالث بدأت بعض مستضدات الفصيلة A بالظهور مجدداً، وبدأ جهاز المناعة في مهاجمة العضو، مما يشير إلى أن التقنية ما زالت بحاجة إلى تطوير لضمان نجاح طويل الأمد.

التقنية وراء الاختراق
يعتمد العلماء على إنزيمات قادرة على إزالة مستضدات الفصيلة A من الكلية، بحيث يظهر العضو للمتلقي وكأنه من الفصيلة O. العملية تتم خارج الجسم في ظروف باردة للحفاظ على سلامة العضو، وتستغرق عدة ساعات فقط. الفريق البحثي أوضح أن هذه خطوة أولى نحو إنشاء أعضاء مانحة شاملة يمكن استخدامها عالمياً.
أهمية هذا الابتكار
هذا الابتكار الطبي يحمل أهمية كبيرة، فهو قد يسرّع عمليات زراعة الكلى بشكل ملحوظ، إذ يمكن للمرضى من الفصيلة O الحصول على كلية دون الحاجة للانتظار الطويل الذي يواجهونه عادة. كما يتيح زيادة عدد المتلقين المحتملين، إذ يمكن لكل كلية واحدة أن تنقذ حياة أي مريض بغض النظر عن فصيلة دمه. بالإضافة إلى ذلك، يسهم هذا الإنجاز في تقليل المضاعفات الصحية، حيث لن يحتاج المرضى إلى علاجات قوية لتجنب رفض العضو، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالزراعة ويحسّن جودة حياة المتلقين.
تطبيقات مستقبلية
يخطط الباحثون لتوسيع التجارب لتشمل مرضى أحياء، وضمان نجاح العملية على المدى الطويل. كما يتم دراسة إمكانية تطبيق التقنية على أعضاء أخرى مثل الكبد والرئة والقلب، ما قد يحدث ثورة حقيقية في مجال زراعة الأعضاء عالمياً.
تحويل كلية من الفصيلة A إلى الفصيلة O يمثل طفرة هائلة في الطب الحديث، حيث يجعل العضو صالحاً للزراعة لأي مريض دون التقيد بفصائل الدم. على الرغم من أن التجربة لا تزال في مراحلها المبكرة، فإنها تفتح آفاقاً جديدة وتقدم أملاً حقيقياً لملايين المرضى المنتظرين، وخاصة مرضى الفصيلة O الذين كانوا يواجهون أطول أوقات الانتظار في التاريخ الطبي

زر الذهاب إلى الأعلى