في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.. دعوة عربية متجددة لحماية الطفولة وإنهاء الاستغلال
كتب: حازم عبده

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، الذي يوافق الثاني عشر من يونيو من كل عام، أصدرت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربية، والمجلس العربي للطفولة والتنمية بيانًا مشتركًا، شددت فيه على أهمية توحيد الجهود العربية والدولية من أجل القضاء على ظاهرة عمل الأطفال بجميع أشكالها، وتجديد الالتزام الإقليمي بمكافحة كل ما ينتهك حقوق الطفولة.
وجاء في البيان أن الهدف العالمي المتمثل في القضاء التام على عمل الأطفال بحلول عام 2025 لا يزال بعيد المنال، في ظل الأزمات العالمية المتتالية التي أثرت سلبًا على الأطفال في مختلف أنحاء العالم، ومن أبرزها جائحة كوفيد-19، وتغير المناخ، والحروب، والتقدم التكنولوجي السريع، إضافة إلى التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية.
وأشار البيان إلى آخر التقديرات الصادرة عام 2021، والتي كشفت أن عدد الأطفال العاملين في العالم بلغ 160 مليون طفل، من بينهم 63 مليون فتاة و97 مليون فتى، ما يشكل تحديًا حقيقيًا أمام تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
ورغم التحديات الكبيرة، أعربت الجهات الثلاث الموقعة على البيان عن تفاؤلها بأن يشكل العام الجاري محطة جديدة على طريق الحماية، من خلال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، التي ستُعقد في نوفمبر المقبل بدولة قطر، والمتوقع أن تسلط الضوء على توفير العمل اللائق ومكافحة الفقر، باعتباره السبب الجذري لعمل الأطفال.
ومن المنتظر أن تُرفع نتائج هذه القمة إلى المؤتمر العالمي السادس للقضاء على تشغيل الأطفال، المزمع عقده في المغرب عام 2026، في خطوة تستهدف تعزيز التعاون بين الجهود الوطنية والإقليمية والدولية.
وأكد البيان التزام الأطراف الثلاثة بمواصلة العمل المشترك ونشر الوعي والدعوة إلى سياسات حماية اجتماعية متكاملة تُعدّ أساسًا لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مستقبل آمن للأطفال.
وذكّر البيان بإطلاق دراسة “عمل الأطفال في الدول العربية” عام 2019، والتي كانت خطوة مهمة لفهم أبعاد الظاهرة ووضع الحلول لها، كما أُعلن في البيان عن تنظيم مؤتمر عربي جديد هذا العام تحت عنوان “عمل الأطفال وسياسات الحماية الاجتماعية”، ليكون منصة حوار وتخطيط لمستقبل أكثر أمانًا للأطفال.
وفي سياق متصل، لم يغفل البيان الإشارة إلى المأساة الإنسانية التي يعيشها أطفال غزة، مؤكدًا أن الحديث عن حقوق الطفل لا يكتمل في ظل ما يعانيه أطفال فلسطين من انتهاكات صارخة، حيث تشير الإحصائيات الأخيرة إلى استشهاد نحو 18 ألف طفل، وحرمان الآلاف من أبسط حقوقهم في الحياة والتعليم والرعاية.
وحمل البيان المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيًا إلى تحرك فوري لحماية الأطفال من العنف والاستغلال، ووقف نزيف الطفولة الذي يتواصل تحت سمع وبصر العالم.
وفي ختام البيان، ناشدت الجهات الثلاث جميع الأطراف الحكومية والمجتمعية والدولية إلى العمل الجاد لحماية الأطفال من الاستغلال، وضمان حقوقهم في التعليم والرعاية والكرامة، مؤكدة أن إنهاء عمل الأطفال ليس خيارًا، بل التزام إنساني وأخلاقي، يجب أن يكون في صدارة أولويات السياسات والتشريعات في كل مكان.