أخبار المحروسة

محمد أبو عقيل: زيارة تاريخية في العريش..السيسي وماكرون يتضامنان مع الشعب الفلسطيني في محنة غزة

0:00

في لحظة إنسانية مشحونة بالعواطف، أشاد محمد أبو عقيل، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “أيادي مصرية”، بالزيارة المبدعة والتاريخية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدينة العريش، برفقة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
تلك الزيارة التي تأتي في قلب الأزمة الفلسطينية، تمثل تعبيراً قوياً عن التضامن بين مصر وفرنسا في دعم الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.

وبينما كانت العريش شاهدة على هذا اللقاء الاستثنائي بين قادتين من دولتين عريقتين في تاريخ السياسة العالمية، فقد أكد أبو عقيل أن هذه الزيارة هي أكثر من مجرد إجراء دبلوماسي، إنها رسالة واضحة وصارمة من فرنسا نحو دعم مصر في جهودها الحثيثة في استقبال ورعاية المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الذين فروا من جحيم الحرب في غزة.

وتجسد الزيارة الواقعية الحية التي شهدتها مستشفى العريش لحظة لقاء الرئيسين مع الجرحى الفلسطينيين، لاسيما النساء والأطفال، في إطار جولة شملت العديد من المرافق الطبية الإنسانية. لم يكن اللقاء عابراً، بل كان مشهداً مؤثراً من التضامن الإنساني، حيث تبادل الرئيسان النظرات والتعابير التي تنم عن رغبة حقيقية في تقديم المساعدة للمصابين والتخفيف من آلامهم. ولعل المشهد الأكثر تأثراً كان عندما قام الرئيسان بتفقد مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري، الذي يستقبل المساعدات الإنسانية القادمة من كافة أنحاء العالم، ساعياً إلى الوصول بفعل إنساني يتسم بالعجلة والضرورية إلى القطاع المحاصر.

ومن خلال هذا المشهد الرائع، أشار أبو عقيل إلى أرقام مدهشة تعكس حجم الجهود المصرية، حيث استقبلت مصر نحو 107 آلاف فلسطيني، وقد خضعوا للفحوصات الطبية اللازمة، بينما تم تطعيم 27 ألف طفل فلسطيني. هذا بالإضافة إلى استقبال المستشفيات المصرية لأكثر من 8 آلاف مصاب، إلى جانب 16 ألف مرافق. كما تم إجراء أكثر من 5 آلاف عملية جراحية في 300 مستشفى موزعة على 26 محافظة مصرية، في مسعى من الدولة لتوفير حياة جديدة للمصابين بعيدة عن أنين الحروب.

ولم تتوقف الجهود المصرية عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تخصيص 150 سيارة إسعاف في شمال سيناء، مزودة بأكثر من 750 مسعفاً وسائقاً، لتسهيل عملية نقل المصابين من معبر رفح إلى المستشفيات المصرية، في تأكيد على حجم الالتزام الذي تقدمه الدولة في هذه الأزمة الإنسانية الطارئة.

وفي حديثه، أضاف أبو عقيل أن تكلفة الخدمات الطبية التي قدمتها مصر تجاوزت 578 مليون دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى مليار دولار، حيث تتحمل الدولة نفقات الإعاشة والإقامة، في وقت لا تتجاوز فيه المساعدات العينية التي تلقتها مصر من الدول 10% من إجمالي التكلفة.

وفي إطار الدعم المصري الدائم لأشقائها الفلسطينيين، شدد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت، قيادة وشعبًا، في دعم القضية الفلسطينية، وأكد على أهمية التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة. وأوضح أن الدولة المصرية تعمل بتنسيق مستمر مع القوى الدولية لتأمين المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع وحمايتهم من تبعات العدوان.

وفي ذات السياق، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اللقاء، على أهمية إدانة كافة أشكال العدوان الإسرائيلي، وضرورة الحفاظ على حياة المدنيين، مشدداً على رفضه القاطع لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مبرزًا التزام بلاده الكامل في تقديم الدعم الإنساني العاجل والمساعدة في مجال الرعاية الطبية للجرحى الفلسطينيين.

وأكد أبو عقيل أن هذه الزيارة، التي جمعت بين اثنين من أبرز القادة في العالم، تبعث برسالة أمل وتضامن لا لبس فيها: أن الإنسانية تتغلب على كل خلاف، وأن صوت العدل والسلام سيظل يصدح في وجه الظلم، مهما كان الثمن.

زر الذهاب إلى الأعلى