إيهاب مصلح أبوعقيل: العريش تشهد لحظة تاريخية..السيسي وماكرون يتضامنان مع الفلسطينيين
كتب: محمد شاهين

في قلب العريش، حيث التقت السماء بالأرض، وتجاوزت حدود الجغرافيا حدود الإنسانية، أشاد السياسي إيهاب مصلح أبو عقيل بالزيارة المزدوجة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مشهد تاريخي عابر للحدود والتوجهات السياسية، حيث كانت الزيارة الرسمية التي تجمع بين الزعيمين بمثابة رسالة إنسانية عميقة، تبرهن على أن التضامن بين مصر وفرنسا هو أكثر من مجرد موقف سياسي؛ بل هو تعبير عن التزام حقيقي في مواجهة محنة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وأوضح أبو عقيل أن هذه الزيارة تمثل تأكيداً صارماً من الحكومة الفرنسية على دعمها لمصر في جهودها المستمرة لاستقبال ورعاية المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين أرهقهم العدوان الغاشم على غزة. ومن أبرز محطات الزيارة كانت جولة الرئيسين في مستشفى العريش، حيث التقيا بعدد من الجرحى الفلسطينيين، وتفقدا مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري، الذي يمثل نقطة وصل بين مساعدات العالم المتوجهة إلى غزة والاحتياجات الإنسانية التي تتزايد يوماً بعد يوم.
وأضاف أبو عقيل أن الأرقام التي رافقت هذا التحرك المصري تؤكد على حجم الجهود التي بذلتها الدولة، حيث استقبلت مصر أكثر من 107 ألف فلسطيني، وأجرت الفحوصات الطبية اللازمة لهم، بالإضافة إلى تطعيم 27 ألف طفل فلسطيني ضد الأمراض. كما استقبلت المستشفيات المصرية أكثر من 8 آلاف مصاب فلسطيني من مختلف الأعمار، في وقت واحد، وتم إجراء أكثر من 5,160 عملية جراحية في 300 مستشفى مصرية منتشرة في 26 محافظة. لم يكن هذا الدعم الطبي ليتحقق دون تنظيم دقيق وجهود ضخمة شملت تجهيز 150 سيارة إسعاف في شمال سيناء بمشاركة 750 مسعفاً وسائقاً.
وفيما يتعلق بتكاليف هذه الخدمات الإنسانية، أكد أبو عقيل أن مصر تكبدت نحو 578 مليون دولار لتقديم الدعم الطبي اللازم، ومن المتوقع أن تتجاوز هذه التكاليف مليار دولار، خاصةً في ظل تحمل الدولة نفقات الإعاشة والإقامة للمصابين وذويهم. هذا بالإضافة إلى تكريس 38 ألف طبيب و25 ألف ممرض من مختلف التخصصات لخدمة المرضى الفلسطينيين.
ولم يغفل أبو عقيل الإشارة إلى موقف مصر الثابت والراسخ في دعم فلسطين، فقد أكد الرئيس السيسي خلال الزيارة على أن مصر، قيادةً وشعبًا، تبذل جهودًا حثيثة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وكذلك السعي الدائم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، في خطوة أساسية لحماية أرواح الأبرياء. وأضاف أن الرئيس السيسي قد وجه الشكر للرئيس الفرنسي لماكرون على دعم بلاده المتواصل في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للجرحى الفلسطينيين.
وفي الختام، أكد الزعيمان على ضرورة الإسراع في تنفيذ المساعدات الإنسانية، مؤكدين رفضهما القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، معتبرين أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة يجب أن تكون على رأس الأولويات في هذه الفترة العصيبة.
وأكد إيهاب مصلح : تظل زيارة العريش هذه لحظة فارقة في تاريخ التضامن الدولي، حيث أثبتت أن الساسة لا يقتصر دورهم على اتخاذ القرارات، بل على تفعيلها من خلال أفعال تؤكد قيم الإنسانية والتضامن.