حوادث وقضايا

رصاصة في الرأس بسبب الدواجن.. كيف قُتل «بائع الغلابة» في بنها؟ (نص التحقيقات)

كتب: محمد شاهين

0:00

لم يكن عربي العشماوي يعلم أن قراره ببيع الدواجن بأسعار مخفضة سيكون سببًا في نهايته المأساوية. في صباح هادئ بقرية كفر الجزار، داخل مدينة بنها بالقليوبية، فتح محله الصغير متحمسًا لاستقبال الزبائن، غير مدرك أن عينًا غاضبة تراقبه، وقلبًا ممتلئًا بالحقد يخطط لإنهاء حياته.

البداية: الأسعار تشعل فتيل الأزمة

قبل يومين فقط من الحادث، افتتح «عربي»، الأربعيني المعروف بطيبة قلبه، محل دواجن جديدًا. لم يكن محلًا فاخرًا، بل مجرد دكان بسيط، لكنه قرر أن يقدم شيئًا مختلفًا: بيع الفراخ بأسعار أقل لمساعدة الأهالي، خاصة مع اقتراب شهر رمضان.

لم يكن هذا القرار مستساغًا من قبل باقي تجار الدواجن في المنطقة، وعلى رأسهم صاحب المحل المجاور، الذي رأى في خطوة «عربي» تهديدًا مباشرًا لأرباحه. تحولت نظرات الاستياء إلى كلمات غاضبة، ثم إلى مشادة كلامية أمام المارة.

«إنت كده بتخسرنا!» قالها المتهم بصوت مرتفع، محاولًا إجبار «عربي» على الالتزام بالسعر السائد. لكن الأخير لم يكن من النوع الذي يستسلم بسهولة. «كل واحد حر في رزقه»، ردّ عليه بهدوء، قبل أن يغلق باب محله، غير مدرك أن التهديدات التي سمعها لم تكن مجرد كلام عابر.

المواجهة: تهديدات تحولت إلى دماء

في اليوم التالي، عاد المتهم، لكن هذه المرة لم يكن وحده. برفقته شخصان آخران، اقتادوه بعيدًا عن الأنظار، حيث لا تصل كاميرات المراقبة. لم يمنحه الوقت للرد أو حتى للهروب، أخرج سلاحًا ناريًا محلي الصنع، وأطلق رصاصة واحدة، كانت كافية لإنهاء حياته.

سقط «عربي» أرضًا، وسط صرخات الأهالي، بينما فرّ القاتل من المكان. لحظات مرت كأنها دهر، حتى وصلت سيارة الإسعاف، لكن بلا جدوى.

التحقيقات: جريمة مدبرة

عندما تلقت الأجهزة الأمنية البلاغ، لم يكن هناك مجال للشك في هوية القاتل. التحريات أكدت أن الجريمة كانت مخططة مسبقًا، حيث أعدّ المتهم السلاح وأحضر معاونين لتنفيذ الجريمة بعيدًا عن العيون.

لم تمضِ ساعات حتى تمكنت المباحث من القبض على المتهم، وبحوزته السلاح المستخدم. في التحقيقات، لم يُظهر ندمًا، بل اعتبر نفسه صاحب الحق. «كان بيبوظ السوق»، قالها ببرود، غير واعٍ أن ثمن اعتراضه كان روحًا بشرية.

قرار النيابة: العدالة تأخذ مجراها

بناءً على الأدلة، أمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل أن تحيله إلى محكمة الجنايات، متهمًا بالقتل العمد مع سبق الإصرار، وحيازة سلاح ناري دون ترخيص.

زر الذهاب إلى الأعلى