
في هذى البلاد..
تقشعر الجلود من أصوات الحب المتسربة من خلف ستائر البيوت..
ويخدش وقارهم مشاهد الحب في الشوارع ..
تزعجهم قبلات العاشقين ..
تخيفهم نظرات اللهفة وشهقات الحنين ..
في هذي البلاد..
يكرهون صوت اليمام ..
وأن يغرد خارج سربه الكروان ..
يزعجهم كثيراً صوت إمرأة تغني ..
يثير غيظهم إيقاع خصرها ..
لون ثوبها..
وخصلة شعرها..
يشهرون سيوفهم إن خضبت بدم الغزال كعبها ..
أو رسمت في عيونها كحل ٱجدادها الفراعنة ..
يغضبهم كثيراً وقع خطواتها..
رنة خلخالها ..
جرأة أفكارها ..
حروف قصائدها المعبقة بالعشق ..
ويثير حميتهم عطرها الذى يفشى سر أنوثتها..
هذي البلاد تكره النساء ..
وتوأد فيهن معالم الحياة ..
فهنا يرفعون رايات الذكور المخنثين .. و يقدسون الحبالى بالحمق والكره المبين ..
ويتشدقون بسوط التأديب ..
ويعشقن الجوارى، وألآعيبهن، خوفهن، خبثهن، وعهرهن خلف الجدران ..
هذي بلاد تكره الشمس ..
تسكن سمائها الغيوم ..
تعشش فيها الخفافيش ..
وتنسج العناكب على أبوابها خيوط من جحيم ..
هذي بلاد للموتى!
ليس فيها سوى شواهد للقبور ..
هنا يقدسون الموت ويقدمون أرواح
النساء له تخفيفاً للذنوب ..
ويقيمون له المواكب ..
يحرقون لأجله محاصيل القرنفل ..
و يذبحون العندليب ..
هذي البلاد تطمس نيلها ..
وتسربل بالسواد ربيعها..
وتجرف من ملامحها معالم الحياة قرباناً للشيطان ..
فمتى يامدينتى المذبوحة تفتحين قلبك للشمس وتشرقين كملكة للنور ياسيدة الأكوان..
ح يــــــــاة