مدحت عطا يكتب : اللى فات مات
من أكبر النعم التى وهبها الله عز وجل للإنسان هى نعمة النسيان ولذا يرتبط هذا المثل اللى فات مات بها ففى أغلب المواقف التسامح والصفح الجميل مع النسيان لايُفرغ هذه المثل من معناه…!!!
وهذا المثل العامى ذائع الصيت أحياناً يستخدمه الناس لمواساة المحزون فى أى أمر ما مادام الأمر الذى يشق عليه أصبح من الماضى إذن فقد مات وأنتهى أمره فلذا نحسد بعض الناس فمن هم ينسون بسرعة وينطبق عليهم هذا المثل الشهير…!!!
فمجالس الصلح التى تتم بين الأفراد لاتخلو من هذه العبارة وخاصة عندما يصل الصلح إلى نهايته وتنفرد هذه العبارة عندما يتواجد أهل الزوجين من أهل الخير فى حالة المشاكل الزوجية الكبيرة أو الصغيرة فمن منا لم يسمع أو قال هذه العبارة التاريخية “اللى فات مات” ويعقبها أحنا ولاد النهارده ومن هنا تبدأ الحياةالزوجية على تسامح وحب كما كان.!
ولكن هل اللى فات مات لها سلبيات عكس معناها…نعم فليس كل اللى فات مات مع بعض الأشخاص أصحاب النفوس الضعيفة من يملكون قلوباً سوداء لا هَم لهم إلا الايذاء المعنوى والمادى فى بعض الأحيان وخاصة فى مناطق العمل والمعتاد أن زملاء العمل هم على قلب راجل واحد لكى يستقيم العمل ولكن هناك من يملك قلبُاً وفكراً أسود فلا ينسى بل يتناسى فى وقتها أى موقف أو ظرف قد حدث معه بالسلب فينقض على فريسته دون رحمة أو ضمير عندما تتواجد فرص الأنتقام ولايطبق هذا المثل الرائع اللى فات مات مع تصرفات هؤلاء المرضى من بن البشر أصحاب القلوب المريضة..!!
وأيضاً تجد بعد النساء لاينسون مطلقاً أى تصرف من شريك حياتها قد مس كرامتها كما يقولون أو يدعون والأمثلة كثيرة
فى هذا الشأن..!!
وسؤالى هنا يأتى منطقياً هل كل المواضيع أو المواقف يصُلح فيها هذا المثل اللى فات مات وعلى سبيل المثال وليس الحصر هل نستطيع إن ننسى مافعله اليهود فى الأسرى المصريين والعرب أبان الحروب التى خضناها معهم
عندما أبادوا كل الاسرى العُزل من السلاح بدون سبب يُذكر فلو سألت أصغر طفل مصرى أو عربى سوف يقول لا اللى فات عمره مايموت مع هؤلاء اليهود..!!
وهل يمكن إن تقوم جهات تحقيق ما مع موظف مختلس وتعفو عنه وتقول له اللى فات مات وأحنا أولاد النهاردة لا طبعاً فهذا مخالف للقانون وأخلاق المجتمع لأن هذا يجعل اللصوص من هذا الصنف يعيثون فى الأرض فساداً..!!
وهل يجوز إن يقوم أهل قتيل ما بالعفو عن القاتل وخاصة فى صعيد مصر دون أخذ ثأره وتقول اللى فات مات دون تقديم ديه أو القودة المنتشرة حالياً بين قبائل صعيد مصر
دون عقاب منهما فلذا هنا نقول إنا اللى فات ما مات وعمره ماهيموت…!!!
والامثلة والقصص فى نطاق هذا المثل أو عكسه كثيرة ومتنوعة فى مجتمعنا
وأختم مقالى إنا لكل واحد منا لديه قصة ومشاعر داخلية قد مرت عليه وجسدت هذا المثل التاريخى الشهير اللى فات مات أو عكسه فهناك من الطيبين لاينسون ماخاضوه من تجارب أليمة لم يكن توقعهم فيها قائم مطلقاً حتى لو كان هذا التوقع بسيط ولكن الزمن كفيل بأن يطل لهم برأسه ويصرخ ويقول اللى فات مات…!!!
والى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية