شهدت خشبة “الطليعة”، العرض المسرحي الفلسطيني “فنتولين العودة” للمخرجة إيمان عون، وذلك ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، وبحضور لجنة التحكيم، وهو عرض مونودراما نسائي حول نشأة الإنسان كنشأة البدو الرحل.
العرض يبدو متأثرا بقضايا الشتات العربي، ويحكى عن مأساة ملايين الفلسطينيين والسوريين في بلاد الشتات بعد الاحتلال والخراب في بلدانهم، يحاول الإجابة عن الحلول من تكون عندما تكون من كل مكان ولا مكان؟ تروي هذه المسرحية قصة طفل نشأ مع تغيير قسري مستمر لمكان إقامته اعتماداً على الأحداث السياسية التي تؤثر على علاقات منظمة التحرير الفلسطينية بالدول.
تدور القصة حول ابنة عضو في منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت فيما بعد عائدة بعد اتفاقية أوسلو في العام 1993، هي حكاية امرأة عالقة في مصعد، امرأة عاشت الترحال المستمر، تصارع من أجل الحفاظ على هويتها بين ذكريات الماضي والتوجس من المستقبل. حملت أكثر من هوية في حياتها، فهي اللاجئة في لبنان وسوريا، وابنة أبناء منظمة التحرير في تونس، والعائدة في فلسطين، والمهاجرة في النمسا وألمانيا.
يتقاطع العرض في حكايته مع آمال وآلام كل الفلسطينيين في الداخل والشتات، وتجد نفسها تنتمي للكل واللاشيء في آن معاً. يرصد العمل سيكولوجيا الاغتراب والحنين، ويستدعي حالة التشويش بين البقاء في الوطن أو فكرة الهجرة، لأن الواقع يفرض مفهوم المواطنة المضطربة، فتتساءل هل انت محشور بحالة ترانزيت في الوطن؟ ترتعد من فكرة وحدتك وشيخوختك وغربتك، وآلاف المحاولات لكي تصبح مواطنا كامل المواطنة في ظل منظومة واهنه تحت احتلال يسرق ماضيك وأحلامك، ويعيد تركيب هويتك كما يشاء، ويبدع في اختراع الحواجز الجغرافية والسيكولوجية فكيف لك أن تمارس بعضا من حريتك داخل سجن الاحتلال الذي يأكل أحلامك ويصادر أفكارك بل وجودك؟