شهدت خشبة مسرح السلام، العرض المسرحي العراقي “ملف 12” للمخرج مرتضى علي، وذلك ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، وبحضور لجنة التحكيم، وهو أحد عروض مسرح الجسد، عبارة مجموعة الأداءات الحركية المركبة التي تعبر عن حالات الهجرة البشرية التي حدثت في السنوات الأخيرة وشكلت علامة مهمة في الذاكرة الاجتماعية في العراق والمنطقة العربية.
ومن بداية العرض حرص القائمون على القول: لم يكن يعلم أهالي تلك المنطقة بأنهم سيكونون الأبطال الحقيقيون لجملة تم قولها قبل مئات السنين: (البحر من ورائكم والعدو من أمامكم)، ويذكرون في بداية العرض أن “البحر ملهم والقوارب أطواق نجاة أمام عيون الأشرعة، بعد ان أكلت النارُ أمنهم الأخضر. لجأوا للسفر عبر برزخ الماء في رحلة قد تجعل منهم وجبة للأسماك الجائعة وقد تكون مفتاحاً لباب مستقبل أكثر بياضاً من الذي كانوا يرونه في مدنهم المعتمة”، هم وهم فقط كانوا يعلمون ما معنى أن تكون خائفا لدرجة أن تغمض عينيك للحظة وتخطو بكامل إرادتك خارج الأرض الصلبة لترمي بثقل جسدك وحزنك واحباطاتك إلى سطح ذلك البحر الرخو حيث حياتك وأمنياتك مرهونة بقطعة مطاطية لا قدرة لها على مقاومة ابسط الأمواج هي قوة الألم التي دفعتهم”.
ويبقى السؤال الذي يطرحه العرض داخل الفضاء المسرحي، أي قوة ستنتصر؟!، لم يعد أحد من الموتى ليخبرنا، قد مات يومها كل من صعد على متن ذلك القارب.
والعرض المسرحي “ملف 12” إنتاج دائرة السينما والمسرح ببغداد، وهو من تأليف واخراج مرتضى نومي، وأداء: أسعد ماجد وعلي جابر وفكرت حسين ومعتدى باسم ومؤمل حيدر ومرتضى نوري، ودراما تورج علي دعيم.