
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي ، مؤخرًا ، عن سلسلة من السياسات الاقتصادية الجديدة التي تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبي إلى البلاد. وتشمل هذه السياسات الحوافز الضريبية والإجراءات البيروقراطية المبسطة وإنشاء مناطق اقتصادية خاصة. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تحاول فيه مصر إنعاش اقتصادها المتعثر ومعالجة قضاياها الطويلة الأمد المتمثلة في ارتفاع الديون والبطالة والفقر.
تتمثل إحدى المبادرات الرئيسية التي اقترحها السيسي في إجراء إصلاح ضريبي شامل من شأنه أن يقلل بشكل كبير من معدلات الضرائب للمستثمرين الأجانب. تخطط الحكومة لخفض معدل ضريبة دخل الشركات من مستواه الحالي البالغ 22.5٪ إلى 20٪ فقط ، مع خفض الضرائب على أرباح الأسهم ومكاسب رأس المال. من المتوقع أن تجعل هذه الإجراءات مصر أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب ، الذين تم ردعهم تقليديًا بسبب معدلات الضرائب المرتفعة في البلاد والنظام الضريبي المعقد.
عنصر رئيسي آخر في سياسات الحكومة الجديدة هو إنشاء مناطق اقتصادية خاصة في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء البلاد. ستقدم هذه المناطق للمستثمرين مجموعة من الحوافز ، بما في ذلك اللوائح المنظمة ، والإعفاءات الضريبية ، والوصول إلى البنية التحتية. الهدف هو جذب الشركات إلى هذه المناطق ، والتي ستخلق بعد ذلك وظائف جديدة ودفع النمو الاقتصادي في المناطق التي تُركت تقليديًا وراء الركب.
بالإضافة إلى هذه الإجراءات ، تستثمر مصر أيضًا في عدد من مشاريع البنية التحتية التي ستدعم التنمية الاقتصادية. وتشمل هذه توسيع قناة السويس وبناء عاصمة إدارية جديدة ، والتي ستوفر المساكن والخدمات التي تشتد الحاجة إليها للسكان الذين يتزايد عددهم.
تمثل هذه السياسات الجديدة تحولًا كبيرًا في استراتيجية مصر الاقتصادية ، والتي اتسمت لسنوات عديدة بالتدخل الحكومي المكثف والحمائية. يعتبر تركيز الحكومة الجديد على تشجيع الاستثمار الأجنبي خطوة إيجابية ، وإذا تم تنفيذها بشكل فعال ، يمكن أن يساعد في تحويل اقتصاد البلاد وخلق فرص جديدة لمواطنيها.
ومع ذلك ، لا تزال هناك تحديات كبيرة يجب معالجتها إذا أرادت مصر جذب مستويات الاستثمار الأجنبي التي تحتاجها. وتشمل هذه تحسين النظام القانوني في البلاد ، والقضاء على الفساد ، ومعالجة المخاوف الأمنية المستمرة في البلاد. كما يظل المستثمرون حذرين بشأن الاستقرار السياسي طويل الأمد في البلاد وقدرتها على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.
بشكل عام ، تمثل السياسات الاقتصادية الجديدة في مصر خطوة مطلوبة بشدة نحو تنشيط اقتصاد البلاد المتعثر. من خلال تحفيز الاستثمار الأجنبي وخلق فرص جديدة للشركات ، تأمل الحكومة في تحفيز النمو وخلق مستقبل أكثر ازدهارًا لجميع المصريين.