قال الشيخ محمد إبراهيم عبد الباعث، الداعية الإسلامي، إنه لا يمكن أبدا أن يدعو الإسلام إلى التنابذ وإلى أن ننظر إلى الغير أو إلى الآخرين بعين الازدراء أو الاحتقار، بل ينبغي أن يكون تعاملنا حتى مع غير المسلمين، حتى مع من يدينون بغير ديننا، حتى مع من يخالفوننا في المعتقد ينبغي أن يكون تعاملنا على مستوى الفضل، وعلي مستوى رعاية هذه الحقوق، يقول -سبحانه وتعالى- ({لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إليهم).
الإسلام والتعامل مع غير المسلمين
وتابع الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج “آيات بينات”، المذاع على فضائية “الناس”،: “إن القرآن الكريم لم يقدم ذكر القسط على البر مع من يخالفني في العقيدة أو في المعتقد لا يطمع مني في أكثر من أن أقسط إليه في الأداء عند المطالبة بالحقوق أو عند التخاصم أي أي الاحتكام إلى القضاء، لكن هذا من صور البلاغة في القرآن الكريم ما يعرف بتقديم ما حقه التأخير وتأخير ما حقه التقديم، فلم يقل -سبحانه وتعالى- لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين أن تقسطوا إليهم وتبرهم بل عكس قدم ما حكوه التأخير وآخر ما حقه التقديم حيث قال إن تبروهم وتقسطوا إليهم فقدم البر على القسط، ولا شك أن البر من دائرة الفضل والقسط من دائرة الجزاء أو من دائرة العدل
واستكمل:” فالفضل في القرآن مقدم على أن تعامل الناس بما يستحقون، خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين، هذه قيمة من القيم، لكن لا يمكن للانسان ان يتحقق بها، او ان يأخذ حظه منها الا على اساس من مجاهدة النفس وعلى اساس من تزكية النفس، (خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين)، أن تبرونهم وتقسطون اليهم.. تبرونهم من البر.. ومن البر الصلة.. من البر حسن الخلق، من البر حسن الجوار، من البر ارفاد الماعون. من البر سد الخلاص من البر تفقد الأحوال. من البر عيادة المريض، فكل هذا أو كل هذه القيم أو الأخلاق مطلوبة. ليست مطلوبة للمسلمين ومن المسلمين وحدهم بل هي مطلوبة من المسلمين حتى لغير المسلمين “.
وأضاف:” حتى أولئك الذين قاتلونا في الدين أو يقاتلوننا في الدين. ويخرجوننا من ديارنا ويظاهرون على إخراجنا. لم يمنعهم الله -سبحانه وتعالى- من هذا الفضل، وإنما ذكر أمرا ثالثا. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم. إن تولوهم، لكن البر مبذول لهم، والقسط مبذول لهم”.