على رأى اللى قال” .. قلبى رماه الهوى عالمشربيه … خلانى اقول يا ترى ايه اللى بيا .. دى أغنية شعبية قديمة لمطربة اسمها شفيقة” .. المشربية طراز مصرى أصيل هتلاقيه مستمر لحد النهاردة فى شوارعنا القديمة .
وكالعادة المصريين برعوا فى عمل التصاميم والأشكال اللى زينوا بيها بيوتهم بصورة مالهاش مثيل في أي بلد تانى في العالم
طيب حكاية المشربية بدأت إزاى ؟
أنا أقولكم .. المشربيات دى تكييفات طبيعية .. المصريين قدروا من خلالها يخلوا جو بيوتهم معتدل صيف وشتا … وكان “سلو بنات بلدنا ” يطلوا من المشربية فى العصارى …ودى مشاهد سجلتها السينما وهتلاقيها لما “عيشة” فى فيلم بين القصرين كانت بتبص على الظابط اللى نفسها يجى يخطبها واختها “خديحة” ظبطنها وقعدت ترخم عليها وتغني يا ابو الشريط أحمر ياللى .. أسرتنى أرحم ذلى .. وتقريبا فى كل أفلام نجيب محفوظ عن الحارة المصرية هتلاقى المشربية جزء أساسى من البيوت … و المشربية دى لسه موجودة لحد النهاردة بنفس شكلها القديم والزمن مغيرهاش فى بيت زينب خاتون وبيت السحيمى وقصر المسافر خانة و بيت الهراوي وكمان البيوت المصرية القديمة اللى فى شارع المعز والمتحف الإسلامي .
ايمتا بقا ظهرت المشربية فى مصر وهل اختفت ومابقيتش موجودة غير فى البيوت القديمة ؟
ابدا ..المشربية لسه موجودة لحد النهاردة وفيه ناس كتير بتطلب تعملها فى بيوتها .. بس دلوقتى بنقول عليها “أرابيسك”
اما بداية ظهورها فمرتبط بجدودنا قدماء المصريين .. وطبعا كلنا عارفين انهم كانوا بارعين جدا فى المشغولات الخشبية وزخرفتها .. والحرفة دى انقلت من جيل لجيل وظهرت جد فى تجميل الكنايس والأديرة بشكل خاص … وفى بعض بيوت الطبقة الثرية فى المحروسة .. وبقت جزء مهم من تاريخ العصر القبطى .. أما الإنتشار الكبير للمشربية فكان فى بدايات القرن العشرين …. وقتها بقت فى كل البيوت اللى بتتبنى سواء قصور أو بيوت عادية وحتى المستشفيات والخانات اللى هى محلات البيع فى الأسواق بقا فيها مشربيات جميلة … ولما المشتشرقين والرحالة كانوا بيجوا مصر أول حاجة كانت بتلفت نظرهم كانت المشربية … وفيه لوحات كتير جدا مرسومة للمشربية في كتاب وصف مصر .. وكمان فنانين كتير من كل دول العالم رسموها في لوحاتهم .
هل معنى الكلام ده ..أن المشربية كان ليها شكل واحد؟
الجميل فى المشربيات ان أشكالها بتختلف من منطقة للتانية .. يعنى فيه ناس بتعمل المشربية للديكور وبيبطنوها بالزخارف والإزاز الملون وناس تانية بتعملها مفتوحة مش متبطنة وبيعملوا وراها درفة إزاز أو خشب عشان تمنع عنهم البرد فى الشتا لكن كل المشربيات ليها استخدام وحيد بجانب الشكل الحلو .. كانت بتلطف درجة الحرارة فى الصيف وبتبرد الهوا قبل ما بيدخل على الغرفة لانها بتحجز الشمس وبتسمح بدخول الهوا البارد وفعلا اثبتت انها تكييفات طبيعية فى البيوت القديمة .. ومش بس كده دى كمان كانت بتعمل خصوصية للبيوت عشان متبقاش مجروحة من الجيران .. وكمان الستات بيقدروا يبصوا منها على الشارع من غير ما حد يشوفهم .
وده كان بسبب الخشب اللى بتتصنع منه … علشان كدا هتلاقى المشربية مرتبطة ارتباط كامل بصينية القلل اللى هتلاقيها فى الشباك ورا المشربية .. لانها فعلا بتبردها وتخلى طعمها أحلى …. واللى متعرفهوش ان المشربيات دى فن اقتصادي جدا لان الخشب بيتقطع قطع صغيرة وبتتجمع بشكل شبكة وبكده مش بتتهدر أى حتة من الخشب مهما كانت صغيرة
طيب ليه بقا سموها مشربية؟
الحقيقة سبب تسمية المشربية ليه 3 حكايات ..
الأولى ان الناس زمان كانوا بيعملوا رف خشب صغير فى الشباببك بيسموه رف الشرب أو الشرابة بيحطوا عليه صينية فيها قلل عشان يسقعوا الماية وكانوا بيلاقوا الماية ساقعة والمكان اللى حواليها بقا طراوة .. بعدها الناس طوروا الرف وبقى جزء من الأوضة بيتعمل بغطا كامل بشكل بارز على واجهة البيوت وكانت المشربية ليها فتحات من فوق واسعة ومن تحت ضيقة .. والناس كانوا بيمشوا فى الشارع تحت المشربيات دى .. يعنى كمان عملوها مظلات تحميهم من الشمس والمطر .
والحكاية التانية بتقول إن المشربية جاية من كلمة “مشرفية” يعنى المكان اللى الستات كانت تُشرف أو تبص منه على الشارع وكانوا ينزلوا منها السبت لو هيشتروا حاجة من البقال أو من الباعة المتجولين اللى كانوا منتشرين وقتها فى شوارع المحروسة.
اما الحكاية التالتة بقى أن المشربية كانت بتتصنع من خشب التوت أو خشب السدر اللى هو”النبق” والانواع دى من الخشب كان معروف عنها انها بتتشرب الرطوبة عشان كده سموها المشربية…
من الآخر كدا … وعلى رأى اللى قال .. المشربيات فن بدأ مصرى ومستمر لحد النهاردة بنفس تفاصيله اللى حطها من الاف السنين جدودنا قدماء المصريين العباقرة اللى سبقوا الدنيا كلها فى كل حاجة.