منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال | حصوة فى عين اللى ما يصلى على النبى

حلقات اذاعية يكتبها : رشدى الدقن

0:00

حصوة فى عين اللى ما يصلى على النبى .. فجأة هتسمع الجملة دى فى أى فرح تروح تحضره .. ووراه كمية ملح بتترمى على راس كل المدعوين .. وحتى على راس العريس والعروسة ..
” وعلى رأى اللى قال” الطقس الغريب ده مش هتلاقيه غير فى مصر .. مش ممكن تشوفه فى أى مكان تانى .. وطبعا فى الغالب اللى بترمى الملح ده احدة من اتنين يا أم العروسة يا أم العريس .. وممكن الاتنين فى وقت واحد والهدف واضح وبسيط حماية العريس والعرسة من العين والحسد .
الإعتقاد الشعبى الراسخ ده واللى بيعتبر سلو بلدنا فى الريف والصعيد وكمان فى المدن الكبرى .. بتعمله كل الطبقات .. يعنى عادى تلاقيه فى فندق 5 نجوم وتلاقى اللى بترمى الملح لابسة فستان سواريه شيك جدا وآخر موضة فى باريس ..وعادى كمان تشوفه فى حارة مصرية أصيلة بتعمله ست بيقولوا عليها فى المناطق الشعبية بميت راجل … وممكن تلاقيه جاى من بلكونة بيت اسرة متوسطة ابنها نجح فى الثانوية العامة أو اتخرج من الكلية .
السؤال اللى لازم يجى فى ذهنك فورا لما تشوف الحكاية دى … هو الملح فعلا بيحمى من الحسد .. ومن ايمتا والمصريين بيرشوا الملح فى افراحهم ؟
قبل ما اجاوبك على السؤال .. لازم تعرف أن الملح ليه قيمة كبيرة جدا عند كل الشعوب .. وتقريبا كل التجار كانوا بيترعبوا لو الملح اتدلق منهم وهما فى طريقهم لبيعه والتجارة فيه .. إلا المصريين طبعا .. احنا بنرشه بنفسنا زى ما قولت لكم من شوية .. يبقى هنخاف لما يقع ليه ؟
جدودنا قدماء المصريين أول شعب فى الدنيا عرف قيمة الملح .. واستخدموه فى حاجات كتير جدا منها طبعا التحنيط خاصة فى المراحل الاولى المعروفة بإسم التجفيف .. وقريب تم العثور على مومياء مصرية عمرها 3000 سنة .. المومياء دى كانت محفوظة فى الرمال المالحة .. واستخدموه كمان فى الطقوس الجنائزية .. وهما كمان أول ناس استخدموا الملح فى عملية حفظ الطعام واستخدموه فى الطهى وعملوا منه نوع صلصة ودى كانت بتبقى خليط من الخل والتوم والملح .
أما أهم استخدام للملح فعلا اخترعه جدودنا قدماء المصريين نقلته الدنيا كلها وفيه مناطق فى مصر والعالم كله بتستخدمه لحد النهاردة هو حفظ اللحم بالملح .. واللى بقا دلوقتى مشهور بإسم اللحم المقدد .. وطبعا عملية تمليح الأسماك وعمل بطارخ وفسيخ ورنجة اللى مش هتدوق أطعم منهم فى أى مكان تانى فى الدنيا غير فى مصر .
بالمناسبة جدودنا قدماء المصريين أول ناس كمان تاجروا فى الملح وصدروه لدول كتير فى افريقيا .. واستخدموه فى حفظ الحبوب زى الفول والعدس والقمح وقدروا بالطريقة دى يصدروا كتير من الحبوب وتوصل لأى بلد وهى طازة ، والفضل للملح .
ولحد النهاردة فيه طريق فى الصحراء الغربية المصرية اسمه” طريق ازالاى” ومعناه فى اللغة المصرية القديمة طريق قوافل الملح .. وده كان من أهم الطُرق التجارية ايام جدودنا قدماء المصريين .. وكان بيمر بـالصحراء الكبرى ، والتجار بينقلوا من خلاله تجارتهم لكتير من المُدن المُطلة على البحر المتوسط وشمال أفريقيا، وفضل الطريق ده شغال لحد سنة 1960 وفى السنة دى تم تصدير 15,000 طن من الملح … كلها مرت من طريق” ازلاى”
نرجع بقا لحكاية رش الملح فى الأفراح وأوقات السعادة ..
العادة الجميلة دى اللى زى ما قولت لكم مش هتشوفوها غير فى مصر .. هى كمان ليها تاريخ قديم جدا .. تاريخ بيبدأ من الطقوس الجنائزية فى معابد جدونا قدماء المصريين .. وقتها الكهنة كانوا بيرشوا شوية ملح فى النيران فيطلع صوت طقطقة عالية جدا .. وكانوا بيقولوا أن الصوت ده صوت فرقعة عين الشيطان وبكده تحصل الحماية من الحسد .. وفضلت الحكاية دى تتوارثها سيدات مصر جيل ورا جيل .. واتطورت الحكاية وبقت طقس خاص للحماية من عيون الحساد واللى مابيصلوش على النبى لما بيشوفوا جمال العريس والعروسة .
من الآخر … وعلى رأى اللى قال .. جدودنا قدماء المصريين ليهم فضل كبير جدا في استمرار طقس الحماية من الحسد والعين اللى ممكن تصيبنا بأذى فى عز فرحتنا .. وليهم كمان فضل كبير فى اكتشاف أساسيات كتير من اساسيات الحياة اللى لسه بتستخدم لحد النهاردة ، زى “ملح النطرون” اللى استخدموه فى التنظيف وصناعة الزجاج … وطرد الحشرات وعلاج التقرحات الجلدية واستخدموه كأول مقشر للبشرة في تاريخ التجميل ، وبالمناسبة استخدامات الملح دى لسه موجودة لحد النهاردة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى