منوعات وسوشيال

على رأى اللى قال – شارع الخيامية

حلقات يكتبها رشدى الدقن

من 1000 سنة ويمكن أكتر .. واحنا فى مصر عندنا شارع مش هتلاقى زيه فى الدنيا كلها … الشارع ده مشهور بإسم “الخيامية” .. واللى بناها الأمير رضوان بك الفقارى في سنة 1650 .. ومن ايام الفاطميين وكل اللى ساكنين فيه بيشتغلوا فى الصنعة دى .. والأجيال بتتوارثها أبا عن جد ..”الشارع ” ده لما بتدخله بتحس انك ماشى فى متحف مفتوح .. الألوان الزاهية المبهجة فى كل حتة … وعلى رأى اللى قال .. سلو بلدنا فى رمضان .. سهر وفوانيس وخيامية .
بداية شهرة شارع الخيامية كانت مع بداية الشارع نفسه … وقتها الفاطميين بدأوا ينظموا عملية التجارة ، والبيع والشراء .. وخصصوا المكان ده فى الدرب الأحمر علشان يبقى استراحة للتجار .. مبانى جميلة من دورين .. الدور الأول اسطبلات للخيل والجمال اللى جاية من كل مكان فى الدنيا شايلة البضايع .. والدور التانى سكن للتجار نفسهم لحد ما يخلصوا بيع البضايع ويبدأوا رحلة العودة لبلادهم .
ومن أول يوم بدأت حركة التجارة فى الشارع .. ظهرت أهمية صنايعية الخيامية .. واتلم كل اللى بيشتغلوا بالصنعة دى فى بر المحروسة .. وفتحوا محلات فى الشارع .
.ايه السبب ؟
أنا أقول لك … التجار اللى جايين من كل مكان فى الدنيا .. علشان يبيعوا ويكسبوا فى مصر .. طول الرحلة لازم بيستخدموا الخيام فى أوقات الراحة … ما هو مستحيل يسافروا بالجمال والخيل والبضايع دى كلها مرة واحدة وما يقفوش فى الطريق أكتر من مرة ويمكن كمان ظروف الليل تجبرهم يمشوا طول النهار ويرتاحوا طول الليل لو مافيش قمر .. وعلى مابيوصلوا بتكون الخيام بتاعتتهم محتاجة صيانة .. تصليحات للى اتقطع وتركيب اللى اتكسر .. وغالبا هيشتروا خيام جديدة لو اللى معاهم كانت انتهت خالص … من هنا بقا جت فكرة ان كل اللى بيشتغل فى الخيامية يفتح محله فى الشارع ده .. لان الشغل متوفر طول السنة ويوميا .
كمان الخيامية عاشت عصر ذهبى حقيقى لما كانت كسوة الكعبة بتتعمل فيها …. بعد ما اشتهرت الخيامية بالألوان المبهجة .. فكر المسئولين عن كسوة الكعبة المشرفة اللى كانت بتطلع من مصر لحد ستينات القرن الماضى .. يزينوا الكسوة الشريفة .. وفعلا استعانوا بالصنايعية هناك وبدأت زخرفة كسوة الكعبة .. مش بس كده دى اتعملت مدرسة خاصة لتعليم فنون زخرفة كسوة الكعبة سواء بخيوط من دهب او بكتابة آيات قرانية .. واستمر الشغل ده لحد ما وقف خروج الكسوة من مصر .
طيب الشارع ده مكانه فين وشغال طول السنة ولا مواسم مواسم ؟
هتلاقيه قدام باب زويلة قريب من منطقة تحت الربع فى الأزهر .. ولحد النهاردة شغالين طول السنة لان سلو بلدنا ان المصريين بيستعملوا الخيامية فى كل حاجة .. يعنى تلاقيها فى أفراح ، عزاء ، مؤتمرات انتخابية ، شوادر ، معارض ، خيام رمضانية ، موائد رحمن ، عروض التنورة ، مفارش ، ستاير ، خداديات ، شنط ، فوانيس رمضان ، ودلوقتى فى الأزياء كمان .
طيب هو اى حد ممكن يشتغل فى مهنة الخيامية؟
تصدقوا ان زمان صنعة الخيامية كان ليها شروط قاسية جدا .. ومش اى حد ممكن يشتغلها وعشان يتقبل كان فيه اختبارات بيعملها شيخ الخياميين بنفسه ومعاه خبراء واسطوات المهنة .. ولو وافقوا ونجح الصنايعى الجديد يبقى لازم يعمل حفلة كبيرة و وليمة عشاء فاخر لكل اللى شغالين فى المهنة ، تعبيراً عن فرحته بالانضمام ليهم ، وفى اليوم ده بيتم إعلان اسمه كصنايعى وحرفي .
طيب قماش الخيامية زمان كان بنفس شكله اللى بنشوفه دلوقتى ولا اتغير؟
أنا اقول لك .. “الخيامية ” نوعين واحد شغل يدوى .. يعنى تطريز على الأقمشة ، وده بيمتاز بالألوان الزاهية والخطوط البارزة .. وبالمناسبة دى شغلانة وارثنها من جدودنا قدماء المصريين اللى كانوا شاطرين فى تطريز الأقمشة .. وفيه كلام كمان أن الخيامية بدأت من عندهم .. وده ثابت فى رسومات على الجدران .. وكانوا بيعلموا الخيم او السرادقات من جلود الحيوانات اللى بيصطادوها .. وكانوا بيرسموا عليها رسومات قريبة جدا من اللى لسه بنستخدمها لحد النهاردة وبنشوفها فى شارع الخيمية.
من الآخر وعلى رأى اللى قال .. الخيم الرمضانية والذكر والابتهال والأناشيد الدينية عادة مصرية أصيلة .. هتفضل من الطقوس الجميلة اللى بتميزنا وبتخلى رمضان فى مصر حاجة تانية .

زر الذهاب إلى الأعلى