عرب وعالم

تقرير بريطاني يكشف جذور التوترات على الساحة العالمية حاليا

كتب : رامي سالم

كشفتة شبكة “سكاى نيوز” البريطانية أن جذور التوترات العسكرية والسياسية على الساحة العالمية حاليا، والتى من بينها الصراع فى أوكرانيا وصعود النفوذ الصينى وتنامى قوة التيار الشعبوى فى الولايات المتحدة، تعود إلى الغزو الأمريكى “الكارثى” للعراق فى عام 2003.

وقالت الشبكة، فى تقرير لها بمناسبة الذكرى العشرين لغزو العراق فى 20 مارس 2003، إن “الولايات المتحدة خرجت منتصرة من الحرب الباردة فى مطلع القرن الحالى، ووقفت دون منازع ممتلكة قوة ونفوذا أكبر من أى دولة أخرى فى التاريخ، وكان بإمكانها ممارسة تلك القوة بحكمة لحماية النظام العالمى وإلهام الدول الأخرى لاتباع قيمها فى الحرية والديمقراطية التى تتبناها”.

وأضافت: “لكن واشنطن بدلا من ذلك، أهدرت تلك القوة حينما شرعت فى مغامرة كارثية فى العراق لم تكن حكيمة وتم تنفيذها بشكل كارثى، وبالتالى يمكن رسم خط مباشر بين تلك الكارثة التى بدأت فى 20 مارس 2003 وغيرها من الكوارث اللاحقة، وصولا إلى الحالة المحفوفة بالمخاطر فى العالم اليوم”.

وأوضحت “سكاى نيوز” أن أمريكا شنت غزوها على العراق بقيادة أيديولوجيين اعتقدوا أن بإمكانهم إعادة تشكيل الشرق الأوسط بطريقتهم الخاصة وجلب الديمقراطية إلى المنطقة ومواقف أكثر تأييدا للغرب.

وتابعت أن “فشل مشروع المحافظين الجدد هذا تسبب فى إلحاق ضرر دائم بإيمان الأمريكيين بأن شكل نظام حكمهم هو نموذج لبقية العالم، كما أدى لضرر دائم أيضا بالنظام العالمى الذى تقوده الولايات المتحدة”.

وقالت الشبكة البريطانية إن الفرضية الزائفة لوجود أسلحة دمار شامل فى العراق، والوهم بأن الغزاة سيتم الترحيب بهم كمحررين، وعدم وجود أى خطة للمستقبل، أضر بمكانة أمريكا فى العالم، مضيفة أن “انتهاكات حقوق الإنسان، وفظائع الجنود الأمريكيين فى سجن أبو غريب، شوهت صورة أمريكا باعتبارها حاملة لواء الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو ما أضعف نفوذ واشنطن فى العالم الآن”.

ووفقا لـ”سكاى نيوز”، قوض الغزو الكارثى للعراق ثقة أمريكا بنفسها، فشبح العراق جعل الرئيس الأمريكى باراك أوباما مترددا فى الانجرار إلى الصراع السورى، وهو ما نظرت إليه موسكو على أنه نقطة ضعف أمريكية، وشجعها على تحدى الغرب والسيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014، ولاحقا على غزو أوكرانيا العام الماضى.

زر الذهاب إلى الأعلى