ثقافة وابداع

قصة قصيرة | “حقك رجع يازينب” .. هذا أول طريق الضياع!!

سرد أحداث القصة - حسنى كمال:

(الجزء الأول من القصة الواقعية) أحداثها ليست من محض الخيال، ولكن فرض أحداثها أشخاص يعتقد القارئ أنهم بشر لديهم عقل أو وازع ديني أو ضمير كسائر الناس، بلا، إنهم كائنات في ثياب بشر،

القصة لأم تجردت من أعظم الصفات (الحب والرحمة والعطف)

“حقك رجع يازينب” هذا العنوان سمعته من أشخاص يعرفون (قصة ظلم زينب الزوجة الثانية) لرجل بلغ من العمر (96) عاما، تزوجها بعد وفاة الزوجة الأولى، التي ظل يترحم عليها حتى الآن، ولكن الزوجة الثانية تبدأ قصتها (بأنها رزقت بولدين منه)، وتزوج الثالثة، التي كانت (نقمة عليه)، ورزق منها بـ(خمسة ذكور وبنتين)، أما هذا الرجل الذي تزوج (بثلاثة نساء)، كان من عائلة عريقة، ورث عن عائلته (أراضي زراعية كثيرة، ومباني)، أضاع كل هذا بسبب تحريض (زوجته الثالثة) التي يقول عنها الناس: (أنها تكره نفسها، وتفرق بين أبناءها) بل (وتتمنى الموت لأبناء زوجها)، حرضت زوجها على بيع الأراضي الزراعية، خوفا من أن يرثه أحد من غير فلذة كبدها، بل كانت تدفعه دائما لأن يظلم ضرتها (زينب)، أما زينب فكانت من (عائلة عريقة لها وضعها في القرية)، (بنت أصول)، فكانت صابرة على كل الإهانات من زوجها فكانت الزوجة الشريرة دائمة التحريض له ضد ضرتها، بل وتمنعه عن زيارتها، فكان يرضخ ويطيعها، حتى كان لايزورها إلا مرة واحدة كل شهر متخفيا دون (علم المرأة الشريرة)، واضعا لها الفتات من الطعام، أو الشراب، بل أخرج ولديها من التعليم، فكانا يلبسان الثياب الممزقة، ويضعان صورة والدهما في جيبهما (اعتزازا بوالدهما)، حتى يعلم الناس أنهما من عائلة محترمة، بل وأيضا حرضته الزوجة الشريرة، بحذف زينب من (البطاقة العلاجية التابعة لجهة عمله)، فجعل البطاقة العلاجية العائلية باسم: (الزوجة الشريرة فقط) فجعل زينب تبحث في المستشفيات العام عن العلاج، ويساعدها ولديها من مكسب ضئيل يكسبانه من عرقهما طوال اليوم في ورش العمل، ظلت تدعو عليهم زينب، فإذا سمعت آية قرآنية تقول: (وبشر الصابرين)، تضع يدها على خدها، تتساءل عن نهاية الصبر، وتبكي، فلم يشعر بألمها إلا نفسها وجسدها، ولم يعرف أحد ماذا يخبئ القدر، (للزوجة الشريرة)، فماتت زينب وهي تنزف دماء المرض، ودفنت في مقابر (العائلة العريقة بالقرية)، وهي بنت الحسب والنسب، فآخر كلماتها: متى استرد حقي؟! (فأنا انتهيت وأصبحت طريحة فراش الموت؟!) فلم تكتفي الزوجة الشريرة بذلك، فتمادت في ظلمها لأبناء زوجها، وإذا بدعوة تأتي لها من السماء، لتصب عليها اللعنات لتذيقها مرارة الذل، فأصبحت (قعيدة الكرسي المتحرك)، نتيجة الدعوات عليها، فلم تهدأ أو تتعظ، بل طغت وتجبرت وتمادت، في ظلم أولاد زينب والابن الأكبر، فكانت تغدق من الأموال على أبناءها ما تشاء، خوفا من (علو الصوت أو البلطجة)، تحتضن أبناءها، ولكن أبناء زينب ليس لهم إلا العيش في الشارع، (يوم عمل ويوم بلا عمل، يوم طعام وآخر بلا طعام)، فماتت زينب ودماءها تتساءل متى يأتيني حقي؟!

لا مثوى لهم ولا مأوى

تم بيع جميع الأراضي والعقارات التي ورثها الرجل عن أبيه، على يد (الزوجة الشريرة)، وبدأ الضياع الأخير، ببيع البيت في القرية، حيث كان سترا للجميع، فقطعت جذور العائلة من القرية، فلا يستطيع أحدا منهم الآن دخول القرية، حيث لا مثوى لهم ولا مأوى، فبعد أن كان (البيت هو الملاذ الأخير لهم) والذي يجمعهم في المناسبات، أصبحوا جميعا مشتتين، لاجئين، يقنطوا جميعا (بالإيجار الحديث) متنقلين بين الشقق والعمارات، معتمدين على معاش الرجل الكبير، الذي يتعدى الـ (15 ألف جنيها)، وعلى المبلغ الذي تم تحصيله من (بيع البيت)، حيث أن بيع المنزل ليس من حقهم، لأن الرجل أصبح (فاقدا للذاكرة وبلا الوعي)، فكيف يبيع المنزل وهو يتقاضى (شهريا معاشا يزيد على الـ 15 ألف جنيها)، فإذن (فاقدا للوعي)، كما أنه لايعرف من أبناءه من الذي حصل على الفيزا ليتقاضى معاشه، وفي بداية كل شهر، يقول (معرفش مين جاب المرتب وأعطاني 100 جنيها) فهي العملة الورقية التي تصله من إجمالي المعاش، وأيضا (بيع البيت بطريقة غير قانونية)، بمعرفة (أبناء المرأة الشريرة) التي حصدت ظلمها (لزينب)، فكانت ثمرتها (أبناءً منهم: العاطل أو المدمن أو مروج المخدرات أو البلطجي أو اللص)، انقطعت صلتهم الآن بالقرية تماما، وأصبحوا أقل (من أقل الناس)، فقد سمعت بعض النساء يقولن: (زينب وجدت تربة ومثوى، وتم تكريمها من الكل فهي بنت الأصول، والحسب والنسب، وجدت المدفن والدعاء لها بالرحمة)، (فقد جاء حقها الآن)، فالزوجة الشريرة التي تسببت في التفرقة بين الأبناء وبيع المنزل الأخير، الذي كان يسترهم، فلن تجد لها (مثوى أو مقبرة)، وليس من حقها أن تزور القرية، وإن كانت محمولة على الأعناق، فأين ستذهب؟!، يقولون عنها: (يجب أن تبحث عن مقابر للصدقة حتى يتم دفنها بعد أن ترى الذل الحقيقي، وكل من كان مؤيدا لها من فلذة كبدها.

وحقك رجع يازينب .. كلمات مؤثرة سمعتها (حقك رجع يازينب) تم تكريمك ودفنك.. أما (المرأة الشريرة)، فليس إلا أن يقولوا لها: (اذهبي إلى الجحيم وابحثي عن مقابر الصدقة). فقد أضعتي أبناءك، وأضعتي زوجك. حتى العزاء بعد موتك لن يكون إلا على (مقابر الصدقة). (لقد ضاع الأصل والفصل للرجل) الذي ورث عن والده العمدة، (أراضي وعقارات وكرامة)… أخيرا تم بيع البيت دون وعي من الرجل، فأصبحوا جميعا بلا مأوى وبلا كرامة. وسيتخبئ الرجل، فكيف سيظهر مرة أخرى أمام الناس؟ عليه أن يظل طريح الفراش بجوار زوجته الشريرة، (لايراهما أحد)، فقال تعالى:(سيريهم الله أعمالهم حسرات عليهم)، (وماربك بظلام للعبيد) .. نهاية كل ظالم

(حقك رجع يازينب) .. بداية الضياع

انتهى الجزء الأول من القصة وإلى أجزاء أخرى إن شاء الله…

زر الذهاب إلى الأعلى