من القاهرة، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، أمس الجمعة 10 مارس 2023، معرض “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” في نسخته الرابعة، تزامنا مع الاحتفال بمرور 35 عاما على تأسيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، وذلك بحضور عدد من الشخصيات العامة وأعضاء السلك الدبلوماسي من السفارات والمنظمات الإقليمية والدولية، ونواب البرلمان المصري، ورؤساء الجامعات، وكبار المفكرين والمثقفين، وممثلى وزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم، ومنظمات المجتمع المدني.
الأمير عبدالعزيز بن طلال: نعتز بإقامة المعرض في نسخته الرابعة في القاهرة عاصمة العرب
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية في كلمته، عن فخره واعتزازه بالاجتماع في مصر بمناسبة الاحتفال بمرور 35 عامًا على تأسيس المجلس، مضيفا سموه بأن هذا الصرح قد دشن بتوصية من جامعة الدول العربية، وقدمت له مصر كل التسهيلات لإطلاق مسيرته التنموية لصالح الطفل العربي، فتحية إلى جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومة وشعباً.
وأشار سموه إلى أن المجلس عمل بدعم عربي ودولي، ليتحول إلى بيت خبرة عربي في تنشئة وتنمية الطفل العربي، وكفالة حقوقه، وإثراء وعيه، وتمكينه من التفاعل الإيجابي مع متطلبات المستقبل الذي سيشارك في صنعه، كما أصدر المجلس أيضاً العديد من المجلات والدوريات والدراسات، وعقد شراكات، ونظم أنشطة وفعاليات، تعمل كلها على خلق بيئة مواتية لتنمية الطفل العربي وقدراته الإبداعية، وضمان تفاعله مع القضايا العصرية والمستقبلية، والتي يتصدرها الآن التغير المناخي.
كما نوه سمو الأمير عبدالعزيز إلى أن “المعرض في محطته الرابعة، في القاهرة عاصمة العرب، له خصوصيته، فمن جانب يحكي عن علاقة الأمير طلال بمصر الحضارة والنهضة والعلم والثقافة؛ بأرضها وسيداتها ورجالها، ومن الجانب الآخر يعطي درسًا عن أثر المبادرة واستشعار المسؤولية التاريخية في تقديم العطاء النوعي للمجتمعات العربية تعليميًا وتنمويًا سواء كان ماديًا أو فكريًا”.
معالي الوزير د.رضا حجازي : الأمير طلال قدم العديد من المبادرات لوزارة التربية والتعليم في مصر
في حين أشار معالي الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بجمهورية مصر العربية إلى أن العلاقات البناءة ما بين الوازة والمجلس العربي للطفولة والتنمية لخدمة الأهداف المشتركة في مجال الطفولة، ليس في مصر وحدها، بل في العالم العربي كله. مؤكدا أن الدور الرائد الذي يقوم به المجلس العربي للطفولة والتنمية ما هو إلا استمرار لمسيرة قائد ومؤسس هذا المجلس، صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود والتي كانت حافلة بالعديد من المبادرات بغرض دعم جهود التنمية البشرية المستدامة في دول العالم النامية،
وأضاف معالي الدكتور رضا حجازي إلى أن الراحل الكريم الأمير طلال قدم العديد من المبادرات التي اختص بها وزارة التربية والتعليم في مصر، إيمانًا منه بأهمية التعليم، وضرورة الاستثمار في الثروة البشرية، ومن هذه المبادرات الكريمة: إنشاء عدد من المدارس في عام 1993 بعد حدوث زلزال 1992، منها مدرسة سميت باسمه مدرسة الأمير طلال بن عبد العزيز الإعدادية بنات بمحافظة القاهرة، أنشأها تضامنًا مع مصر، وطنه الثاني، وكذلك تأسيس مركز تنمية الطفولة المبكرة، عام 2003، بالمدينة التعليمية بالسادس من أكتوبر، بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، الذي يرتكز العمل فيه على تنمية الاتجاهات والقيم، ومهارات الحياة لدى الأطفال من خلال الاستخدام الأفضل للتكنولوجيا والفنون واللعب، بما يتلاءم مع متطلبات القرن الـ21، وبفضل هذه الجهود أصبح هذا المركز مركزًا إقليميًّا متميزًا، ونقطة إشعاع حضاري في المنطقة العربية، للنهوض بالطفولة المبكرة.
وفي نهاية كلمته وجه الوزير الدعوة لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال لزيارة وزارة التربية والتعليم، وزيارة مدرسة الأمير طلال بن عبد العزيز بحلوان بمحافظة القاهرة، ومركز تنمية الطفولة المبكرة بمدينة السادس من أكتوبر، للوقوف على ما أنجزه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز.
السفير أحمد أبو الغيط : الأمير طلال اهتم بالعمل العربي المشترك في المجالات الاجتماعية التنموية
وفي كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية معالي السيد أحمد أبوالغيط ،التي القاها نيابة عن معاليه سعادة السفير خالد بن محمد منزلاوي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية، أشاد معاليه بالدور المهم للمجلس العربي للطفولة والتنمية كمنظمة عربية رائدة، ومرجعية للمؤسسات والأفراد، فكرا وممارسة، في تنشئة وتنمية الطفل العربي. مؤكدا اعتزازه بالشراكة المتأصلة مع المجلس، والتي تكللت بالعديد من الإنجازات العلمية والخطوات العملية للارتقاء بمكانة الطفل العربي، والتي أثمرت عن إعداد الدراسات والوثائق المعتمدة من المجالس الوزارية المتخصصة بجامعة الدول العربية، والبرامج التدريبية التي تُنفذ على المستوى العربي للأطفال وللقائمين عليهم، ضمن خطة عمل يتم مراجعتها بشكل دوري مع جامعة الدول العربية؛ لبحث الأولويات والقضايا الناشئة في المنطقة العربية.
وأضاف في كلمته إلى أن اهتمام ودعم مؤسس المجلس العربي للطفولة والتنمية الأمير طلال بن عبدالعزيز (رحمه الله) بالعمل العربي المشترك لم يقف عند هذا الحد، بل امتد ليشمل العديد من الموضوعات الاجتماعية التنموية التي تمس حياة المواطن العربي، وقد تبلور ذلك في دعم مؤسسة (أجفند) للمشروع العربي لصحة الأسرة، التي تقدم المسوحات المتخصصة في كافة الأبعاد الاجتماعية لخطة التنمية المستدامة 2023.
وشدد على أن هناك ظروفا استثنائية تتطلب حلولا ابتكارية ومنظورا مختلفا لحماية الطفولة والأسرة وكافة فئات المجتمع، ومن ضمنهم الفئات الأولى بالحماية والرعاية والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، لضمان تنفيذ الحماية الاجتماعية بمختلف أبعادها، مشيرا إلى أن حماية الفئات الأولى بالرعاية تحتل أولوية متقدمة على أجندة المجالس الوزارية المتخصصة في جامعة الدول العربية، بما يكرس الالتزام برعاية تلك الفئات، ويمثل سياجًا واقيا يحميهم ضمن منظومة القيم والمفاهيم الأخلاقية والثقافية من دعاوى التشويه والتحريف.
د.حسن البيلاوي: الأمير طلال بن عبد العزيز عكس استراتيجية تحويل الأفكار إلي أعمال تنفذ علي أرض الواقع
وخلال الاحتفالية قدم سعادة الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية كلمة مشيرا خلالها إلى أن تأسيس المجلس يحكي فكر ونضال صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز كما ويعكس استراتيجية تحويل الأفكار إلي أعمال تنفذ علي أرض الواقع . مضيفا سعادته بأن مصطلح تنمية الطفولة بالنسبة للأمير المؤسس رحمه الله هو المدخل الصحيح إلى تحقيق تنمية شاملة في كل أوطاننا العربية .. من أجل عزة وكرامة الإنسان العربي .. بل والإنسان في كل مكان أينما كان، راصدا في ذلك كيف ان تنمية الطفولة هي عملية واسعة الأبعاد في القلب من التنمية الشاملة ومحورهاـ
وأضاف د.حسن بأن المجلس العربي للطفولة والتنمية كان منصة أساسية لسمو الأمير رحمه الله في كل تحركاته.. فمن المجلس ومن قلب القاهرة كانت حركة سمو الأمير صلة واتصالاً بكل مفكري ومثقفي العالم العربي بل والعالم أجمع.. والمنظمات الدولية لتعميق الفكر والاستراتيجية. وهكذاصار المجلس فكر واستراتيجية يجسد فكر وأهداف القائد المؤسس،وهو اليوم يمتلك إطاراً فكرياً من خلال تزاوج الفكر مع العمل وامتزاج النظرية بالممارسة، بدعم ورعاية من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود الذي حمل راية المسيرة والقيادة بقوة واقتدار وحماس، ورؤية تنويرية ثاقبة، يستكمل الطريق، ويوجه بالتطوير وفق المستجدات العالمية والوفاء بمقتضياتها ومتغيراتها.
كما شملت الاحتفالية التي قدمتها الإعلامية إيمان عز الدين كلمة رثاء من الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي للامير طلال رحمه الله، وعرض عددا من الأفلام الوثائقية عن سمو الراحل وأعماله، وسلسلة المعارض التي أقيمت تحت عنوان “طلال تاريخ تقرأه الأجيال” ما بين الرياض والكويت ثم القاهرة.
يذكر بأن معرض الأمير طلال تاريخ تقرأه الأجيال مفتوح للزيارة خلال الفترة من 11 – 16 مارس 2023، ويصاحبه عددا من الندوات وورش الاطفال، بالتعاون بين المجلس وعدد من الشركاء.
للتسجيل لزيارة المعرض:
https://www.talalexpo.com/